|
|
هذه ليست وشاية كما تدّعون بل سردٌ لتاريخكم الأسود!
أضيف في 11 غشت 2018 الساعة 58 : 13
هذه ليست وشاية كما تدّعون بل سردٌ لتاريخكم الأسود!
خلال شهر (يوليوز) فقط، بدّلَتِ الحكومةُ كلامَها، وتناقضتْ فيه، ودّعت، وكذبتْ، وافترتْ، كما كذبتْ على الله، وعلى أمّة، ورعية، وملِك، لا تخاف في ذلك لومة لائم.. ففي مستهلّ الشهر، أعلنتْ أنّ الموسمَ الفلاحي، هو موسمٌ استثنائي، نظرًا لجودة الغلّة، ووفرة المحاصيل الفلاحية؛ وبعد أيام على هذا الكلام الذي روّجتْ له التلفزة] ذكرتِ الحكومةُ خلال اجتماعها الخميس الذي يُتَوَّج دائما بالتعيينات في مناصبَ عليا، ذكرتْ بأنّ سنة (2019) ستكون سنة إكراهات مالية واقتصادية، وهي (شنشناتٌ) معهودة، ومعروفة في سريالية الحكومة؛ فهي بذلك تهيّئ الشعبَ نفسانيا حتى يتقبّل ضربات قاسية في أقواتِه، وأرزاقِه، ومستقبل أبنائه، الذين يدرسون في مدارس، وكليات، ومعاهد، استحالت إلى (سوبّرمارشيات) لا يدخلها إلا من كان جيبُه ممتلئًا بالأموال الحرام، والسّرقات، والاختلاسات؛ أمّا الفقراء، فيكتفون بمشاهدة (الڤيترينات) وهو ما يسمّى بالفرنسية [faire du lèche vitrines]، وفِعْل [lécher] معناه [لَحَسَ]؛ والفقراء يلحسون (الڤيترينات) فقط في هذا البلد..
وفي منتصف الشهر، قام عضوٌ من حزب رئيس الحكومة، بالكذب والافتراء على الملكية في ندوة بمدينة (الخميسات)، حيث حمّل التّخلفَ، وعدم التقدّم، وعرقلة التطور للنظام الملكي؛ فقام رئيسُ الحكومة بعمل البهلوان على الخشبة لتضليل المغاربة؛ وبدلاً من عزْل عدوّ الملكية، من الحزب، وتجريده من كافّة مناصبه، وحرمانه من تعدُّد تعويضاته، قام (العثماني) بفتح تحقيق حوْل من سرّب (الڤيديو)، فيما عدوُّ الملكية، تحدّث علانيةً أمام الملإ؛ فهل يعتقد هذا (العثماني) أنّ المغاربةَ بلهاء، ولا ذكي في هذا الوطن إلا هو وشيعَتُه؟ وخلال العشر الأواخر من الشهر، طلع رئيس الحكومة (ليعلن أن السبب في الهشاشة إنما هم الموظّفون، ورواتبهم الهزيلة، ومطالبهم الاجتماعية..
وبعد ذلك، صرّح وزيرٌ من (البيجدي) علانية بأنّه سيقدّم استقالتَه في حالة رفْض ملف تقاعُد الوزراء، والنواب.. قلتُ: كذبتَ يا هذا؛ فما عرف تاريخُ البلاد استقالةَ وزير من (جنّات النعيم، دانيةٌ عليه قطوفُها ودُلِّلتْ تدليلا)، ودليلي هو استقالةُ الوزير (الدّاودي) مؤخّرًا، حيث استقالَ فجأةً من الاستقالة؛ وأنتَ، ما شاء الله، وزيرٌ كفء، وملكيٌ مخلص، ووطني صادق، وقد بعثوك إلى مدينة [جرادة] لحلّ مشاكلها الاجتماعية، ففشلتَ فشلاً ذريعًا؛ وهل يسمح لك [إلاهُكَ] بذلك، وهو المال؟ وهل يقول (كتابُك المقدَّس) بالاستقالة وهو الأوراق النقدية؟ وهل يجوز لكَ أن تكفرَ بـ(كعبتك المشرّفة) وهي الوزارة؟ إذن، دعْكَ من التهديد بالاستقالة، واكنُزِ الأموال، رغْم ضُعْفِك، وانعدام أهليتِك، وانتفاءِ كفاءتِك؛ وكفاكَ كذبًا، فقد عرفناكم، وخبرناكم؛ فلا تتعجّلْ، فسوف تُكْنَس قريبًا كما كُنِسَتْ حكومة [راخوي] في [إسبانيا] والآن ستُكْنَس حكومةُ [الشّاهد] في [تونس]، واعملْ من الآن بالمثل المغربي القائل: [إذا رأيتَ لحيةَ أخيك تُنْتَف، فبلِّلْ لحيتَك بالماء مُسْبقًا] هذه نصيحتي لك!
ثم ماذا؟ ادّعى [العثماني] أنّ هناك من يريد الإيقاع بين الحزب والمؤسسة الملكية.. قلْ: كذبتَ يا هذا؟ فجلالةُ الملك نصره الله ملكٌ حكيم، ولا يسمع لوشوشة الوُشاة.. جلالة الملك يعرفكم حقّ المعرفة منذ كان وليًا للعهد؛ ويعرف نِفاقَكم، وكراهيتَكم للملكية.. ألم يسمعْكم وأنتم تطالبون بملكية برلمانية مثْل الإنجليز؛ وهل أنتم أحزاب مثْل الأحزاب الإنجليزية؟ أنتم بغاة، وطغاة، اجتمَعوا في طوائف منافقة، ادّعتِ الإسلام، وخانتِ الله، والملك، والوطن.. ألم يشهدْكم جلالتُه في مظاهرات (2011) في الشوارع؟ ألمْ يسمعْكم وأنتم (تتبنّدون) على شاشة قناة [الجزيرة]، وتُعْطون تفسيرًا كاذبا لإحداث [اكديم إيزيك] وتتشفّون؟ ألم يسمعْكم تنتقدون بشدّة حفلات تقديم الولاء وفروض الطّاعة لجلالته في المناسبات؟ ألم يشاهدْ جلالتُه [بنكيران] وهو يرفع شعار [رابْعة] الإخواني، مباشرةً بعدما صلّى إلى يمين جلالته؟ ألم يسمعْكم جلالتُه وأنتم تصرّحون بأنكم غير محتاجين لرضا الملك؟ ألم يسمعْكم جلالتُه وأنتم تتحدّثون عن [التحكّم، وعن الدولة العميقة]؟ ألم يعرفْ جلالتُه أنكم تساندون جبهة [النصرة] الإرهابية؟ ألم يَرَكُمْ جلالتُه، وأنتم تريدون تخريبَ علاقاتِنا مع [روسيا]؟ أين هي الوشاية يا هذا؟ أليس هذا تاريخكم الأسود؟ على من تضحكون يا هذا؟!
بقلم/ فارس محمد
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|