لم يعش سكان إقليم أزيلال المحن وهم بصدد البحث عن حقهم في التداوي لما كان يشرف على المستشفى الاقليمي أطباء صينيين ، بل المحنة مع الأغلبية الساحقة من أطبائنا المغاربة الرافضين الاستقرار بأزيلال ، في حين معاملة الأطباء الصينيين علمتنا التواضع والآداب والأخلاق وحسن الإصغاء والعمل بصدق ووطنية صينية صادقة تؤدى بأرض مغربية ، بعض أطبائنا المغاربة علمونا كيف نحقد ونكره الأطباء وما تقدمه أيديهم ، وعن التعالي الاجتماعي فحدث ولا حرج ، بل علمنا أطبائنا كيف للجسد المريض أن يغنيهم ويجعلهم أثرياء، لا يشبعون ويصح ضميرهم تذكرا لله عز وجل .
اجتماع يوم أمس بمقر الكتابة العامة الذي ترأسه عامل الإقليم ، وبحضور المندوبين الجهوي والإقليمي لوزارة الصحة وممثلين عن المحتجين جاء لتناول تردي الخدمات الطبية من ندرة التجهيزات وغياب الأطر الطبية المتخصصة ، من جهة شكل محطة مهمة بإيعاز من العامل للوقوف على مطالب السكان المتضررين من المعاملة وضعف الخدمات والتجهيزات ، وإيجاد حلول كالحل الذي اقترحه عامل الإقليم بتوفير سيارات الإسعافات واستخدام الأخرى المقتناة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وتشييد مكان لاستقبال الزوار بالمستشفى يمول من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية...، لكن ماذا ستوفر وزارة الصحة بعد علمها بالاحتقان ؟ هل ستوفر التجهيزات أم الأطباء المتخصصين ؟ أم هما معا ؟ ، وهل أضحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بديلا لكل المرافق والقطاعات الحكومية لقيادة التنمية ، وتجاوز الاحتقانات .. ؟ .
في معرض الحديث عن الحركات الاحتجاجية يزعم بعض المسؤولين الجماعيين وما يحاولون ترسيخه في الأذهان ، أن كل الحركات الاحتجاجية تأتي للاحتجاج أمام مقر العمالة ، طبعا هذه هي الحقيقة الظاهرة ، لكن لم يسعى هؤلاء السياسيين إلى الإجابة بنزاهة عن سؤال لماذا تحتج الساكنة أمام العمالة ؟ .
إن ما يتكتم عليه هؤلاء السياسيين ،أن المسيرات الاحتجاجية التي تقاد إلى مقر العمالة بأزيلال تكون من أجل مطالب هي في الأصل من اختصاص الجماعات التي على رأسها رؤساء ومجالسهم وهم من الأحزاب ، أو المصالح الخارجية التابعة للقطاعات الوزارية وعلى وزراء من الأحزاب أيضا ، هذه الأخيرة تكون ملزمة بحكم مسؤوليتها بانجاز تلك المشاريع ، فيتم تغليط الساكنة غالبا للأمية السائدة بالإقليم وتحويل مسار الاحتجاجات من قرب مقراتها إلى مقر العمالة ، وباعتبار مقر العمالة القطاع الوصي وعامل الإقليم ممثل صاحب الجلالة فمن حيث المبدأ احتجاجات تحتوي في جوهرها شكاية ضد القطاع المعني بموضوع الاحتجاج رغم عدم ذكره ..
تسارعت وثيرة الاحتجاجات في الآونة الأخيرة بالتوجه صوب مقر العمالة بمدينة أزيلال ، هذه الكثرة لم تكن كما كانت بقلتها في الفترات السابقة ، فقط لأن عدد من المسؤولين يطمحون من خلال تغيير منحى الاحتجاجات والتغليط عن جوانب المسؤولية ، للاستفادة من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وعدم المساس بميزانيتهم احتفاظا بها لأغراض أخرى غالبا تهم مصالحهم ..، فهل ستستمر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في التغطية عن مسؤولين وعجزهم في انجاز مشاريع تكون محركا للاحتجاجات ؟.
أزيلال الحرة / عم هند