عاجل: رسميا فرانسوا هولند رئيس فرنسا الجديد
كما كان متوقعا أفرزت نتائج الانتخابات الفرنسية فوز فرانسوا هولند -أمين عام الحزب الاشتراكي – ليصبح رئيسا لفرنسا لخماسية تمتد حتى 2017 ليكون ثاني رئيس اشتراكي لفرنسا بعد فرانسوا ميتران –للجمهورية الخامسة- بنتيجة 51,90% ل48,10%.
يسترد المعسكر الاشتراكي فرنسا بعد خصام لعقد و نصف أخرج على إثره فرانسوا ميتران على يد جاك شيراك. ووصول ميتران إلى سدة الحكم ذر على الفرنسيين كثيرا من النفع وليس فقط في المجال الاجتماعي الذي عرف انتعاش المساعدات و رفع الحد الأدنى للأجور و تخفيف عملة الفرنك آنذاك و رفع العطلة السنوية المدفوعة الأجر إلى خمسة أسابيع ... بل يتعدى ذلك إلى العديد من التدابير التي جعلت الجمهورية الخامسة في عهده ترقى بمستوى البحث العلمي .
يستلم فرانسوا هولند مفاتح الاليزيه لفرنسا اختلفت ملامحها بكثير عن تلك التي تسلمها فرانسوا الكبير فعملة الفرنك ’التي كثيرا ما زغللت أعين المهاجرين آنذاك و نشرت هبة فرنسا في المحافل الدولية ، انصهرت باندماج فرنسا في الاتحاد الأوربي ثم الظروف الاقتصادية الخانقة التي تفرضها الأزمة الاقتصادية العالمية و الأوربية على وجه الخصوص التي رفعت من نسب البطالة إلى أرقام قياسية ’ ثم مجموع الملفات العالقة التي خلقتها السياسة العامة لنيكولا ساركوزي على المستويات الاجتماعية و التعليمية و الصحية ناهيك عن ملف الهجرة الذي تركه الآن شوكة علقة في لهاة المساواة و الحرية و الأخوة شعار الجمهورية الفرنسية.
أكيد أن عموم الشارع الفرنسي سيسعد بهذه النتيجة بما في ذلك أوساط المهاجرين ذوي الأصول العربية / الإسلامية ’ نظرا لتحقيقه العقاب الجماعي لمن تمرد على الفرنسيين بعد أن جدبهم بكلامه الرنان و شخصيته المقنعة في حملته سنة 2007 . لكن يبقى السؤال ملحا : هل لفرانسوا الصغير أن ينجز تدابير من شأنها أن تدخله التاريخ على غرار الأب الروحي لمعظم الساسة الاشتراكين الفرنسيين ؟ في هذه الوضعية المعقدة للبلاد و للأوضاع العالمية و بوادر تصدع القطر الأوربي التي مافتئت تخفيها أزمات بدأت تنتقل عدواها بين رقعة دول الاتحاد .
وان كان هولند انطلق على أسس سليمة إذ استطاع جمع صف الحزب الاشتراكي مما جعله يتقدم الدور الأول أمام رئيس مرشح في سابقة تاريخية في الجمهورية رقم 5 ’ثم استطاع أن يفوز أمام داهية سياسية من الطراز الأول يسمى ساركوزي خصوصا في اللقاء التلفزي الشهير الذي يقام بين الدورين باستغلاله للمساندة التي أعطاها له اليسار ’لكن الرئاسة وحدها غير كافية في العرف السياسي و القانون الفرنسيين إذ تبقى محدودة الفعالية الم يحضا الاشتراكيين بأغلبية في البرلمان و في المجالس المحلية – البلدية – ’ إذن يبقى على هولند و زمرة الاشتراكيين الذين يحيطون به أن يجيدوا طبخ التحالفات البرلمانية ثم المحلية لينجحوا وصفة الدور الثالث ’ ويبقى على جمهور القراء الأعزاء أن ينتظروا كعموم الفرنسيين سنة 2017 موعد محاسبة فرانسوا الثاني كما حوسب ساركو ومن قبله لقراءة مدى سلامة هذا الاختيار.
عادل بناصر من فرنسا لهبة بريس