تحية وطنية للجماهير الطنجوية
عاش ملعب ابن بطولة الكبير بطنجة ضمن الدورة السابعة و العشرين صداما كرويا بالغ القوة بين نادي الوداد البيضاوي و الاتحاد الرياضي لطنجة، و قد أسفر عن نتيجة التعادل السلبي بين الخصمين، و على رغم هذه النتيجة البيضاء إلا أن أجواء المقابلة مرت في مناخ رياضي عالمي بكل ما تحمل هذه الكلمة من عميق المعاني، و لئن كان اللقاء عرف ندية وحوارا كرويا تكتيكيا رفيعا، ظل يشد الأنفاس حتى الثواني الأخيرة، إلا أن فارس البوغاز كان أقرب من إنهاء المقابلة بفوز مستحق و الابتعاد أكثر عن منافسيه على الظفر بلقب البطولة هذه السنة. و ما يهمنا بشكل خاص هو أن اللقاء شهد بالإضافة إلى جمل و فقرات فنية تليق بمكانة الناديين في البطولة الوطنية الاحترافية، روحا رياضية رفيعة المستوى، و صراعا كرويا يتماشى و قيم الأخوة و المحبة و التسامح، التي يفترض أن تطبع مختلف المنافسات الرياضية الوطنية.
و على صعيد آخر حطم مركب ابن بطولة الدولي كعادته الرقم القياسي المغربي من حيث الإقبال الجماهيري، و المساندة الحماسية المثيرة للإعجاب، و بالمناسبة نود أن نرفع القبعة للجماهير الودادية التي حجت بكثافة لعاصمة الشمال - طنجة و أبدعت في رسم صور جميلة عكست عراقة هذا الفريق الوطني المثقل بالألقاب، و الحامل لتاريخ حافل بالأمجاد و البطولات، أما جماهير فارس البوغاز فقد كانت بحق اللاعب رقم واحد بدون منازع، إلى درجة يمكن القول معها أن الرياضة الوطنية، و كرة القدم بشكل خاص، لن تعني الكثير من دون العروض الاحتفالية العالمية التي يتفنن في إبداعها الجمهور الطنجوي العريض.
إذ أمام حوالي ٤٥ ألف متفرج تمكن المتتبعون من الاستمتاع بلحظات تذكرنا بأرقى المناسبات الكروية الدولية . أملنا كبير أن تنتشر " عدوى " هذا الاجتياح الجماهيري العاصف لباقي ملاعبنا ، خاصة و أن الرياضة ليست مجرد لقاء فني لحظي، بقدر ما أنه مناسبة كرنفالية تمتلئ فرحة و سعادة و انشراحا ، كما أنها تعكس بجلاء استعداد الشعوب للعيش معا و نزعة نحو حياة السلم و و المحبة و الوئام. و أملنا كبير أيضا في أن يكون اللقب من نصيب الاتحاد الرياضي لطنجة، و لو أن المنافسة حامية الوطيس بين أندية كروية قوية ، نكن لها كامل الاحترام و التقرير، لأننا تواقون إلى صنع احتفال رياضي غير مسبوق في ربوع المملكة ، و كيف ما كانت الأحوال يكفي لشابات و شباب طنجة أن أبانوا عن جانب آخر من عظمة مغربنا و مقدرته على مضاهاة أعتى الجماهير العالمية ، فحفظ سعيد للأجدر و الأكثر استعدادا و جاهزية.
الصادق بنعلال