التدريس الفعال يقتضي هذه الاختيارات !
حسب تجربتي المتواضعة أرى أن فعل التدريس يقتضي تفعيل ثلاث اختيارات بيداغوجية ، وفق مقاربة الاشتغال والتعلم الذاتي ، رغم حضورها بشكل محتشم في النصوص الرسمية ، أولها اعتماد الحوار و التجريب في بناء المفاهيم والخبرات الاكتسابية ، ثانيها البناء الجماعي للتعلمات بالاشتغال ، ثالثها التخلي الكلي عن المراقبة بالنقط .
بعيدا عن المكتوب في الأوراق و نزولا عند الممارسة ، لا يزال الدرس الإلقائي متسيدا على الوضع المدرسي ، و الحوار منعدما ، و الخطاب لا يزال يسير في اتجاه واحد ، فلا يمكن تنمية الحس التساؤلي ، و الإشكالي ، و الحجاجي ككفايات أساسية من دون الحوار بين المدرس و المتعلمين و المتعلمين أنفسهم .
و في غياب الاكتساب الجماعي بالاشتغال لا يزال كل متعلم غارقا في صعوباته الخاصة ، و أنانيته ، و لا تزال الروح السلبية للمنافسة تقتل كل تعاون و ثقة في النفس و الغير . إن مقاربة الاشتغال و الاكتشاف لجماعة القسم تتعدى المعرفة إلى بناء أبعاد الشخصية الأخرى ، التواصلية و الوجدانية و الاجتماعية و النفسية و التفكيرية و غيرها .
و نظرا لأن المدرس لا يزال متمسكا بالتقويم التقليدي الذي يستهدف أساسا البعد المعرفي لدى المتعلم ، حيث يختزل هذا الأخير في أرقام لا علاقة لها بعمق شخصيته و تركيبها ، يطفو التقويم سطحيا و ساذجا!
في نظري يجب اعتماد تقرير تقويمي لكل متعلم بمعايير شاملة للأهداف التربوية المراد تحقيقها ، و ذلك بالتتبع المستمر معرفة و سلوكا ، على أساس أن تختتم الدورة بتقرير مفصل يتحدث عن مدى نماء أو تعثر أهداف المرحلة لدى المتعلم ، بدل بيان يحمل نقط غامضة دلالة ! النتائج كنقط عددية خادعة ومدمرة!
إسماعيل عشاق