الارهاب عملة العصر المتداولة
ان الاختلافات الدولية والفقهية حول ايجاد تعريف واضح للارهاب أفرز اتجاهين متضاربين حول أبعاده وخلفياته ..اذ أصبح المصطلح أكثر تعقيدا لتحديد مدلوله ، وذلك لاختلاف وجهات نظر المجتمع الدولي لتعريفه، ولتضارب المصالح واختلاف المفاهيم... وعلى العموم يمكن تلخيص هاته الاختلافات الى موقفين : الاول رافض رفضا مطلقا لكل شكل من اشكاله، ومهما كانت الدوافع وراءه، في حين يتشبت الموقف الثاني بالبحث عن الاسباب وراء هاته الظاهرة الاجرامية..
وبالجمع بين أوجه النظر المختلفة يمكن تعريفه على كونه الفعل الممنهج الذي يرمي من خلاله الفاعل زرع الرهبة في نفوس المجتمع او الدولة،اما للحفاظ على المصالح السياسية اوالاقتصادية او الاجتماعية..او من اجل اثارة او لفت انظار الراي العام الى قضية معينة...
لقد أدت هاته التضاربات لتحديد ماهية المصطلح الى افراغه من محتواه التاريخي والسياسي،اذ بات كل من ياخذ المبادرة يوجه اصابع الاتهام الى خصمه، لكن الارهاب نسبي لا يمكن تعريفه؟ ام انه امتداد للسياسة الداخلية للدول؟ او الوسيلة الفعالة لاثارة الراي العام حول قضية معينة او معتقدات واديولوجيات متنوعة...؟ .
بالرجوع الى الاحداث التاريخية التي شهدتها الانسانية يمكن القول بان العنف اقترن بالبشرية بانماط واديولوجيات، وباختلاف الازمنة والامكنة...،غير أن ما يثير الاسثغراب في عصرنا الحالي هو الفهم الخاطئ للمصطلح، اذ اصبح مقترنا حسب الفهم الدولي بالاصولية الدينية للعالم الاسلامي ،وتشويها للشرق الاوسط بصفة خاصة ،والعالم الاسلامي بصفة عامة ،مما يجعلنا نتساءل عن الدوافع السياسية وراء هذا الفهم السيئ للمصطلح؟ وعن الاهداف والمصالح الدولية وراء ازمة هذا التحديد؟ وأهمية الاعلام الغربي في بلورته؟ .
تعد المصالح الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها احدى المعيقات ذات الوقع السلبي في تعريف المصطلح، مستغلة في ذلك التطور التكنلوجي لوسائل الاعلام، والجهل التام لتطوراته التاريخية التي شهدتها الانسانية، وتأكيدا للمقولة المشهورة التي تفيد أنه لا ارهاب بدون اعلام، غير أن الحقيقة أنه عملة متبادلة يتم استعمالها لاثارة الراي العام لقضية ومصلحة معينة، وكما يقال لا ارهاب بدون ارهاب...
أزيلال الحرة