رشيدة البوسعيدي ،، نموذج المرأة المغربية المناضلة
في إطار مبادرات مجلس القيادات الشابة بالحسيمة التابع لمنظمة البحث عن أرضية مشتركة بالمغرب بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، قام بعض أعضاء المجلس بزيارة لمقر الجمعية اليوسفية للمقعدين والمعطوبين بالحسيمة الذي يوجد بحي ميرادور الأسفل ، وقمنا بإجراء حوار امتد لساعة تقريبا مع السيدة رئيسة الجمعية رشيدة البوسعيدي واطلعنا على تاريخ هذه الجمعية التي افتتح فرعها بالحسيمة سنة 1984 ، واطلعنا عن قرب على الدور الكبير الذي تقوم به السيدة رشيدة البوسعيدي وزميلاتها بالجمعية من أجل خدمة و إبراز مجهود الأشخاص المعاقين المنخرطين بالجمعية وتقديم كل ما يلزم لعضوات الجمعية وتعليمهم فنون الطرز والخياطة.
قدمت رشيدة البوسعيدي تضحيات كبيرة لخدمة المرأة بمحيطها البعيد شيئاً ما عن مركز المدينة وتمكنت من تعليم عشرات الفتيات من أهالي الحي والأحياء المجاورة فنون الخياطة والطرز اليدوي والآلي، وأطلعتنا الأخت رشيدة على تجربتها الفريدة في العمل الجمعوي الذي امتد لأزيد من ثلاثين سنة كانت في بدايتها عضوا مستفيدة من الجمعية لكن ذلك لم يلبي طموحها لأجل إبراز مجهودها وقدراتها التي تتفوق على كثير من الرجال الأصحاء برغم إعاقتها وهذا ما أهلها لتنتخب رئيسة للجمعية ، وعبرت رشيدة عن طموحها كإمرأة بأن تمنح ما يمكّنها من توسيع مجال نشاطها الذي تقول أنه لا زال محدودا ويصطدم بعراقيل شتى بسبب الإمكانيات الضعيفة التي تتوفر عليها.
ومن خلال تصريحات لعضوات الجمعية معها وجدنا أن أبرز المشاكل التي تعاني منها الجمعية هي عدم توفرها على مقرّ يتسع لمنخرطات الجمعية حيث خصصت الأخت رشيدة البوسعيدي غرفة من منزلها مقراً للجمعية ، وتقول الرئيسة أنها قدمت طلبات عديدة للجهات المعنية لأجل الحصول على مقر يوفّر عليها متاعب جمّة ويعطي للجمعية إشعاعاً أوسع ، لكن طلبها قوبل بالرفض حينا والوعود والمماطلة أخرى ، لكنها تقول أن كل المصاعب التي وجدتها في مسارها كرئيسة للجمعية لم يثنيها عن إكمال مهمتها بما توفر لديها من إمكانيات رغم قلتها ، وتضيف أن عائلتها تشجعها وتجدها دائما سنداً لها في مهامها.
حدثتنا رشيدة عن اليوم العالمي للمرأة وقالت أن هذا اليوم الذي يحتفى به بنساء العالم ليس لنا في هذا الركن منه نصيب ، بل إن الإهمال يطال الرجل والمرأة معا ولا يمكننا أن نتحدث عن هذا اليوم إلا كرمز فقط من رموز كثيرة غير مفهومة ولا نرى لها أثراً على أرض الواقع بل لا نسمع عنه إلا في وسائل الإعلام متمنيةً تغير حال المجتمع ثقافيا وإقتصاديا ككل للأفضل ، حتى يكون للمرأة الحق في إتخاذ القرار وإحداث تغيير إيجابي في محيطها لأن المرأة هي نصف المجتمع الذي بدونها يفقد المجتمع شطر حيويته.
وقدمت لنا رشيدة الشكر البالغ لهذه المبادرة التي تمنت أن تتكرر مصرحة أنها أول مبادرة من نوعها ولم يسبق أن قام أي إطار جمعوي بزيارتها معللة ذلك ببعد الحي عن مركز المدينة وعدم تسليط الأضواء على أنشطتها ، ونحن بدورنا شكرنا إستضافتها وترحيبها البالغ لنا وعبرنا عن فخرنا كأبناء الحسيمة لتواجد مثل هذه المرأة بيننا لأنها مثال على المرأة المغربية المثابرة والمناضلة .
إعداد : نبيل بلحاج ، عصام بوغلالة ، المرتضى إعمراشا
مجلس القيادات الشابة بالحسيمة
منظمة البحث عن أرضية مشتركة بالمغرب