يحتفل المغرب اليوم ب"اليوم الوطني للسلامة الطرقية " . مناسبة يتوخى من ورائها تحسيس الجميع بأهمية قانون السير و تربية المواطنين على التحلي بالسلوك المدني اللازم ، سواء تعلق الأمر بالسائقين من خلال الالتزام باحترام السرعة القانونية ، و تجنب التجاوز المعــيب و تفادي السياقة في حالتي السكر و التعب ، و الانتباه إلى إشارات المرور ، و مراقبة الحالة الميكانيكية لوسيلة النقل ... أو تعلق الأمر بالراجلين من خلال الالتزام بعدد من الواجبات كالمشي في الممرات المخصصة ، و عدم التهور أيضا أثناء قطع بعض المسالك الطرقية و غيرها .
كما يعتبر الاحتفال بهذا اليوم الوطني مناسبة للتذكير أيضا بمسؤولية الدولة في بذل المزيد من الجهود لمحاربة تردي البنية التحتية الطرقية ، و التأهيل الجيد للمسالك المقامة فوق التضاريس الوعرة و غيرها من التحديات ..
و نود أن نركز في هذا المقال ، و نحن نحتفل بهذا اليوم الوطني الهام ، على أسطول النقل العمومي الأزيلالي ، و على وجه الخصوص ، النقل بالحافلة . هنا نريد الحديث عن حافلة عجيبة يعتبرها الجميع بأزيلال قيدومة النقل الطرقي ب" المحطة الطرقية " للبلدية ، و هي حافلة يعود تاريخ وجودها إلى سنة 1976 ، و هي عريقة ب"المحطة" ، يذكرك منظرها و هيكلها المتقادم عندما تمر أمامك بالشارع بإحدى حافلات الأسواق الأسبوعية لفترة السبعينات من القرن الماضي .
تفنن صاحب هذه الحافلة في اختيار اسم لعربته فسماها " الطاوس " ، فعلا ليس لجمالها و أناقتها ، بل لبطــئــــــها الشديد الراجع أساسا لقدمها و تهالكها ( 39سنة ) ، إسم يحجب به عن ركابها منظرها القبيح الذي يبعث على الاشمئزاز .
في هذا الصدد ، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الحافلة العجيبة و منظرها " الأخاذ" يجعلنا نتساءل عن دور مفتشية النقل في هذا الموضوع : هل تقوم فعلا بمراقبة هذه الحافلة بشكل منتظم ؟ . إذ يجب أن نستحضر إحصائيات مديرية النقل الطرقي و السلامة الطرقية بوزارة التجهيز و النقل و اللوجستيك ، حيث إن سنة 2013 مثلا تسببت الحالة الميكانيكية للعربات في ثـــلث حوادث السير التي وقعت خلال العام المذكور . كما تجعلنا هذه الحافلة نتساءل عن دور الأمن و الدرك في المراقبة وفق الصرامة التي تستدعيها سلامة الركاب و المسافرين و المنصوص عليها في مقتضيات حقوق المسافر الواردة في " عقد العمل من أجل السلامة على الطريق 2011- 2022 ".هذا مع العلم أن هذه الحافلة ( هذا حسب مصادر من "المحطة الطرقية" بأزيلال و المحطة الطرقية بمراكش ) يتم رفضها رفضا تاما و مطلقا بمراكز الفحص التقني بمراكش و بني ملال ، في حين يتم قبولها من طرف مركز " الفحص التقني " بأزيلال لمصلحة يتكتم عنها الطرفان ..!! .
فهل من فحص مضاد يد حض أو يعزز سر الكتمان ؟. إن حديثنا عن هذه الحافلة الفريدة من نوعها يعود إلى أزيد من سبع سنوات ، و هدفنا هو التذكير ثم التذكير بالحفاظ على سلامة المسافرين الذي يعد من بين الأهداف الجوهرية للمغاربة المحتفين بهذا اليوم الوطني الهام . إذ لا يعقل أن تقطع حافلة من هذا النوع مسافة يومية تقدر ب 240 كلم تسيطر عليها مقاطع طرقية بالغة الصعوبة وسط مرتفعات و منحدرات تعد كمينا حقيقيا لأقوى الحافلات و أحدثها ، فبالأحرى لهذه "القنبلة الموقوتة" أو " اللغم الخامد " ..
أزيلال الحرة - المراسل