راسلونا عبر البريد الالكتروني: [email protected]         الأحداث المغربية تعالج فوضى “اليوتوبر” المنتحل لصفة صحافي: “وجب تطبيق القانون”             المغرب..النسبة الإجمالية لملء السدود تقارب مستويات السنة الماضية             ملف “اسكوبار الصحراء”.. متابعة بعيوي والناصيري بتهم جديدة             الحوار الاجتماعي في قطاع الصحة..مسلسل متواصل والحكومة ستحسم في الخلافات             أزيلال: الدراسة والمصادقة على المشاريع المقترحة ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية             إطلاق دعم إضافي لفائدة مهنيي النقل الطرقي             الجزائر تسلح السودان..بوادر مخطط إيراني خطير لزعزعة الاستقرار في إفريقيا             تكريم بطعم القهر...             المغرب يتوج بكأس أمم إفريقيا للفوتسال للمرة الثالثة على التوالي             التلقيح في المغرب..حماية للأطفال من الأمراض وتعزيز الصحة العامة             الكاف تلغي مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري بعد مصادرة أقمصة الفريق المغربي             ما وراء الاتهامات والتقارير..الجزائر معبر محوري لتهريب الكوكايين نحو أوروبا             أسعار الأضاحي مرشحة للارتفاع أكثر من السنة الماضية             ليلة القدر.. أمير المؤمنين يترأس بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء حفلا دينيا             عامل إقليم أزيلال يحيي ليلة القدر بالمسجد الأعظم بمدينة أزيلال             عيد الفطر بفرنسا الأربعاء 10 أبريل             كوت ديفوار .. الافتتاح الرسمي لمسجد محمد السادس بأبيدجان             مسجد محمد السادس بأبيدجان معلمة لتكريس قيم التسامح والانفتاح             حصيلة جديدة.. نسبة ملء السدود ترتفع إلى 32.20 في المائة             ملف “إسكوبار الصحراء”.. عودة الملف إلى النيابة العامة للحسم في تاريخ بدء أولى الجلسات             لا زيادة في أسعار قنينات الغاز بالمغرب في الوقت الراهن             لفتيت يدعو إلى تكييف قرار إغلاق الحمامات مع الوضعية المائية الحالية             الحكومة تشتغل مع المركزيات النقابية للتوصل إلى اتفاق سيعلن عنه قريبا             أوزين و"الطنز العكري"             صدمة كبيرة بعد إقدام تلميذ على الانتحارداخل مؤسسته التعليمية             ما هذا المستوى؟                                                                                                                                                                                                                                                           
 
كاريكاتير

 
مواقـــــــــــــــف

تكريم بطعم القهر...


لا أحدَ يُجادل بأن المغربَ يتقدَّم لكن…


لمحات من تاريخنا المعاصر.. التعريب الإيديولوجي في المغرب


تفاهة التلفزة المغربية في رمضان والتربية على "التكليخة"


التنمية البشرية.. الخروج من المأزق

 
أدسنس
 
حـــــــــــــــوادث

خمسة جرحى في حادثة سير بنواحي مدينة أزيلال

 
سياحـــــــــــــــة

عدد السياح الوافدين على المغرب بلغ 6,5 مليون سائح عند متم يونيو 2023

 
دوليـــــــــــــــــة

روسيا: بدء محاكمة متورطين في العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل137 شخصا بموسكو

 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 

»  راسلونا عبر البريد الالكتروني : [email protected]

 
 
ملفــــــــــــــــات

ملف “اسكوبار الصحراء”.. متابعة بعيوي والناصيري بتهم جديدة

 
وطنيـــــــــــــــــة

لفتيت يدعو إلى تكييف قرار إغلاق الحمامات مع الوضعية المائية الحالية

 
جــهـــــــــــــــات

ليلة القدر.. أمير المؤمنين يترأس بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء حفلا دينيا

 
 

سياسة المدينة بأزيلال


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 05 أبريل 2014 الساعة 27 : 01


 

   

                        سياسة المدينة بأزيلال

 

 
1)       حول المدينة قبل "سياسة المدينة ".

         لم تكن المدينة في الأول سوى نواة اجتماعية صغيرة جدا، اعتبرها الباحثون أول حدث في نشوء الحياة الحضرية. فالحاجة في الحصول على الغداء والحماية اللازمة من اجل البقاء كانت الباعث إلى تجمع الأفراد حول بعضهم في أماكن معينة.هذا التجمع أدى إلى حدوث تفاعل أصيل بين الإنسان والبيئة واتجه به نحو التفتيش عن الوسائل التي تنظم طريقة حياته ضمن هذا المنظور الجديد ،فشيد الأماكن الجماعية الشبيهة بالقاعات الكبيرة لغرض السكن والتي احتوت بداخلها على حجيرات .وبمرور الزمن ،أنشأت العديد من هذه الأماكن الجماعية التي تمايزت فيما بينها من حيث المناعة والقوة في قدرتها على توفير مستلزمات البقاء لأفرادها.


       تطورت هذه الأماكن إذن ،فتحولت إلى تجمعات اكبر ،تكدست واستلزمت بذلك تنظيم الإدارة والوظائف في الداخل بين مختلف المرافق .إنها سيرورة طويلة لنشوء ،وتشييد وتنظيم ما يسمى بالمدينة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى اليوم : عصر المدن الميتروبوليتانية والمليونيرية والميكالوبوليس...والذي تعقدت معه المتطلبات وصعبت معه المعالجات الضرورية ذات البعد الزمني المتقدم، للمراحل المقبلة.

 

2)      الاتجاه نحو الاهتمام ب " سياسة المدينة " أمر لا مفر منه .

       التطور السريع الذي عرفته المدن بمختلف بقاع العالم المتقدم ،والمتمثل في النمو الاقتصادي والسكاني وارتفاع وثيرة التمدن ،أدى حتما إلى التفكير في آليات مناسبة لمعالجة المشاكل المترتبة عن ذلك ،فانكبت الدول المتقدمة على ما يسمى بفن " التخطيط المحكم والمعاصر للمدينة " أو ما يصطلح عليه اليوم ب" سياسة المدينة " .ما هي إذن سياسة المدينة ؟ما غاياتها وأبعادها،وما هي آليات تفعيلها ؟.

 
       تبقى سياسة المدينة سياسة عمومية ،مندمجة وتشاورية وتشاركية لكونها توضع من طرف الدولة والجماعات الترابية بإشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في إطار يضمن انسجام مختلف الرؤى والتدخلات حول واقع ومصير المدينة .فهي بذلك سياسة تعاقدية أيضا، بين كل المتدخلين المفترضين خدمة لمستقبل مدينة مستدامة ،اندماجية ومنتجة ومتضامنة من خلال رصد الاحتمالات المنظورة لنمو هذه المدينة أو تلك .

 
       فحتى نستطيع أن نحدد بشكل واقعي ما ستكون عليه وظيفة ومحتوى المدينة في المستقبل ، من الضروري أن يكون لدينا تصور واضح لإمكانيات النمو فيها ،باعتبارها مركزا إداريا اقتصاديا وثقافيا، وان نحصل على معلومات حول احتمالات نمو السكان ومقدار المساحة التقريبية مثلا،اللازمة للمنطقة السكنية وحول نوع مشاريع البناء التحتي ،الفني ،في ارتباط وثيق بالشروط الطبيعية المحلية ،وطبيعة المواقع الموجودة ومدى ارتباطها أو إمكانية ربطها مستقبلا مع مختلف الشبكات المواصلاتية ،الكهربائية ،المائية والطرقية...وفق التجمعات البشرية المتوقعة المعتمدة على إحصائيات مضبوطة للنمو الاقتصادي. من خلال ما سبق ذكره ،تستفاد فكرتان محوريتان تتلخص أولاهما في كون سياسة المدينة ، سياسة استباقية ،تأطيريةوتوجيهية للأنسجة الحضرية المختلفة من المركز القروي الصاعد إلى المدينة الكبيرة ،مرورا بالمدن الصغرى والمتوسطة .أي أن استحضار البعد الاستراتيجي الطويل الأمد ،عامل مهم من عوامل النجاح في تحقيق مدن راقية وجميلة. أما ثاني الفكرتين ،فهو ضرورة اعتماد المقاربة الأفقية في إطار رؤية شمولية مندمجة ،وتعاقدية تعتمد على مبدأ التشاور والحكامة الجيدة ،ويتدخل في صنعها مختلف الفرقاء السياسيين ،التقنيين من دولة وجماعات ومجتمع مدني .


3) موقع "سياسة المدينة "من الإعراب بالبرامج الحكومية المغربية:

       تنامي المدن المغربية منذ العقد الثامن من القرن الماضي ،أدى إلى بروز جملة من المشاكل لهذه التجمعات البشرية على جميع الأصعدة ،المجالية ،الاقتصادية ،الاجتماعية والبيئية ( التدفق الهائل لسكان الأرياف على المدن ،ظهور السكن العشوائي ،ومدن الصفيح... ).لتجاوز هذه الوضعية المتفاقمة ،بدأت السلطات العمومية – ولو بشكل متأخر جدا – تنحو نحو مرحلة جديدة من السياسات العمومية ،بغية الانتقال بالمدينة إلى مستوى مشروع حضري مندمج ،تدخل في استحداثه مكونات مختلفة على أساس مقاربة تشاركية بينية ، هذه المرحلة الجديدة هي ما سمي بسياسة المدينة ، التي تبنتها السلطات العمومية منذ سنة 2012.

 
          لقد أدركت بعض قوى التغيير بالإدارة المركزية المغربية مؤخرا ،أهمية وفعالية الاتفاق والتوافق حول مشروع حضري يجعل من المدينة المغربية فضاء لإنتاج الثروة ، وتحقيق النمو ،وفضاء للتضامن الاجتماعي والتوازن بين مختلف الفئات الاجتماعية من خلال العدالة الاجتماعية وبين الأحياء  المكونة لهذه المدن ،الداخلية منها والمحيطة ،عبر الاهتمام بمختلف المرافق والخدمات العمومية والتنقلات الحضرية في إطار تنمية شمولية ومستدامة ،تعتمد بالأساس على تخطيط استراتيجي وبعيد المدى (انظر مثال المنشآت العمرانية الجديدة خلال السنوات القليلة الماضية ،والتي كانت إرهاصا حقيقيا لظهور المدينة المتكاملة وفق المفهوم الجديد لسياسة المدينة ).  

 
       كما أن التعديلات الأخيرة في فصول مواثيق عمل المجالس الجماعية والبلدية، كان لها دور كبير في هذا الصدد . حيث يتم تفعيل دور المجتمع المدني والساكنة المحلية من خلال الدور الفعال للجنة المساواة وتكافؤ الفرص ،التي تساهم بمقترحاتها في تدبير الشأن المحلي للمدينة وفق منظور يجمع بين حاجيات الساكنة ومتطلبات المدينة الأنيقة ( افران ،شفشاون وبعض المدن الصغيرة بالشمال نموذجا  على سبيل الحصر ، لكون اللجنة المذكورة لازالت مقيدة بعراقيل مختلفة بالمجالس المنتخبة للعديد من مدن المملكة ).فأغلبية الجماعات المحلية والمجالس البلدية ومنها مجالس بلدية ازيلال تعرف تلكؤا ملحوظا في تفعيل مقتضيات القانون 17.08 المتعلق بالميثاق الجماعي ،خصوصا ما يتعلق بالمادة 14 التي تنص على خلق اللجنة المذكورة.والجميع يعرف دورها ( لجنة المساواة وتكافؤ الفرص )في المساهمة الفاعلة في بلورة السياسة التنموية المحلية ومجال تخطيط وبرمجة المشاريع الهادفة إلى تحسين حياة الساكنة المحلية بصفة عامة.


        البرنامج الحكومي بالمغرب لسنة 2012، اعتبر سياسة المدينة خيارا استراتيجيا ، بغية معالجة الاختلالات القائمة وضمان نمو منسجم ومتناسق للمدن ومصاحبة إحداث المدن الجديدة .حيث اقترح البرنامج تحويل صندوق التضامن للسكن إلى صندوق التضامن للسكنى والاندماج الحضري ، وتنويع موارده ، وحسب بعض ما كتب في الجرائد الوطنية السنة المنصرمة ،فان البرنامج يفكر في خلق تكامل بين المجال القانوني فيما يتعلق بالقدرة على تعبئة العقار وإنتاج وثائق التعمير ومواجهة المضاربات العقارية والمجال المؤسساتي فيما يتعلق بالآليات المؤسساتية الكفيلة بتنزيل وتتبع نهج "سياسة المدينة " على مستوى المدن،ثم المجال المالي فيما يتعلق بتعبئة الموارد المادية والبشرية المؤهلة لتفعيل مخططات السياسة المعنية.

 
       رغم ذلك ،يرى المتتبعون أن المحك الحقيقي لنجاح هذه المبادرة أو تلك هو الميدان ،أي التفعيل الحقيقي لمقتضيات سياسة المدينة بكل ما تحمله الكلمة من معنى،( حيث لازال تنفيذ هذه السياسة خجولا جدا بالعديد من مدن المغرب ).

 
       فسياسة المدينة تتوخى أساسا تغيير فضاء عيش المواطن من اجل أن يشعر بالرضي ،وبالتالي هذا من شأنه أن يدفعه إلى النهوض بواجباته تجاه هذا الفضاء .لذا فأبعاد سياسة المدينة تبقى شاملة الجوانب ،ويبقى تنفيذها بالشكل المطلوب أمرا بعيد الإقناع بالمغرب لحد الآن .


44)  بلدية ازيلال و " سياسة المدينة "

       تعاقبت على تسيير الشأن المحلي لمدينة ازيلال أربع مجالس بلدية وثلاث مجالس قروية منذ سنة 1975 إلى اليوم . وكان يتكون أعضاؤها من أغلبية إما أمية ، ليس بينها وبين التسيير والتدبير إلا الخير والإحسان ، أو إقطاعية ،غلبت المصلحة الشخصية على مصالح المدينة ،فسارت على درب النهب والاغتناء اللامشروع على حساب المال العام ،عبر تحقيق مشاريع شخصية ريعية محضة .


         فأمام غياب المحاسبة والمعاقبة ،فان هذه الأغلبية التي صوت عليها المواطنون محليا أو أفرزتها صناديق انتخابية غير شفافة أو اقتراعات مغشوشة لم تكثرت يوما بهاجس دراسة وتحليل المعلومات والبيانات بشكل علمي صحيح عن المدينة ، يضمن إعداد مخطط إقليمي وافقي قادر على مزج وتنسيق العلاقات الوظيفية لمختلف الأبنية والفضاءات فيه، خدمة للمواطن الازيلالي ، بل اهتمت فقط بملء جيوبها قبل انتهاء الولاية .


        هده الجوانب المظلمة من تاريخ تسيير أمور المدينة ،على صعيد بلدية ازيلال ،فوتت على هذه الأخيرة وعلى القاطنين بها ، فرصا كبيرة للتنمية الحقيقية ،تسهل رؤية مخلفاتها بالعين المجردة على ارض واقع مدينة مخصوصة جدا .


        مع حلول أول تجربة لتسيير الشأن المحلي بالبلدية من طرف مجلس يستمد قوته من تواجد أعضاء من فئة الشباب ، وأعضاء أغلبيتهم ممن تجاوزوا مستوى الباكالوريا ، كما يترأسهم رئيس خاض تجربة ولاية سابقة قدم فيها الكثير من الأمور الايجابية بالرغم من ثقل مخلفات الفساد ... مع حلول هذه التجربة ، أصبح الحديث عن "سياسة المدينة " أمرا ممكنا ، بل متداولا في العديد من اللقاءات والملتقيات منذ سنة 2009 : التشخيص ألتشاركي ، منتدى الكفاءات ، اللقاء التواصلي مع ترانسبارانسي حول سياسة المدينة ، الحوارات المفتوحة مع النسيج الجمعوي المحلي بين الفينة والأخرى بمقر المجلس البلدي ... الخ، كلها أنشطة تحيل على هذه الحركية والدينامية التي أصبحت البلدية اليوم تقودها من اجل إرساء ثقافة جديدة مبنية على تنظيم القائم من اجل التخطيط للمستقبل من خلال إحداث تزاوج بين مختلف الرؤى باعتبارها الأساس المادي لتحقيق التنمية لجميع الساكنة عبر الاهتمام بسياسة المدينة .


            رغم هذه المجهودات الملحوظة على مستوى التفكير في الاهتمام بالمدينة ( نظافة ، رونقا ، وعمرانا ...) ، إلا أننا نستخلص جملة من الاختلالات على مستوى المشاريع المبرمجة واختيار المواقع الجديدة لمختلف استعمالات الأرض أو العقار ، وذلك لعدم تعميق الدراسة حولها وبشكل شامل .

 
        فكما أسلفنا الذكر ، تعتمد سياسة المدينة من جملة ما تعتمد عليه على رؤية مستقبلية تعتبر ايجابية ووقائية . الشيء الذي لم يكن واردا قط في المجالس المحلية المنتخبة  على مر السنين . واليكم بعض الأمثلة :

 
* المركب الحرفي / الخرافي بأزيلال :

 

       

            من الفضاءات التي يجب أن تقع ضمن منطقة la banlieue    حسب التخطيط المعاصر للمدينة ، هناك مباني تتطلب أن تبتعد عن المناطق السكنية المتواجدة بالمركز . مثال ذلك :المشاتل ، المطارات ، الحي الصناعي ....الخ . بناية المركب الحرفي / الخرافي بأزيلال مثال صارخ على العشوائية في اتخاذ القرار ، وغياب الرؤية الإستراتيجية في مجال ترتيب الأبنية والفضاءات الوظيفية ، دون الإشارة إلى كونه نموذجا حيا في مجال تبذير المال العام ونهب الميزانية . فالمجلس البلدي لولاية 1997 إلى 2002 لم يستحضر أدنى اعتبار للساكنة والمواطنين الذين ضجروا من ضجيج " الحرف المزعجة " الذي يقض مضاجعهم باستمرار.إذا استبشروا وقتها خيرا بإنشاء هذه "المعلمة" التي أضحت في رمشة عين مشروعا خرافيا ذر في جيوب المسؤولين وبعض المقاولات غير المواطنة المتواطئة أموالا طائلة ، دون أن يلتحق به الحرفيون الذين رفضوه بشكل مطلق ، لافتقاره لابسط شروط المركب الحرفي الحقيقي مكانا وتجهيزا . فتم بذلك تفويت فرصة مهمة على المدينة والساكنة للاستفادة من حي صناعي عصري منذ أواسط التسعينات من القرن الماضي .

 
* محطة تصفية المياه العادمة بأزيلال :

         يعتبر اختيار منطقة المراكز الفنية للوقاية الصحية وأحواض تصفية المياه القذرة والنفايات السائلة من الاختيارات الصعبة التي تحتاج إلى تفكير عميق وإستراتيجية محكمة ،تستحضر عاملي التوسع العمراني واتساع المدار الحضري ، ثم الضغط السكني المستقبلي للمدينة . للآسف ،غاب هذا التصور للصلة الحميمية والعضوية بين العاملين في إنشاء محطة تصفية المياه العادمة بأزيلال سنة 2009 . فرغم ايجابياتها التي أقر بها رئيس المصلحة التقنية بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب ، حيث أكد في إحدى اللقاءات الإعلامية محليا أن محطة المعالجة جزء من مشروع كبير يجمع بين عمليات التجميع والتحويل والتصفية تروم بالأساس حماية الموقع السياحي لأزود من التلوث، وحماية الموارد المائية والطبيعية للمنطقة من عيون وأبار جوفية ، معتبرا وقتئذ أن المشروع جاء إجابة عن الوضعية القبلية التي كانت تتميز بالتخلص العشوائي Rejet brut et sauvage    ، إجابة يضيف رئيس المصلحة – تتضح من خلال كون المحطة تقوم بتصفية من النوع الممتاز ، وفق معايير دولية ، وتخضع لمراقبة وتتبع مستمر من طرف المكتب .  ويختم رئيس المصلحة في اللقاء قوله بان للمحطة قيمة مضافة تتمثل في تثمين القيمة المادية للعقارات المجاورة عبر إعادة استعمال الماء المصفى ، الذي تستغله الساكنة هناك إلى حدود الساعة لسقي مزروعاتها المعاشية . رغم كل هذا، فان مكان المحطة يبقى غير ملائم ، بالنظر للتوسع الذي يعرفه المدار الحضري للبلدية ، والذي سيؤثر في غضون السنوات القليلة المقبلة على الساكنة المجاورة والمحاذية ، بفعل قوة الروائح الكريهة المنبعثة من المحطة ، علما أن وثيرة النمو السكاني بالمنطقة سريعة نسبيا 4.4  %   ويتوقع أن يصل عدد سكان المدينة مطلع سنة 2020 إلى حوالي 50 ألف نسمة .


* المزبلة أو مطرح النفايات الصلبة :

         يجسد هذا المطرح ، وبكل وضوح ، الغياب التام لأية رؤية إستراتيجية تهتم بالعلاقة بين موقع المشروع والتجمعات البشرية من جهة ، وبين الموقع و الأشكال الجمالية لطبيعة المدينة . وهذا الاختيار الغريب أثار حفيظة الساكنة برمتها سواء منها المجاورة آو البعيدة عن الموقع ، على اعتبار أن المطارح بصفة عامة تكون في حفر مقعرة وليس على مرتفعات تطل على المدينة بأدخنتها ، وروائحها الكريهة ومنظرها القبيح   !!  . ورغم ما قيل حول اختيار المكان بشكل اضطراري أملته ظروف انعدام الوعاء العقاري لاحتواء المطرح ، إلا أن هذا التبرير لايشفع للبلدية مطلقا في هذا الاختيار الخاطئ جدا ، والمضر بجمالية المدينة وبيئتها وصحة ساكنتها .

 
         فسياسة المدينة تقتضي على سبيل المثال الاستفادة من الشكل الجمالي للحزام الأخضر لأشجار البلوط و تايدا المحيطة بالمدينة ،بتحويلها إلى مشروع سياحي معين (بارك ذو خصائص مميزة ، مدار اخضر لممارسة نوع معين من الرياضة ...الخ )، عوض تحويلها إلى حزام من القاذورات والقمامة . فبعض المدن الجبلية الصغيرة بأوربا مثلا ،قام مخطط سياسة المدينة بها ،بالاستفادة الكاملة من الخصائص الطبيعية التي يوفرها وجود الغابات الواسعة حول المدينة ، حيث تم تنظيمها وربطها على شكل سلسلة متصلة من أحزمة خضراء ، استفاد منها السكان سواء للراحة أو الترفيه بشكل من الأشكال : ( مارسيليا ، كرونوبل ...)، وقد يكون لنا في مدينة افران أيضا أفضل مثال وطنيا بعيدا عن أمثلة العالم المتقدم.  

 
* مناطق مقالع الأحجار :

         كما هو معلوم ،تم منح رخص استغلال العديد من مقالع الحجارة بالجهة الشمالية الشرقية للمدينة ، منذ ثمانينات القرن الماضي . كانت المدينة فعلا بعيدة جدا عن المدار الحضري الذي بدأ يتسع نحوها اليوم .فغياب الدراسات الاستباقية ، وتهيئة المجال بشكل متسرع لايستحضر الرؤية البعيدة المدى ،وتحديد مؤشرات النجاح والفشل ، والجهل بأسس تقويم المدينة وغيرها ، كانت وراء هذه الاختيارات السلبية . فالمقالع اليوم تطرح العديد من المشاكل البيئية ، الصحية والاجتماعية أيضا : فقد بادرت مديرية التجهيز والنقل مؤخرا بمنع تجديد رخص الاستغلال لفائدة أرباب المقالع ، مستندة في ذلك – حسب تصريحات أحد هؤلاء ( محمد اوتعزى )، على كون المقالع تضر بالبيئة والغطاء النباتي المجاور وبصحة الساكنة التي أصبحت تقترب مساكنها من الموقع .


         هذا التبرير إذا ما صدقنا رب المقلع ،يفتقد إلى أبسط شروط الموضوعية : فهذه المقالع لعبت دورا مهما طيلة سنوات في تقريب مادة الحجر من المستفيدين ،وبأثمنة مناسبة كما يشهد على ذلك بعض المواطنين . فالمادة الخام قريبة وتعفي المستفيد، من ثقل المصاريف الإضافية للنقل من مدن بعيدة . وبعد اطلاعنا على وثيقة موقعة من طرف المختبر العمومي للتجارب و الابحاث التابع للمركز التقني الجهوي لتانسيفت الحوز ، تبين لنا أن مادة الحجر الخاصة بمنطقة ازيلال والمستخرجة من المقالع المذكورة ، هي مادة جيدة ولا تأثير لها على الغلة ، دليل ذلك تواجد  أشجار التفاح ، الزيتون بالقرب من إحدى هده المقالع.

 
         زيادة على ما قيل ،فان " هذه المقالع قامت بتزويد العديد من المدارس والمساجد بمادة ( الكاياس ) مجانا ، طيلة سنوات " يقول محمد اوتعزى ، صاحب احد المقالع الذين لم يتوصلوا برخصة التجديد ،ولا ننسى أن هذه المقالع تشغل يد عاملة مهمة من أبناء المنطقة ، الذين يعيلون أسرا وعائلات .   يقول محمد اوتعزى " يشغل المقلع الذي أديره ،حولي 18 أسرة منذ أزيد من عقد من الزمن ".

 
         وبعيدا عن الدور الاجتماعي والتضامني أحيانا الذي لعبته هذه المقالع المحلية ، حسب رأي أربابها ، فان الذي يهمنا في هذا الباب هو مرة أخرى ، غياب الرؤية الإستراتيجية لمنطقة الضواحي ببلدية ازيلال .فالضاحية أو المنطقة المحيطة بالمدينة ، من المفروض أن تؤمن فضاءات حرة طبيعية تستخدم لمختلف أشكال الراحة والترفيه وممارسة أنواع الرياضة ، والتي هي الأخرى ،من الصعب إقامتها داخل إطار المدينة . فالمسؤولون السابقون على تسيير الشأن المحلي ، لم يستحضروا هذه الرؤية المعمقة ، عندما رخصوا لاستحداث مقالع قريبة من المدار الحضري ، والذي قد يحيط بها في مستقبل السنين ، فتطرح مشاكل أصعب مما هي عليه الآن .


         الغريب في الأمر ، هو أن المسؤولين أقدموا سنة 2006 على اطلاق أشغال مرفق عمومي هام ، لايبعد إلا قليلا عن مقالع الأحجار وغبارها ، ويتعلق الأمر بمركز الاستقبال والندوات ، الذي تنظم فيه العديد من العروض والتكوينات ، لفائدة العديد من القطاعات . ومما يزيد الأمر غرابة ، منح رخصة لبناء واستغلال محل ضخم لتربية الدواجن   !   ولكم أن تستنتجوا الإزعاج الكبير الذي تسببه كل من اثربة المقالع وروائح حظيرة الدجاج لرواد هذا المركز ، الذي تم بناؤه بعد تاريخ الترخيص للمقالع وقبل تاريخ الترخيص للحظيرة المجاورة   !   الشيء الذي يوضح جليا غياب أي تدبير استراتيجي للمواقع كما اسلفنا الذكر.


          فالمركز قد يتلاءم مع فكرة الأبنية والفضاءات التي تكمل الوظائف الحضرية ، وتعتبر أساسية بالنسبة لحياة المدينة الثقافية والإدارية ، ولكن ، أن يتم بناؤه بالقرب من مقلع للحجارة وحظيرة للدواجن ، هذا ما ينم عن ضيق في أفق تسيير وتدبير خارطة التصميم الأساسي في علاقته بسياسة المدينة   !   فقبل اقتراح اتجاهات التوسع المستقبلية ، من الضروري دراسة الأوضاع القائمة من مختلف الجوانب لتكوين صورة حقيقية وواضحة تقود إلى إجراء تشخيص واقعي للوضع القائم بالمدينة لتفادي مشاكل المستقبل .


خاتمة :

          على سبيل ختم هذه المساهمة البسيطة في موضوع هام وكبير يتعلق بسياسة المدينة ، نؤكد على أن التخطيط المحكم والاستباقي المبني على رؤية بعيدة المدى ، يجنبنا السقوط في الاختيار الخاطئ للأبنية ، سواء منها التي قد تشكل معضلة حقيقية في المستقبل ، كالمقالع ، والمطارح ، والأحياء الحرفية ، آو تلك الأبنية الخدماتية ذات الأهمية الخاصة في حياة الأفراد ، كالمجمعات الطبية والمؤسسات التربوية .( انظر مثلا الخطأ الفادح في اختيار موقع إعدادية فم الجمعة والذي جاء نتيجة صراعات انتخابية قديمة ، لم تستحضر البعد البشري ، حتى صار التلاميذ يقطعون مسافة طويلة لا تساعدهم على التحصيل في ظروف ملائمة ).


         فغياب التشخيص التشاركي وتحليل وتقييم المعلومات المجمعة عن الوضع القائم ، لايقودنا في أخر المطاف إلى معرفة درجة إيفاء التركيب القائم للمنطقة بمستلزمات المواطن المتنوعة ، وبالتالي ارتكاب أخطاء يصعب تصحيحها في فترة متقدمة من نمو المدينة .  لاشك ، إذن ، في أن ربط تنظيم مدينة ازيلال الآن ، بدراسة معمقة في إطار " سياسة المدينة" ، سيعمل على استثمار كافة الإمكانيات المتاحة والمكونات المؤثرة في نمو المدينة مستقبلا .

 
         كما أن مشاركة الأفراد في عملية إعمار المدينة تعتبر من الركائز الأساسية لبلورة تخطيط معاصر لحاضرة ازيلال، لما لها من أهمية في فهم حاجات المواطن الاجتماعية والاقتصادية والنفسية ، ولما لها من تأثير في تعزيز وتقوية الصلة بينه وبين مدينته وتنمية مشاعره وأحاسيسه بان هذه الأخيرة ( المدينة) لم تشيد إلا لتأمين وتنظيم حياته وراحته وبالتالي ، بناء سعادته . وكلها عوامل ضرورية لنجاح سياسة المدينة سواء بأزيلال أو غيرها.

 

 

المسلك سعيد 

 


 

 

 

 

 







تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها


1- نون ومايسطرون

متتبع

اولا شكرا استاذ سغيد على هدا المجهود الهام مدينة ازيلال ورغم امكانياتها المحدودة يصنف من احسن االمدن وعلى جميع المستويات اما فيما قبل كان يعج بمنتخبين ومسؤولين عديمي الضمائرهمهم الوحيد هو المتاجرةو سماسرة يتبجحون بانتماءاتهم العائلية وجميعهم عمروا كثيرا بهذه البلدية مما جعلهم يتصرفون كيفما يحلو لهم لذا نناشد السيد وزير الداخليةان يولي بعض اهتماماته لمححاسبة كل من عبث في السابق بمصالح الجماعة للحد من الظواهر الخطيرة التي اصبح يهددها خصوصا ان بعض هؤلاء يتربصون بالبلدية خلال الانتخابات القادمة

في 09 أبريل 2014 الساعة 20 : 17

أبلغ عن تعليق غير لائق


[email protected]

 

 التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



مؤتمر البوليساريو 13 والفرصة الأخيرة لقبول مقترح الحكم الذاتي

تمويل 20 فبراير لخدمة أجندة خفية...للتذكير

ملابسات الوفاة الغامضة لزينب الشاوي : عائلتها بأزيلال تشكك في وقائع الوفاة وتقول شنقها بفعل فاعل

الملك محمد السادس يترأس مجلس الوزراء والمصادقة على مشاريع قوانين

من هم 'أبطال' ثورة ليبيا التي حسمها 'الناتو'؟

جلالة الملك يدشن بزغنغان مركبا سوسيو تربويا أنجز بكلفة 6ر7 مليون درهم

المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية يناقش بالرباط توظيف المناهج التربوية والإعلام

برنامج المحافظة على الموروث الحرفي مشروع طموح يتوخى تغطية كافة الحرف

المجتمع المدني المغربي ودوره في التنمية

القضايا المغربية قضايا اجتماعية

منطقة القبائل بالجزائر على صفيح ساخن

مقتل العقيد معمر القذافي متأثرا بجروح

المرأة المغربية المدخنة تتحدى الأعراف والتقاليد

تصريحات مثيرة لضابط روسي كان احد المستشارين العسكريين لدى معمر القذافي

عين أسردون..قطعة من الحدائق البديعة

عرض لأبرز عناوين الصحف الصادرة اليوم الاثنين

ازيلال : عامل إقليم ازيلال يدشن مشاريع تنموية

أزيلال : الحي الجديد ينجو من كارثة إنسانية بعد حريق مهول بإحدى محلات ميكانيك السيارات

آسفي ...الطبقة العاملة تخلد عيدها الأممي وسط تطلعات لتحسين أوضاعها

أولاد عياد/لفقيه بن صالح: اتهامات خطيرة بين الرئيس والمعارضة قبل الإعلان عن سرية الدورة؟؟





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  كاريكاتير

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  مجتمــــــــــــــــع

 
 

»  سياســــــــــــــة

 
 

»  تكافـــــــــــــــــل

 
 

»  اقتصـــــــــــــــاد

 
 

»  سياحـــــــــــــــة

 
 

»  وقائــــــــــــــــــع

 
 

»  وطنيـــــــــــــــــة

 
 

»  رياضــــــــــــــــة

 
 

»  حـــــــــــــــوادث

 
 

»  بيئــــــــــــــــــــة

 
 

»  جمعيــــــــــــات

 
 

»  جـــــــــــــــــــوار

 
 

»  تربويـــــــــــــــــة

 
 

»  ثقافــــــــــــــــــة

 
 

»  قضايـــــــــــــــــا

 
 

»  ملفــــــــــــــــات

 
 

»  من الأحبــــــــــار

 
 

»  جــهـــــــــــــــات

 
 

»  مواقـــــــــــــــف

 
 

»  دوليـــــــــــــــــة

 
 

»  متابعــــــــــــــات

 
 

»  متفرقــــــــــــات

 
 
أدسنس
 
سياســــــــــــــة

أوزين و"الطنز العكري"

 
تربويـــــــــــــــــة

أزيلال: المدرسة العتيقة سيدي إبراهيم البصير تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا في حفل التميز

 
صوت وصورة

ما هذا المستوى؟


الندوة الصحافية لوليد الركراكي قبل لقاء منتخب أنغولا


استمرار بكاء الصحافة الإسبانية على إبراهيم دياز


مدرعات سريعة وفتاكة تعزز صفوف القوات البرية المغربية


تصنيف الفيفا الجديد للمنتخبات

 
وقائــــــــــــــــــع

صدمة كبيرة بعد إقدام تلميذ على الانتحارداخل مؤسسته التعليمية

 
مجتمــــــــــــــــع

التلقيح في المغرب..حماية للأطفال من الأمراض وتعزيز الصحة العامة

 
متابعــــــــــــــات

الحوار الاجتماعي في قطاع الصحة..مسلسل متواصل والحكومة ستحسم في الخلافات

 
البحث بالموقع
 
 شركة وصلة