|
|
التوحيد والإصلاح تُفشل حلم بنكيران في قيادة الحركة
أضيف في 06 غشت 2018 الساعة 13 : 19
التوحيد والإصلاح تُفشل حلم بنكيران في قيادة الحركة
وضعت عملية التصويت لاختيار الرئيس الجديد لحركة التوحيد والإصلاح، عبد الاله بنكيران في المرتبة الأخيرة، وشكلت العملية الانتخابية الداخلية، صدمة كبيرة لعبد الاله بنكيران رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق للحزب بوضعه في المرتبة الأخيرة من التصويت، بمعدل مائة صوت فقط، كما ابعد بعض القادة الاسلاميين من الحديث والخطابة بالمؤتمر، والاقتصار على السماح للاجانب بالحديث وتوجيه كلمات الى الحاضرين، لعدم الوقوع في الحرج بإغفال اسماء دون أخرى من أبرزهم بنكيران الذي غاب عن المؤتمر بالرغم من ترشحه لرئاسة الحركة.
وجاءت هذه النتيجة القاسية على بنكيران، التي تؤكد على صراع التيارات في الحزب بين تيار الوزراء وتيار بنكيران الذي دعى الى ولاية ثالثة، وتظهر الارتباك الحاصل على مستوى التنظيم حتى وصل الى جناحه الدعوي الذي يحاول التخلص من جبة السياسية، حيث نجحت الحركة في ابعاد بنكيران من رئاستها وإفشال حلمه في قيادة الجناح الدعوي، والإبقاء على وثيرة عمل هادئة دون لفث الانظار اليها، وإبقاء بنكيران خارج السرب.
هذا و انتخب الجمع العام الوطني السادس لحركة التوحيد والإصلاح، في ساعة متأخرة من ليلة امس السبت، عبد الرحيم شيخي رئيسا للحركة لولاية ثانية على التوالي، حيث حصل شيخي على أغلبية أصوات المؤتمرين بـ 507 أصوات، وذلك في اليوم الثاني من أشغال الجمع العام الوطني السادس للحركة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط.
و تنافست في المرحلة النهائية 5 قيادات على رئاسة الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، وكان عبد الرحيم الشيخي قد حصل في مرحلة التصويت الأولى على 457 صوتا، متبوعا بأوس الرمال بـ 321 صوتا، فمحمد الحمداوي بـ 279 صوتا، وأحمد الريسوني بـ 265 صوتا، ثم عبد الاله بن كيران بـ 110صوتا، في المرتبة الأخيرة.
واختير أوس وعضوة أخرى، نائبين لرئيس الحركة ومنسق مجلس الشورى واقتراح الرئيس المنتخب للائحة المرشحين لانتخاب المكتب التنفيذي الجديد والمصادقة عليهم بالإضافة إلى المصادقة على ميثاق الحركة لتختتم بالمصادقة على التوجه الاستراتيجي.
و أوضح عبد الرحيم رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن الحركة مدعوة للانخراط في دينامية المراجعات الفكرية التي أثرت في البرامج والخطاب والعلاقات مع المحيط، وتمنت الحركة مجهودات إمارة المؤمنين والفاعلين الدينيين المدنيين في مواكبة الدينامية الدينية المجتمعية عبر نشر ثقافة الوسطية والاعتدال ومواجهة الغلو والتطرف الديني واللاديني وتعزيز مواقع النموذج المغربي وإشعاعه خارج الحدود"، معتبرين أن ذلك "ما خلق حراكا فكريا خاصا داخل الحركة، دفعها نحو مراجعةِ أوراق ومدارسة عدد من القضايا والوقوف عند بعض التحديات واستشراف التحولات في أفق إعداد مخطط استراتيجي جديد".
وأوضح شيخي خلال كلمته بمناسبة الجلسة الافتتاحية للجمع العام الوطني السادس، أن المشهد الديني بالمغرب عرف مستجدات عدة، منطلقها العودة الطوعية للمغاربة نحو الدين، كجزء من تصالح عدة شعوب بالعالم مع سنن الفطرة والاعتزاز بالهوية الثقافية، ونشر قيم الحضارية في ضوء الاختيارات المغربية في التدين والتمذهب.
و غابت كلمات رموز الحركة الإسلامية المغربية في الجلسة الإفتتاحية لحركة "التوحيد والإسلاح"، الذراع الإديولوجي لحزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة، حيث بدا لافتا للانتباه حرص الحركة الإسلامية ، وعلى غير عادتها في جموعها العامة السابقة، إعطاء الكلمة للضيوف الأجانب من ممثلي الحركات الإسلامية في السودان والجزائر وموريتانيا وفلسطين، وحرمان ممثلي الحركة الإسلامية الحاضرين في الجلسة الإفتتاحية التي التئمت مساء الجمعة بمسرح محمد الخامس في الرباط.
وأبعدت الحركة كلمات لقادة الحركات الإسلامية المغربية كما جرت العادة، وكان من بينهم قادة "العدل والإحسان" ورموز الحركة نفسها مثل أحمد الريسوني وعبد الإله بنكيران الذي غاب عن المؤتمر، حيث أعطيت الكلمة للأسماء الأجنبية وتناوب على المنصة المفكر السوداني الشهير عصام البشير، وعزيزة البقالي عن القطاع النسائي للحركة، والعالم السوداني الشيخ الزبير عن"منتدى الوسطية بأفريقيا"، والشيخ عبد الرزاق حسنيفي رئيس "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، وسامي أبو زهري مسؤول العلاقات العربية والإسلامية بحركة "حماس"، وأحمد جدو بنجديد رئيس "جمعية الإصلاح للتربية بموريتانيا"، هذا فضلا عن عبد المجيد النجار القيادي بحركة "النهضة" التونسية.
و اعتبر عبد الرحيم شيخي رئيس حركة "التوحيد والإصلاح"، أن الجمع العام هو مناسبة أيضا لبسط نظرة الحركة والتذكير بمواقفها من عدة قضايا في سياقاتها المحلية والإقليمية والدولية .
وحول اتخاذ شعار "الإصلاح أصالة وتجديد" للجمع العام السادس، قال شيخي إنه يمثل تعبيرا عن رسوخ قناعة الحركة باختيارها الإصلاحي الذي يمتح من المرجعية الإسلامية،التي هي مرجعية المجتمع والدولة، وينطلق نحو قضايا المجتمع بنفس تعاوني تشاركي، يركز على البناء وينفتح على مختلف المبادرات، مشيرا إلى أن "الإصلاح بهذا المعنى يحتاج إلى سند مرجعي أصيل ومتين واستلهام للأبعاد الحضارية والخبرة التاريخية والإسهام النوعي للمجتمع ".
بتصرف..
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|