تفاصيل اليوم الأول من الندوة العلمية الدولية بالزاوية البصيرية
انطلقت صبيحة يوم الاربعاء 25 ماي الجاري ببني عياط اقليم ازيلال اشغال الندوة العلمية الدولية التي تنظمها الزاوية البصيرية على مدى يومين تحت شعار :”نظرات في دلالات مرور مائة سنة على وجود زاوية آل البصير الصحراوية في بني عياط بأزيلال” ، وذلك بحضور والي جهة بني ملال خنيفرة ، وعامل إقليم بني ملال و رئيس الجهة بالإضافة الى وزير الشؤون الدينية بدولة باكستان وعدد من العلماء و شيوخ الطرق الصوفية في كل من الطريقة الجشتية بباكستان، والطريقة النقشبندية بقبرص وبتركيا، والطريقة السمانية بالسودان، والطريقة المريدية بالسينغال، والطريقة التيجانية بدول إفريقيا، عدد من زوار ومريدي الزاوية في ساحل العاج، وبوركينافاسو، والسينغال، والسودان، ومالي، وكينيا، وتنزانيا، ونيجريا، وغينيا كوناكري، ولبنان، واليمن، وفلسطين، وتونس، وتركيا، وقبرص وإيطاليا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وباكستان ، بالإضافة الى عدد من اعيان القبائل الصحراوية.
وبعد الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم ، تناول الكلمة خادم الزاوية البصيرية مولاي اسماعيل البصير ، الذي تحدث عن تاريخ الزاوية منذ النشأة الى يومنا هذا ، مرورا بمجموعة من المحطات التي مرت منها الزاوية عبر رحلتها الطويلة من الصحراء الى جبال الاطلس المتوسط بازيلال .
ومن أهم ما ورد في رسالة خادم الزاوية البصيرية ، تطرقه الى قضية اختفاء سيدي محمد بصير مؤكدا أن انتفاضته التاريخية في يوم 17 يونيه 1970م ضد الاستعمار الإسباني، تعد وفاء لنضالات أسلافه الوطنيين، ولم يكن له ليحيد عن منهج والده وأجداده، وأكبر دليل على ذلك إطلاق الاستعمار الإسباني اسم: “حزب المسلم” على حركته ، مضيفا كذالك و بحرقة ان قضية الاختفاء القسري الذي تعرض له سيدي محمد بصير، لانزال نتابعها بجدية مع بعض أصدقاء الزاوية في أوربا وفي كل مكان، مستمرين في الضغط على إسبانيا حتى تقول الحقيقة، ولاأخفيكم سرا أننا وجدنا مساعدة ودعما من برلمانيين في إيرلندا وبريطانيا والبرلمان الأوربي، ولم نجد ذلك من البرلمان المغربي ولا من الحكومة المغربية ولا من مختلف الهيئات الوطنية التي تعنى بهذا الشأن.
وأضاف ان الزاوية البصيرية، وسيرا على نهج اسلافها ، تشرف على بناء المدارس والمعاهد والمساجد والكتاتيب من أجل الإسهام في تكوين جيل متعلم ناضج منخرط في الحياة الاجتماعية، وتسهم في إحياء تعاليم التصوف السني ومحاربة التصوف البدعي، مبرزا أن الزاوية ستعمل على خلق مركز للدراسات العلمية يعنى بالتاريخ الصحراوي والتصوف المغربي والعالمي والفقه المالكي، و تنظيم دورات تكوينية خاصة بمقدمي فروع الطريقة في كل مكان للتجديد في أساليب تواصلهم مع الغير، والاعتماد على الوسائل التقنية الحديثة في التبليغ، كالإعلاميات وغيرها.
بعد ذلك ثم عرض روبورتاج وثائقي بعنوان: “زاوية آل البصير: من الصحراء إلى جبال الأطلس المتوسط”. ثم مداخلة وزير الشؤون الدينية الباكستاني، الشيخ محمد أمين الحسنات شاه، بعنوان: “الطريقة الجشتية وعلاقاتها بالطريقة الدرقاوية البصيرية”.
الى جانب مداخلة الدكتور عمر الفاروق، أستاذ تاريخ الأديان، ورئيس رابطة علماء أهل السنة والجماعة في تركيا، عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بعنوان:”دور التصوف الإسلامي في بناء المجتمع السليم”. وكذا مداخلة الشيخ محمد محمد عادل النقشبندي الحقاني، شيخ الطريقة النقشبندية بقبرص، بعنوان: “الطريقة النقشبندية العلية: أصولها، تاريخها، فروعها، وأدوارها “.ثم مداخلة الدكتور اقتدار كرامات، مدير معهد إعداد القيادة وتطوير المجتمع بمدينة برمنكهام، بريطانيا، بعنوان: “التطور الإيجابي لحقوق الإنسان في المغرب وجديد قضية محمد بصير”.
وحسب المنظمين فان هذه الندوة ، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 46 لانتفاضة المقاوم محمد البصير ضد الاستعمار الاسباني،تهدف إلى إبراز دور تاريخ التصوف بالدول المشاركة من خلال رصد أهم الأعمال والأدوار التي تضطلع بها الزوايا والطرق الصوفية وطرق اشتغالها داخل المجتمع ، مع التركيز على تبيان الارتباط الروحي الحقيقي للطرق الصوفية العالمية بنظيرتها بالمغرب ، وارتباط الزوايا الصوفية بالقارة الإفريقية بشيوخ المغرب وسندهم الصوفي.
وخلال هذا اللقاء العلمي الذي ينظم على مدى يومين ستناقش مواضيع تتوزع على خمسة جلسات تتمحور حول ” المناضل محمد البصير وأولوية قضيته” و ” زاوية آل البصير رمز لوحدة الوطن من الشمال إلى الجنوب” و “التصوف المغربي والثوابت الوطنية ” و “الإشعاع العالمي للزوايا والطرق الصوفية المغربية” و ” الزوايا والطرق الصوفية في الشرق والغرب”.
عبد العزيز المولوع