أزيلال : عملية جراحية لاستئصال مرض" الكواطر ".. ثم فقدان البصر والعناية المركزة
هي حالة إنسانية تسترعي الاهتمام وتستدعي الدعم والمساعدة .. ،سناء الحكيمي فتاة من مواليد أزيلال لم تكمل عقدها الثاني، بعد إقدامها على عملية جراحية لاستئصال المرض المعروف باسم " الكواطر " لم تكن لتعتقد في سنها الذي يدنو سن الرشد أن التخلص من المرض سيتلوه ظلمة حالكة ، حيث صارت مكفوفة لا تبصر بالعينين معا ..
التشخيص الأولي :
بعدما بدى الانتفاخ بالعنق واضحا فيما يسمى بمرض " الكواطر " لجأت سناء صحبة بعض من أقاربها إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال من أجل الكشف عن المرض ، أنذاك – يقول أحد أقاربها - خلص الكشف الذي أجراه المدير الإقليمي للمستشفى بازيلال المدير الجهوي ببني ملال حاليا الدكتور محمد الدوهو ، إلى تقرير إخضاعها لعملية جراحية بإحالتها إلى المستشفى الجهوي ببني ملال لاستئصال مرض " الكواطر " الذي يكون على مستوى العنق بمحاذاة الحنجرة ،عملية جراحية أجريت أواخر سنة 2012 .
بعد الكواطر فقدان البصر :
لم تمض إلا أيام قليلة عن العملية الجراحية للتخلص من مرض الكواطر، حتى تفاجأت سناء وصدمت العائلة بفقدانها لنور العين ، ولتدخل حياة مظلمة لم تخطر على بال أحد .
هول الصدمة دفع بعض أقربائها للعودة إلى الطبيب الذي أشرف على العملية بالمستشفى الجهوي ببني ملال ، الأخير - يقول القريب - أجاب أن الفتاة أجرت العملية ونجحت ،وأمر فقدانها للنظر حدث بعد أن غادرت المستشفى..، وبإيعاز من طبيبة لجراحة العيون بنفس المستشفى أحيل ملف سناء إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش.
عبء التنقل والمصاريف :
معاناة سناء والمرافقين لها من أفراد أسرتها لم تتوقف عند حد تحمل تبعات التنقل وهول الصدمة ، فبوصولهم إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش كان حظهم بداية سيء ، لمصادفة وصولهم إضراب أطباء أمراض العيون بهذا المستشفى ، لكن إنسانية بعض المضربين تجلى بقبول وإدخال سناء التي قطعت في ظلمتها مسافات طوال من أزيلال إلى بني ملال، ومن أزيلال مرة ثانية إلى مراكش ...
بعد تشخيص طبي لحالة سناء بمستشفى ابن طفيل وتحميل أفراد الأسرة المرافقة لها لمصاريف إضافية - كمصاريف السكانير- ، قرر الأطباء المشرفين على التشخيص إخضاع سناء إلى عملية جراحية ثانية ، لا تهم استئصال " الكواطر "، بل من أجل ربط أنبوب دقيق من الجهة اليسرى أسفل البطن إلى عنقها ، قيل أنه من أجل إمتصاصه سائل من المفترض أن يكون سبب فقدان البصر ..، الأنبوب الدقيق لم يكن بالمجان حيث كلف العائلة مبلغ 3200 درهم مضافة إلى باقي المصاريف .
أجريت العملية وثم زرع الأنبوب الذي يصل طوله حوالي 50 سنتيمتر ، ودعوات العائلة متواصلة أملا في رؤية سناء من جديد كما ولدت وعاشت من قبل.. ، وبعد قضاءها لشهر بالمستشفى اتضح أن الزرع لم يكن له مفعول ، لتستمر العائلة المصدومة غارقة في ظلمة سناء التي دخلتها بعد العملية الأولى ، ليخلص من أشرف على العملية بمستشفى ابن طفيل بمراكش بتوجيه الأسرة لنقل سناء إلى أزيلال، ومواكبة حالتها بقرب مسكنها بالمستشفى الإقليمي بأزيلال ، الذي لو كان مؤهلا لما وجهت منذ البداية من هذا المستشفى إلى المستشفى الجهوي ببني ملال ..
تضاعف المعاناة والإصابات :
بعد العمليتين ولعوز العائلة ، سناء منذ ذلك الحين طريحة الفراش بمسكن العائلة بأزيلال ،عنوان معاناة متوالي لا ينتهي ، إذ لم تعد الغارقة في ظلمتها تقوى على الوقوف والمشي ، تتلعثم وتعاني من صعوبة في النطق والكلام وثقل اللسان ، وتمر من أزمة نفسية عصيبة ، مريضة تفتقر إلى المتابعة والمواكبة ...
وخلاصة مسار من التشخيصات والجراحة ، أتى رأي طبيبة العيون بمستشفى ازيلال لتقول لأحد أفراد أسرة المريضة الذي زارها عن حسن نية بعد العودة من مراكش بتوجيه من مستشفى ابن طفيل : " ...مراكش تتوفر على التجهيزات وكل شيء وأرسلوها إلى أزيلال ..." .
غيبوبة سناء وغرفة الإنعاش :
الخميس 16 يناير 2014 دخلت سناء في غيبوبة نقلت على أثرها على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال ، و أدخلت غرفة الإنعاش لترقد وتدوم غيبوبتها 10 أيام ، بعدها نقلت إلى جناح آخر لترقد من جديد.. ، لكن حالتها الصحية غير مستقرة ولا تبعث على الاطمئنان ، غارقة في ظلمتها متلعثمة في كلامها ، وبحالة صحية متدهورة .
أزيلال الحرة - صحيفة أصداء المغرب العربي