راسلونا عبر البريد الالكتروني: [email protected]         لمحات من تاريخنا المعاصر.. التعريب الإيديولوجي في المغرب             بني ملال.. احتجاج الممرضين المتعاقدين للمطالبة بالإدماج في قطاع الصحة             الجزائر.. حالة ترقب وردود فعل محتشمة عقب تقديم موعد الانتخابات الرئاسية             أمطار وثلوج متوقعة ابتداء من يوم الجمعة بعدد من مناطق المغرب             أزيلال: اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية تصادق على عدة مشاريع تنموية             مباراة باهتة لأسود الأطلس أمام منتخب موريتانيا             المسطرة المدنية.. نقاش داخل البرلمان ومطالب بتحديث الترسانة القانونية             عودة الثلوج الى مرتفعات إقليم أزيلال وعملية إزاحتها من الطرقات مستمرة             التحديات التي تواجه الشباب المغربي في سوق العمل             نظام امتحان السياقة الجديد يتسبب في رسوب 90 % من المترشحين بعدد من المدن             إختلاق جريــمة وهمية للرفع من نسبة المشاهدة تقود المُنشط             الاتجار بالبشر.. توقيف ثلاثة أشخاص تورطوا في الاختطاف والاحتجاز             التساقطات المطرية.. سد تانسيفت يسجل أعلى نسبة ملء على الصعيد الوطني             الزيادة في الأجور.. صرف الشطر الأول لرجال ونساء التعليم             انـتحار عون سلطة في ظروف غامضة             روسيا: بدء محاكمة متورطين في العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل137 شخصا بموسكو             المغرب: بوابة الثقافات والتنوع الطبيعي             تفاهة التلفزة المغربية في رمضان والتربية على "التكليخة"             نشرة إنذارية..هبات رياح قوية مع تطاير للغبار اليوم السبت وغدا الأحد             بعد اتهامها بالسرقة.. علامة تجارية فرنسية تسحب “البلغة” من متاجرها             اليوم العالمي لمكافحة السل..أرقام وتفاصيل حول الوباء المدمر             امتحانات الباكلوريا..على المترشحين تدقيق معطياتهم عبر الخدمة الإلكترونية             المملكة المغربية تدين “بشدة” العملية الإرهابية التي تم تنفيذها قرب موسكو             أزيلال: عامل الإقليم يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد الجديد بجماعة تاونزة ويقدم واجب العزاء لأسرة أحد ضحايا الحادث الأليم             المنتخب المغربي ضد أنغولا.. فوز صغير وأداء مقنع             ما هذا المستوى؟                                                                                                                                                                                                                                                           
 
كاريكاتير

 
مواقـــــــــــــــف

لمحات من تاريخنا المعاصر.. التعريب الإيديولوجي في المغرب


تفاهة التلفزة المغربية في رمضان والتربية على "التكليخة"


التنمية البشرية.. الخروج من المأزق


الفن الساقط


اكتمال بدر استهداف وتشويه رجال التعليم

 
أدسنس
 
حـــــــــــــــوادث

ارتفاع عدد قتلى حادثة السير المميتة بإقليم أزيلال إلى11

 
سياحـــــــــــــــة

عدد السياح الوافدين على المغرب بلغ 6,5 مليون سائح عند متم يونيو 2023

 
دوليـــــــــــــــــة

روسيا: بدء محاكمة متورطين في العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل137 شخصا بموسكو

 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 

»  راسلونا عبر البريد الالكتروني : [email protected]

 
 
ملفــــــــــــــــات

نيويورك.. التنديد بانتهاكات حقوق النساء في مخيمات تندوف

 
وطنيـــــــــــــــــة

العقار في المغرب..ارتفاع في الأسعار خلال سنة 2023 مقارنة مع السنوات الماضية

 
جــهـــــــــــــــات

بني ملال.. احتجاج الممرضين المتعاقدين للمطالبة بالإدماج في قطاع الصحة

 
 

الــجــدرمي الذي اكتشف البترول بالمغرب…


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 01 أبريل 2012 الساعة 30 : 17


 

 

 الــجــدرمي الذي اكتشف البترول بالمغرب…

عمر بوزلماط الدركي السابق: نعم، أنا أمتلك قوة فائقة للاستشعار وأوظفها في اكتشاف حقول البترول

عمر بوزلماط الدركي السابق يصر على ادعاءات قادته إلى السجن وأفقدته عمله


   يصر عمر بوزلماط على الادعاء بأنه يملك قوة فائقة للاستشعار عن بعد. ويزعم أنه  قادر على توظيف هذه القوة في مجال الاكتشافات النفطية والغازية، بل وحتى الأماكن المرشحة للزلازل. هذا الدركي السابق، الذي قاده حوار صحافي سابق، أعلن فيه « اكتشاف أكبر حقل للبترول في العالم بالمغرب »، إلى السجن، حيث قضى عقوبة حبسية نافذة، وتم فصله من عمله، هذا الدركي يعود، بعد قضاء مدة العقوبة، ليتشبث بادعاءاته المثيرة.


  فهو يرفض، بكل ما أوتي من قدرة على الجدل ومحاولة الإقناع، أن يتنازل على مزاعمه التي يصفها بـ »العلمية ». ويصر بوزلماط، في هذا الاستجواب المثير مع « الحياة »، على القول إن له قدرة على التنقيب على النفط تحت الكثبان الرملية المتراصة والطبقات التحت أرضية وتحت أمواج المحيطات تتجاوز القدرات التي تتوفر عليها الشركات العالمية المختصة في التنقيب على البترول.


   إنها حالة مثيرة تذكرنا بحالة « مكي الصخيرات »، الذي ظل يدعي أنه يعالج أخطر الأمراض التي يعجز العلم والطب الحديث عن مداواتها، ويتباهى باستقباله لأشخاص من مستويات رفيعة من المغرب وخارج المغرب. لكن عمر الدركي يحس بالإهانة عندما يشبهه البعض بمكي الصخيرات. يقول إنه أدى ثمن حبه لهذا الوطن، بعدما فصل من عمله وزج به في السجن، بتهمة لم تكذب ادعاءاته، حين تم تكييف الجرم، بـ »التصريح باكتشاف النفط بدون ترخيص ». عن تفاصيل هذه القضية، التي يزعم صاحبها أنها أثارت انشغال « جهات عليا » في البلاد، يدور هذا الاستجواب المثير.

 



عمر بوزلماط دركي سابق، وأصبح اليوم صاحب سوابق بعدما دخل السجن بسبب حوار صحافي. فمن يكون عمر بوزلماط هذا؟


  مواطن مغربي من مواليد قرية إنحناحن بتخوم جبال الريف الأصيل، تقع جغرافيا على بعد 60 كلم جنوب مدينة الحسيمة و90 كلم شمال شرق مدينة تازة. تابعت دراستي الابتدائية بمدرسة إنحناحن الواقعة في أعالي سلسلة جبال الريف، ثم بثانوية أكنول المختلطة « السلك الأول »، ضمن النظام الدراسي المعمول به سابقا، ومن ثم السلك الثاني بثانوية علي بن بري بتازة، ثم التحقت بجامعة محمد الخامس بالرباط، التي تابعت فيها دراستي الجامعية في القانون. وبعد ذلك، التحقت بجهاز الدرك المغربي، الذي سأعمل به لمدة 23 سنة، في كل ربوع الوطن، وقد اشتغلت بالدرك الحربي بالجنوب وفي كل الأقاليم الصحراوية حتى نقطة « لكويرة » المغربية لسنوات طوال، إلى أن انتهى مشواري المهني فجأة، بسبب حوار صحافي أجرته معي أسبوعية « المشعل » سنة 2007، كنت أعلنت فيه اكتشاف أكبر حقل نفطي في العالم بالمياه الأطلسية المغربية.


ما الذي جرى معك بالضبط بعد الحوار؟ وكيف تم التعامل معك؟


  في اليوم الذي صدر فيه عدد الجريدة الذي يحمل الاستجواب، أعطت القيادة الجهوية للدرك الملكي بالرشيدية تعليماتها لسرية الدرك بنفس المدينة التي كنت أشرف فيها على مصلحة البطائق الإقليمية من أجل تحرير محضر في شأن مخالفة الضوابط العسكرية العامة، حيث جرى الاستماع إلي ووضعي في غرفة بالثكنة تحت المراقبة، في انتظار تعميق البحث معي وتقديمي أمام أنظار المحكمة العسكرية. وفي اليوم الموالي، حملتني دورية إلى القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، حيث تم عرضي على طبيب نفساني تابع لجهاز الدرك، الذي تأكد من سلامة عقلي. وبعد ذلك، رافقتني دورية إلى المستشفى العسكري للأمراض النفسية. وعند وصولي، وجدت مجموعة من الأطباء في انتظاري، غير مبالين بمرضى ينتظرون العلاج، فأدركت حينها أن قضيتي تتحكم فيها المكالمات الهاتفية. وعندما وجدت نفسي أمام أربعة أطباء، استفسروني عن الظاهرة، شرحت لهم الأمر بطريقة علمية، كما أشار إليها العالم الفيزيائي إيفروكار. وحينها، أشاروا إلي بالبقاء لمدة ثلاثة أيام حتى أرتاح بعض الشيء نفسانيا دون حاجتي إلى أدوية. وهنا، أود أن أشير إلى أن القيادة العليا للدرك الملكي كانت تنتظر تقريرا طبيا بشأني، لتعزيز ملفي الذي طلبته جهات عليا في الدولة…


   وكيف عرفت أن ملفك مطلوب من طرف جهات عليا؟


   من البديهي أن جهاز الدرك الملكي لا يتوانى في التشطيب على عناصره الذين يخالفون الضوابط القانونية. إلا أن حالتي خرجت عن هذه القاعدة، ولم يتم التشطيب على اسمي إلا في يوم 12 يونيو 2007، مما يعني أن هناك جهات عليا ظلت تنتظر تقريرا حول قضيتي. وبعد ذلك، أعطت هذه الجهات الضوء الأخضر لكي يأخذ هذا الملف مجراه الطبيعي والقانوني.


  قلت إن الأطباء قرروا بقاءك في المستشفى العسكري للأمراض النفسية ثلاثة أيام. كيف قضيت تلك الأيام الثلاثة داخل المستشفى؟


   لقد تم وضعي في غرفة منفردة. وأتذكر أنني كنت حذرا طوال تلك الأيام الثلاثة. فقد تخليت عن النوم ليلا ونهارا، خوفا من يد غدر تطال صحتي عبر حقنة طائشة، مثلا، طالما أن القضية تتعلق بمجال جد حساس.


وما الذي حدث بعد انقضاء الأيام الثلاثة؟


  تم تقديمي إلى المحاكمة. فلو كنت مريضا لما قدمت إلى المحاكمة.


وكيف جرت أطوار محاكمتك؟


  لقد مرت للأسف في غياب أية مؤازرة حقوقية أو إعلامية، وكأن الأمر يتعلق بي شخصيا، ولا يعني أي أحد في هذا الوطن. ومع ذلك، فإنني دافعت بقوة عن أفكاري. لقد أكدت أمام هيئة المحكمة أن اكتشاف حقل نفطي في المياه الأطلسية يعد سابقة لن تنساها الأجيال، وأكدت أنني في محاكمة من أجل الدفاع عن ثروة الوطن. وأتذكر أنه في إحدى الجلسات، حين أصررت بقوة على التشبث بمواقفي، انتفض ممثل النيابة العامة والتمس من الهيئة القضائية إنزال أشد العقوبات ضدي. وعليك أن تعلم أن هيئة المحكمة لم تستطع أن تكذبني. لقد قال لي رئيس الجلسة: « لم نكذبك، ولكن ليس لديك ترخيص للتنقيب على النفط »…


ولكن، انتهت المحاكمة بإدانتك؟


  نعم، لقد تمت إدانتي بستة أشهر سجنا نافذا، لكن بتهمة التصريح باكتشاف النفط بدون ترخيص. وتم إيداعي سجن الزاكي بسلا…


كيف كان التعامل معك في السجن؟


   لقد فوجئت في سجن الزاكي بحسن المعاملة والاستقبال من طرف موظفي السجن. وقد وصل الأمر إلى أن إدارة السجن رفضت، بعد مرور أربعة شهور، ترحيلي إلى سجن آخر، بعدما ورد اسمي ضمن قائمة سجناء سينقلون إلى سجون أخرى تسلمتها إدارة السجن من مديرية السجون.


أنت، حينها، دركي وضابط ورئيس مصلحة، ألم تفكر بأن القانون يمنعك من إجراء حوار صحافي؟


   الواقع أن القصة بدأت قبل الحوار. وباختصار شديد، أقول لك، وأريد هنا التحفظ  على جزء من المعطيات، إن إدارة الدرك، بعدما تسرب إليها الخبر عني، وخاصة بعد اختراقي لصحاري شاسعة ونائية بسيارة رونو 18 بنزين معروفة لدى نقاط المراقبة، طلبت مني إنجاز تقرير مفصل حول الاكتشافات النفطية. وفعلا، أنجزت التقرير وسلمته في ملف إلى العقيد. وبعد مرور أيام، أفادني بأن الملف تم تسليمه إلى القيادة العليا للدرك الملكي. ومرت أكثر من 8 أشهر بدون استفسار من طرف الإدارة. وهذا ما أثار ارتيابي وفرضية حصول شرور ضدي قد تطبخ في الخفاء. وفي نفس الوقت، كنت أراقب عن بعد المنصة النفطية التابعة لـ »بتروناس » الماليزية، التي كانت في ضواحي أعالي شاطئ الرباط، والتي كانت قريبة من الحقل النفطي العملاق الذي أشرت إليه. وبما أن الشركة حصلت على حقوق استغلال النفط بالمغرب بحصة 75/100، فقد كان لزاما علي الحفاظ على ثروة الشعب المغربي المتعطش للنفط وذلك باستباقها إلى الاكتشاف. لذا، كنت تحت ضغط عاملين اثنين: الأول، أنني صرت متوجسا من أن يصيبني مكروه، وأذهب ضحية مكيدة في صمت، لأن مجال البترول مجال حساس وتشوبه المخاطر، وهذا يدركه الجميع. والعامل الثاني، أنني كنت أراقب شركة « بتروناس »، فربما هذه الأخيرة قد تجد مؤشرات نفطية بالمنطقة تدلها جيولوجيا وتجعلها تتقدم في اتجاه بداية الحقل العملاق، وآنذاك ستشفط ثروة هائلة، الشعب المغربي الفقير في أمس الحاجة إليها. وأمام صمت الجهات التي يهمها الأمر آنذاك، استفسرت العقيد مرة ثانية وأخبرته بأن الصمت المريب بشأن ملف النفط قد جعلني أعيش ظرفا متوترا. وبدوره، تظاهر بالتوتر، لكنه أشار إلي بأن مهمته انتهت، لأن الملف في يد القيادة العليا للدرك. آنذاك، خاطبت نفسي، قائلا ماذا استفدت من هذا الجهاز، حيث منحت زهرة شبابي للثكنات على طول تراب المملكة وبراتب أشبه بجرعات السيروم. وها أنني سأراهن على بقية العمر في دهاليز سوداء، وربما لن أجد بصيص ضوء في آخر النفق، فقررت مراسلة مجموعة من الوزراء وجهات حساسة في شأن القضية، دون أن أتلق جوابا، فتساءلت هل جهاز الدرك لم يتوصل بمراسلة أو مكالمة من هؤلاء؟ مما دفعني إلى أن أطرق باب الصحافة، وحينها كنت أعي جيدا أن المدة التي قضيتها في خدمة جهاز الدرك ستذهب أدراج الرياح.


   أكدت أمام هيئة المحكمة أن اكتشاف حقل نفطي في المياه الأطلسية يعد سابقة لن تنساها الأجيال، وأكدت أنني في محاكمة من أجل الدفاع عن ثروة الوطن. فقال لي رئيس الجلسة: « لم نكذبك، ولكن ليس لديك ترخيص للتنقيب على النفط »


لنعد إلى أصل الحكاية. كيف اكتشفت أنك تملك قوة خارقة للاستشعار عن بعد؟


   وقع ذلك بالصدفة، وذلك عندما انفصل الإبهامان، وهما ملتقيان فجأة وبدون إرادة. هذا الأمر دفعني إلى تجريب هذه القوة في مجال اكتشاف المياه الجوفية. وبالفعل، نجحت في مسعاي. وحدث مرة لما كنت أشتغل بمدينة اليوسفية، وصادفت أناسا بمنطقة « الخوالقة » الفلاحية وهم بصدد حفر بئر للمياه، فنزلت من سيارتي ونبهتهم إلى أن النقطة التي يباشرون فيها عملية الحفر لن توصلهم إلى منبع المياه، ودللتهم بالمقابل إلى نقطة أخرى، وفعلا أصبت الهدف أمام اندهاش الجميع. ومرة أخرى، أرادت سرية الدرك بالرشيدية أن تضعني أمام امتحان في هذا الشأن، وبحضور أحد المهندسين في الهيدروجيا وصاحب شركة مختصة في حفر الآبار، الذي قال لي لا أصدق ما تصرح به، فلم يكن لي إلا أن أثبت هذه القوة، حيث قمت بتحديد المنطقة المتوفرة على كميات وافرة من المياه، وهي عبارة عن شقوق أرضية ناتجة عن حركات تكتونية باطنية، وكانت تلك الشقوق تتوفر على مياه تتحرك بسرعة، فقلت للمهندس وصاحب الشركة المكلفة بالتنقيب على الماء، وهو من أصل سوري، يمكن لكم الحفر هناك. وبعد عملية الحفر، التي لم تدم طويلا، تدفقت المياه. حينها، قال لي المواطن السوري: « يخلق الله ما يشاء ». أما بخصوص توظيف هذه القوة في مجال التنقيب على الهيدروكابورات، فقد تطورت بفعل التجارب والأبحاث.


ألا تعلم بأن مزاعمك المثيرة تبقى غريبة، ولا يمكن أن يصدقها المرء، فكيف توفرت لك هذه القوة الخارقة؟


   أولا، أريد أن يحصل التمييز بين القوة الخارقة والقوة الفائقة، لأن اختيار أية كلمة  سيعتبر بمثابة اختيار المقود، ومن ثم اختيار الاتجاه، إما الجنوح إلى الاتجاه العلمي، ومن ثم تقديم براهين فيزيائية ملموسة، وإما الجنوح إلى الاتجاه الديني وإثبات ذلك باستقامة السلوك والأخلاق الدينية. وهنا، يتوجب التوضيح. فحين نقول فلان يتمتع بدماغ خارق، فهذا يعني أنه يقوم بتحليل قضايا شائكة ومستحيلة وعصية على الدماغ العادي، أي أنه ذو ذكاء ثاقب. وحين نقول مثلا إن سائق سيارة خرق إشارة المرور، فهذا يعني أنه لم يتوقف حتى تظهر إشارة  الضوء الأخضر، ففي ما قام به خرق للقوانين الوضعية المرورية، ويعتبر ذلك استخفافا بالقوانين. ونجد أيضا خرق سنن الطبيعة المعتادة بواسطة قوة خارقة. والفقهاء يعتبرون هذا استخفافا بقوانين الطبيعة إن لم يكن الخارق نبيا أو وليا صالحا. وهنا، نصطدم بشيئين؛ القوة الخارقة كمعجزة، ونحن نعرف أن الأنبياء والأولياء الصالحين هم من يحتلون قمة هرم المواهب الخارقة، كالمعجزة والكرامة. وإذا حاولنا، من جهة أخرى، البحث في المعنى السائد بعيدا عن الجانب الديني، سنتحدث عن قوة فوق حسية وتقع خارج قدرات الإنسان العادي. وكما هو معروف، فقد انشغلت القوى العظمى، أثناء الحرب الباردة، بهذه القوة، كاستخدام « التخاطر » كوسيلة للتحكم في سلوك الأفراد المطلوب تعديل أفكارهم وسلوكهم عن بعد، بما فيه تشتيت أفكارهم والتأثير عن نفسيتهم، أو « الاستبصار » في مجال  الجرائم، أو « التنبؤات »…


   أما كلمة فائقة، فتعني الجيد والممتاز والنبيه والواعي، وتأخذ أيضا معاني العالية والراجحة لعلاقتها بالعلو والارتفاع. وهنا، أضع قوتي في إطار قوة جد فائقة في الدقة وفي إطار علمي ثابت. لكن إذا تأملنا خصائصها الغريبة، فمن المستحيل أن نبعدها عن احتلال جانب من الخوارق أو الشبيه بالخوارق. ويمكن أن نختزلها في الجملة الآتية على سبيل المثال: أستطيع إرسال أمواج كهرومغناطيسية تسير بسرعة فائقة، حيث تتجاوز 18.000 كلم/الساعة، وتكتشف الحقول النفطية بطريقة خارقة وراء البحار. فالنتيجة ثابتة وملموسة.


   بعدما تسرب الخبر عني إلى إدارة الدرك، وخاصة بعد اختراقي لصحاري شاسعة ونائية بسيارة رونو 18 بنزين معروفة لدى نقاط المراقبة، طلبت مني الإدارة إنجاز تقرير مفصل حول الاكتشافات النفطية..


   أنت تزعم بأنك قادر على الوصول إلى حقول النفط، فهل لديك أولا دراية بالتكنولوجيا الاستكشافية للنفط، التي يعتمدها الخبراء في مجال التنقيب؟


   في الحقيقة، لو أردت أن أقدم جوابا شافيا جدا، لتطلب مني الحديث وقتا طويلا. ولكن سأختصر كثيرا، وأقول إن الشركات النفطية تلجأ أولا في بعض الأحيان إما إلى الأقمار الاصطناعية أو الطائرات الخاصة المجهزة بتقنيات تحديد السهول الرسوبية برا وبحرا، ومن ثم تستعمل آلة حساسة لاكتشاف أماكن التشوهات المغناطيسية، ثم يأتي دور الجيولوجي في البر لالتقاط عينة من الصخور لدراستها وتحليلها، إذ قد تكون لها علاقة بالنفط. وبعد ذلك، يأتي الدور الأساسي والحاسم، وهو العملية الزلزالية، وهي إما وضع الديناميت في حفر ذات عمق ضئيل وربطها بخيوط إلى مجسات، أي « جيوفون »، والتي تلتقط الأصوات المنبعثة من انعكاس الأمواج المرتدة من بين الطبقات أو استعمال شاحنات خاصة تتوفر على كتلة حديدية ثقيلة وتدك بها الأرض بقوة ويتم طبعا ربطها بمجسات كما سلف ذكره، وهكذا تتم العملية باستعمال عدة شاحنات في آن واحد لتغطية المساحة المراد استكشافها. والعملية تكون جد غالية وبطيئة جدا. ومن ثم، يقوم خبراء مختصون في الميدان، وباستعمال برامج حاسوبية خاصة، برسم صورة للتكوينات الباطنية، ثم يحددون فرضية وجود النفط في خزان ما، فتأتي عملية الحفر، ولكن لا يعرفون هل سيتدفق ما يوجد بالحفرة نفطا أم غازا أم مياها عميقة وملوثة أو يجدونها فارغة أو دمرتها الزلازل منذ زمن، وفي البحر تستعمل  باخرة مزودة بشبكة من المجسات تجرها وراءها، وبعد ذلك تفجر مدافع هوائية في الماء ليتم التقاط الأمواج المرتدة بين حافات الطبقات العميقة شأنها شأن تفجير الديناميت في الحفر أو الشاحنات المختصة في المجال برا.


 تريد أن تقول إن العلوم العصرية لا تكتشف النفط مباشرة فتستهدفه بالضبط أثناء الحفر؟


   طبعا، لا تكتشف البترول مباشرة. وهذا يعتبر أكبر نقط ضعف لدى الشركات النفطية، فأنشطتها تعتبر مغامرة ومقامرة. ولذلك، نجد شركتين أو ثلاث أو أكثر تتجه نحو الاندماج والتشارك من أجل القيام بعمليات البحث عن النفط. فلو كانت هناك علوم نفطية تكتشف النفط بالمباشر، فلن تجد شركة واحدة تقبل التشارك أو الاندماج، فلا أحد يقبل اقتسام الأرباح بين أطراف عديدة، ولكنها تندمج لاقتسام الخسائر المترتبة عن الحفر. فالأمر يتعلق بميدان للمغامرة بامتياز. وهذا هو السبب الذي يجعل الشركات النفطية جشعة وتطالب بالحصول على أكبر نسبة في حصتها. وعلى سبيل المثال، فالمغرب فوت حصة 75/100 للشركات النفطية الأجنبية.


   طريقتي الاستكشافية للبترول تعتبر جد رائدة، لم يسبق للعالم أجمع أن عرف قوة مشابهة لها على الإطلاق. وقد حققت هامشا مذهلا من التفوق، مقارنة مع التكنولوجيا النفطية العصرية.


تصر على الادعاء بأنك تستطيع أن تكتشف النفط، لكنك لا تكشف كيف تتمكن من ذلك. هل يمكن أن تحدثنا عن الكيفية التي تعتمدها لاكتشاف النفط؟


   أولا، أريد أن أشير إلى أن طريقتي الاستكشافية للبترول تعتبر جد رائدة، لم يسبق للعالم أجمع أن عرف قوة مشابهة لها على الإطلاق. وقد حققت هامشا مذهلا من التفوق، مقارنة مع التكنولوجيا النفطية العصرية. ونقــط التفوق على التكنولوجيا العصرية تتمثل في ما يلي:


   أولا، عملية الاكتشاف المباشر مثلا. فأنا لا أشير إلى مساحة التجويفات والفراغات ومسامية الطبقات الباطنية، كما تفعل الشركات النفطية، بل أشير إلى المادة التي تملأ تلك التجويفات، دون أخذ عناء الحفر والخسائر بمئات الملايين من الدولارات. وفي نفس الوقت، أكتشف تلك التجويفات نفسها بالمباشر والمادة التي تحتضنها بالمباشر؛ أي ضرب عصفورين بحجرة واحدة.


   ثانيا، إصدار أمواج مغناطيسية تسير بسرعة قد تتجاوز 18.000 كلم/الساعة،  وتتحكم في زاوية تتسع لـ180 درجة. وهذا يعني أنه لا يمكن لأي حقل نفطي منحشر في الأرض أن يفلت من الاكتشاف تحت وقع الأمواج الشبيهة بعاصفة مغناطيسية كاسحة بحرا وبرا وعبر كثبان الصحاري العميقة أو الصحاري الجليدية القطبية أو الغابات أو تحت الأمواج المتلاطمة للمحيطات.


   ثالثا، قوتي الفائقة لا تكتشف البترول وحده بالمباشر، بل تكتشف النظام البترولي الجيولوجي  بالمباشر، مما يجعل الشكوك بعيدة بسنوات ضوئية. وعلى سبيل الذكر، أكتشف طبقة « الصهارة » التي تمد الحقل بالحرارة والضغط، ومن ثم الصخور الأم أو ما يسمى بـ »الكيروجين »، والتي تولد عنها النفط قبل أن يرحل عن الصخور الأم  جيولوجيا إلى الأعلى بفعل القوة الهائلة  للحرارة والضغط. ومن ثم، أكتشف الطبقة المائية الهائلة التي تتواجد غالبا، إن لم أقل دائما، تحت الطبقة النفطية، ثم أكتشف الطبقة النفطية، وهو المكان أو الخزان الذي استقر فيه النفط بعد عملية الرحيل عن الطبقة الأم. وبعد ذلك، أكتشف طبقة الغاز التي تعلو طبقة النفط، ثم أكتشف تباعا الغطاء الجيولوجي غير النفاذي للحقل، والذي يمنع  تسرب النفط إلى الخارج. وهذه أشياء تكون منتظمة تباعا مثل مدرجات السلم من عمق الأرض إلى الأعلى في كل حقل نفط، فلا يمكن أن تجد حقلا نفطيا دون أن تجتمع هذه النقط تباعا من الأسفل إلى الأعلى.


  رابعا، أقوم بتحديد الحقل النفطي عرضا وطولا ومساحة.


   خامسا، يأتي دور الدراسة المكثفة قبل إعلان الاكتشاف، وهي دراسة سمك « الصهارة » الخاصة بالحقول النفطية، والتي لم تشر إليها العلوم ولم تكتشفها إلى حد الساعة. وقد اكتشفتها حصريا، وكلما كان سمك « الصهارة » كبيرا، كلما كان التدرج الحراري أقوى والضغط كذلك، ومن ثم الصعود إلى الصخور الأم التي تولد عنها النفط، حيث أكتشف التمزقات الصخرية في اتجاه الأعلى والتي  تعتبر منافذ رحيل النفط، ثم تتبع بعض بقايا نفطية لم تستطع الصعود هنا وهناك وتكون غير ذي جدوى،  ثم تأتي دراسة الطبقة المائية  التي تكون أسفل الطبقة النفطية في شأن سمكها ومسامية الطبقة المائية ومدى التصاقها بالطبقة النفطية، لأن التصاقها يعد مساعدا أثناء عملية شفط النفط ودراسة الطبقة النفطية حول مسامية الطبقة والامتدادات النفطية وسمكها، ومكان تجمعها أكثر، قصد استهدافها بالحفارة مباشرة إلى قلب الخزان. وبعد ذلك، ينبغي إجراء تحليل كيميائي عن بعد حول تركز الكربون والهيدروجين في النفط، وكذا الكبريت الذي يكون غير مرغوب فيه، ثم التيقن من درجة اللزوجة أو إن كان غازا ذات ذرات متطايرة وغير منتظمة وتكون تحت ضغط شديد لا يطاق التأكد من سلامة الغطاء الجيولوجي. فإذا حصل تشقق في الغطاء، سأكتشفه لا محالة.


   تم وضعي في غرفة منفردة طوال ثلاثة أيام. وكنت حذرا. فقد تخليت عن النوم ليلا ونهارا، خوفا من يد غدر تطال صحتي عبر حقنة طائشة، مثلا، طالما أن القضية تتعلق بمجال جد حساس.


 استجوبه: أحمد الجوهري/ جريدة [ الحياة اليوم  ]المغربية المستقلة.

 






تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها


1- الجدرمي الذي اكتشف البترول

سلوى شادي.مهندسة

موضوع جميل جدا , ويحمل معلومات جيولوجية دقيقة


تسلم أيها المغربي الأصيــــل

في 19 أبريل 2012 الساعة 39 : 16

أبلغ عن تعليق غير لائق


2- الدركي المغربي الذي اكتشف البترول

أسامة حلوان NASA. USA

الطامة الكبرى هو أن , لا الحكومات السابقة , فلا حكومة علمانية ولا حكومة اسلامية استمعت إلى الدركي مكتشف البترول, فقد صرح سابقا أن دولة نووية بصدد دراسة ظاهرته , قريبا , سيقول لنا مثل الرئيس البائد علي عبد الله صالح اليمني [ فاتـــكم القطــار ...

في 20 أبريل 2012 الساعة 21 : 17

أبلغ عن تعليق غير لائق


3- Le Gendarme qui a détécté le pétrole au Maroc

salwa tarek

Voilà un autre exemple qui confirme que les gouvernements arabes opèrent en faveur des firmes pètrolières ètrangères* pourquoi le Royaume a arrêté ce GEANT CERVEAU POURQUOIPOURQUOIPOURQUOIPOURQUOI

في 21 أبريل 2012 الساعة 00 : 17

أبلغ عن تعليق غير لائق


4- حكام العرب أسرى القوى الغربية

منى أياد مومادو

لماذا حرس المغرب غينيا الإستوائية لعشرات السنين بأمر من أمريكا ؟ لأن غينيا الإستوائية غنية بالنفط , ففي سنة [ ألفين وثلاثة ] تدفق البنفط , بواسطة شركات أمريكية 100/100 . فهذا ما تريد أن تفعله أمريكا بأكبر حقل للبترول في العالم بالمياه الأطلسية التي اكتشفها الدركي عمر بوزلماط. لكن أقول لأمريكا والمتواطئين الفاسدين ببلد المغرب [ فقد قال لكم الدركي بوضوح : فاتكم الGطار...القطار

في 22 أبريل 2012 الساعة 04 : 18

أبلغ عن تعليق غير لائق


[email protected]

 

 التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



الــجــدرمي الذي اكتشف البترول بالمغرب…

يا أهـل العروبة والدّين

إعلان ببيع متلاشيات و برنامــج منح الجمعيات التنموية

تقديم المخطط الإستراتيجي للتنمية المندمجة لإقليم أزيلال ومناقشة مضامين المشروع

بالصور.. تذكير بعرض مشروع المخطط الإستراتيجي لتأهيل إقليم أزيلال

الكشف عن قصة مثـــيرة وراء استدعاء تلامــيذ تضامنوا مع أساتذتهم المضربين بأزيلال + متفرقات

انتصار القضاء للقانون ضدا على شطط رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال

الحملة الانتخابية .. الوجه الآخر

توصيات مجلس المنافسة بشأن التدبير المفوض للنقل العمومي الحضري والرابط بين المدن بواسطة الحافلات

الــجــدرمي الذي اكتشف البترول بالمغرب…





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  كاريكاتير

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  مجتمــــــــــــــــع

 
 

»  سياســــــــــــــة

 
 

»  تكافـــــــــــــــــل

 
 

»  اقتصـــــــــــــــاد

 
 

»  سياحـــــــــــــــة

 
 

»  وقائــــــــــــــــــع

 
 

»  وطنيـــــــــــــــــة

 
 

»  رياضــــــــــــــــة

 
 

»  حـــــــــــــــوادث

 
 

»  بيئــــــــــــــــــــة

 
 

»  جمعيــــــــــــات

 
 

»  جـــــــــــــــــــوار

 
 

»  تربويـــــــــــــــــة

 
 

»  ثقافــــــــــــــــــة

 
 

»  قضايـــــــــــــــــا

 
 

»  ملفــــــــــــــــات

 
 

»  من الأحبــــــــــار

 
 

»  جــهـــــــــــــــات

 
 

»  مواقـــــــــــــــف

 
 

»  دوليـــــــــــــــــة

 
 

»  متابعــــــــــــــات

 
 

»  متفرقــــــــــــات

 
 
أدسنس
 
سياســــــــــــــة

انتفاضة المهمشين في برلمان الاستقلال

 
تربويـــــــــــــــــة

أزيلال: المدرسة العتيقة سيدي إبراهيم البصير تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا في حفل التميز

 
صوت وصورة

ما هذا المستوى؟


الندوة الصحافية لوليد الركراكي قبل لقاء منتخب أنغولا


استمرار بكاء الصحافة الإسبانية على إبراهيم دياز


مدرعات سريعة وفتاكة تعزز صفوف القوات البرية المغربية


تصنيف الفيفا الجديد للمنتخبات

 
وقائــــــــــــــــــع

انـتحار عون سلطة في ظروف غامضة

 
مجتمــــــــــــــــع

الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بأزيلال فرصة لإبراز الأدوار الطلائعية للأم المغربية

 
متابعــــــــــــــات

إختلاق جريــمة وهمية للرفع من نسبة المشاهدة تقود المُنشط

 
البحث بالموقع
 
 شركة وصلة