|
|
ردودٌ على أكاذيب مُرتادي (فرانس 24)
أضيف في 13 غشت 2018 الساعة 26 : 16
ردودٌ على أكاذيب مُرتادي (فرانس 24)
ما كان بودّي صياغةُ هذه المقالة، وبعد تردُّد (وإقدام وإحجام) كما يقول علماء النفس بخصوص حالات التردد التي تنتاب المرْء تجاه قضايا تفرض نفسَها عليه؛ قررتُ الكتابةَ، وقد رأيتُ أنه من واجبي الرد على الكذّابين، والمفترين، والمعادين لوطني، الذين يحدّثون الناسَ بجهلهم في القنوات، والصحف، وسائر وسائل الاتصال؛ لأنّ الخونة يعرفون أن كثيرا من الناس لا يقرؤون، وبذلك يجهلون أبسط الحقائق التاريخية.. فيوم الإثنين (30 يوليوز 2018)، وهو يوم عيد العرش المجيد، حوالي الساعة (12 وعشر دقائق) بعد منتصف الليل، قدّمتْ قناةُ [فرانس 24] التي تبثّ من [باريس]، مدينة الدسائس، والمؤامرات، وملجأ الخونة، والمجرمين، والفارّين من العدالة؛ قدمتْ حلقةً من برنامجها [في فلَكِ الممنوع]، وقد خُصِّصَ لمدينة [الحسيمة] خاصّة، ولمنطقة [الريف] عامّة؛ شارك فيه صحفيٌ من [الرباط]، وكاتبٌ مغربي من [رِيُو] في [البرازيل]، وفي الأوستوديو، شارك خائنان، وكذّابان ادّعيَا الحديث باسم سكان منطقة [الريف] بشمال المغرب؛ وقد بُثّت عنوة هذه الحلقةُ في صباح يوم عيد العرش المجيد؛ لكنّها كانت فاشلةً بكلّ المقاييس، بسبب الأكاذيب، والافتراءات، والجهل الذي أبان عنه خائنان على وجه التحديد..
فالصّحفي من (الرباط) دافع عن بلده، وفضح تصريحات الانفصاليين، ومثيري الفتنة في البلاد، وذكّر بحالة الشرطي الذي شلّتْ ساقاه، وهو يدافع عن سلامة المواطنين، وممتلكاتهم، ولم تزُرْه إلى حد الساعة جمعية، أو منظمةٌ تدّعي كذبًا الدفاعَ عن حقوق الإنسان، وكأن هذا الشرطي المصاب ليس بإنسان.. وأما الكاتب المغربي من [البرازيل]، فقد برّأ ساحة الملكية، وذكر بإنجازات جلالة الملك، وبعزله لعدّة وزراء فاشلين، وعزا المشاكلَ إلى أحزاب ضعيفة، وأن الكارثة حلّت بوصول حزب [البيجدي] إلى السلطة في البلاد، وأن المغاربة كافّة يستعجلون ذهابه، بسبب الكوارث التي حلّت ببلادنا. وهذان الشخصان لا أعنيهما بمقالتي هذه، بل أشكرهما..
أنا أقصد بمقالتي هذه، الكذّابيْن الاثنيْن، حيث ذكَر الأوّلُ كذبةً مفضوحةً لـمّا ادّعى أن ملكيتَنا العلَوية الشّريفة، إنما أنشأها الاستعمارُ الفرنسي سنة (1912) على يد الماريشال [ليوطي].. وأمّا المفتري الثاني، فقد ذكر أنّ جلالة الملك [الحسن الثاني] طيّب الله ثراه، قد وصف سكان الشمال عامّة بلفظة [الأوباش]، وبعد بحثٍ، وأسئلة طرحتُها على التاريخ، وتصفّحتُ مراجعَه، اكتشفتُ كذِب هذيْن المفترييْن؛ كيف ذلك؟ إنّ ملكيتَنا العلَوية الشّريفة نشأتْ سنة [1666]، وعمرُها إلى حدود عيد العرش المجيد لهذه السنة، يكون قد بلغ ثلاثة قرون و52 سنة بالتّمام والكمال، مما يبرز أصالتها، وعراقتَها، وتجذُّرَها في أعماق المغاربة عبر الأجيال؛ وهذه الملكيةُ سابقة على (الثورة الفرنسية) بما يناهز قرنًا و23 سنة، منذ كانت فرنسا تُحكَم من طرف الملوك [آل لويس]، وكانت [فرنسا] آنذاك صليبيةً؛ وبعد (1789) أصبحت استعماريةً، إمبريالية، وخاصّة في عهد المحامي، ورجل السياسة، وفيلسوف النزعة الاستعمارية، وهو الذي شرْعَن الاستعمارَ الفرنسي لإفريقيا وغيْرها بكذبة إخراج شعوبها من التخلف، وأعني به [جول فيرّي: 1832 ــ 1893].. فالملوك الذين هادنوا الاستعمار فقد تمّ خلعُهم بعد الاستقلال، أو تنازلوا طواعية عن عروشهم، ولا داعي لإعطاء أمثلة؛ أمّا جلالةُ الملك [محمد الخامس] طيّب الله ثراه، فقد قاوم الاستعمار لما يزيد عن (30) سنة، وقاد [الحركة الوطنية]، ممّا حدَا بالاستعمار إلى نفيه إلى جزيرة [مدغشقر]، وتعيين مَلكٍ زائف، هو [ابن عرفة].. فعلى من تكذبون، ومن أجل ماذا تفترون، وقد جعل الله عزّ وجلّ كيدَكم في نحوركم؟
أما المفتري والكذّاب، بل الخائن الثاني، فقدِ اتّهم جلالةَ الملك [الحسن الثاني] طّيب الله ثراه، بكونه وصف مغاربة شمال المغرب بلفظة [الأوباش]؛ وهذه اللفظة، استعملها حتى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم، وقصد بها (الصعاليك) الذين كانوا يهدّدون سلامةَ، وممتلكات المسلمين، وقد حاربهم النبيُ الكريم؛ فهل نتّهم رسولَ الله بأنه وصف كافّة المسلمين بكونهم [أوباشا]؟ الجواب: كلاّ! وجلالة الملك طيّب الله ثراه، قصد الصعاليك، والرّعاع، ومثيري الفتن، ولم يقصدْ إطلاقا المغاربة أو سكّان الشمال، وحاشا ذلك! فعلى من تكذبون، و(الأوباش) يوجدون في كل أمّة، وفي كل عصر، وقد عانى منهم كذلك الإمامُ [عليّ] كرّم الله وجهَه، وحاربهم لينقذ المسلمين من أذاهم: اُنظرْ [كتاب: خلفاء الرّسول] لكاتبه (خالد محمّد خالد)؛ صفحة (468)، وقد عانى منهم حتى [عُمر بنُ عبد العزيز] خلال فترة حُكْمه، وما زلنا نحن في المغرب، نعاني منهم، وهم يدمّرون الـمِلْكَ العام، ويرشقون السيارات ليلا في الطرق السيارة، وقد غصّتِ السّجون بهم؛ فهم أهل فتنة، وعدم أمن واستقرار في البلاد، وتوظّفهم منظّماتُ الهدم، وتدافع عنهم، وهم مجرّد مجرمين، وأهل فِتن، وذكرهمُ الله في كتابه العزيز: [والفتنة أشدُّ من القتل]. وهذا الرئيسُ الفرنسي [نيكولا ساركوزي] يصف سنة [2007] مَن دمّروا واجهات المتاجر، ونهبوا ممتلكات المواطنين، وأحرقوا (1000) سيارة في ليلة واحدة، فوصفهم الرئيسُ الفرنسي بلفظة [la racaille] فهل نقول إنّ الرئيسَ وصف الفرنسيين بالأوباش والرُّعاع؟ فالملكُ [الحسن الثاني] طيّب الله ثراه، وصف الأوباش بالأوباش فقط؛ ولم يقصد المغاربةَ أو سكان الشمال؛ فكفاكم تهمًا مغرضة، وكفاكم كذبا وافتراءً على المغاربة؛ وكفاكم خدمةً لأسيادكم بأجرٍ، وصدق الشاعرُ حين أنشد:
قومٌ هُمُو شرُّ خلْق الله قاطبةً * وأخبثُ النّاس في الدّنيا وفي الدّين
هم في الظواهر زُهّادٌ أولُو وَرَعٍ * وفي البواطن إخوانُ الشياطين.
بقلم/ فارس محمد
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|