يوسف لشقر النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأزيلال في حوار مع الجريدة

انخراط النيابة الإقليمية في الأوراش الكبرى للإصلاح

        ينقسم إقليم أزيلال إداريا إلى42 جماعة قروية وجماعتان حضريتان، وهو ما يجعل منه إقليما قرويا بامتياز، وخلال السنة الدراسية الحالية بلغ عدد تلاميذ الابتدائي ما يقارب 77479 تلميذا، منهم 36375 فتاة، موزعين على 151 مؤسسة تعليمية، أما بالثانوي الإعدادي فقد وصل عدد التلاميذ 21017 تلميذا منهم 7600فتاة، وبالثانوي التأهيلي 10829 متمدرسا منهم4044 فتاة، موزعين على 35 ثانوية إعدادية و12 ثانوية تأهيلية.

       بصدر رحب لم يبخل علينا النائب الإقليمي بما يفيد المنظومة التربوية، حيث استقبلنا بمكتبه وأجرينا معه الحوار التالي :

س )عينتم مؤخرا على رأس النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأزيلال ، فما حصيلة عملكم ؟

ج ) أولا أود أن أشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم بقضايا التربية و التكوين بالإقليم ،منتهزا الفرصة لأؤكد لكم أن أبواب هذه النيابة مفتوحة في وجه كل غيور على هذا القطاع. مباشرة بعد تعييني على رأس هذه النيابة كان أول ما قمت به هو عقد لقاءا تواصليا مع السادة رؤساء مصالح النيابة و موظفيها، تقاسمنا خلاله منهجية العمل وطرق الاشتغال التي سيتم اعتمادها، كما تعرفت أثناءه على مختلف الملفات ذات الطابع الاستعجالي، كما تم خلال هذا الاجتماع تسطير برنامج تواصلي مع مختلف الفاعلين والشركاء.

      وقد شرع في تنفيذ هذا البرنامج التواصلي بعقد اجتماع موسع مع جميع رؤساء المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بالإقليم بتاريخ فاتح ابريل 2013، والذي شكل فرصة للتعريف بمنهجية الاشتغال المرتكزة على العمل بالفريق والتدبير بواسطة الأهداف والنتائج، ومناسبة للتعرف على انشغالات رؤساء المؤسسات التعليمية ومن خلالهم نساء ورجال التعليم. كما عقدت لقاء مع السادة أطر هيئة التأطير والمراقبة التربوية بتاريخ 22 أبريل 2013، تم التركيز خلاله على ضرورة الحرص على تأمين الزمن المدرسي وتكثيف الزيارات الصفية، والمساهمة في مصاحبة الأطر التربوية وتأطيرهم.

واستحضارا للمساهمة الفعالة للشركاء الاجتماعيين في تدبير مختلف القضايا التربوية، عقدت لقاء مع ممثلي النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية بتاريخ 09 ماي 2013، تم خلاله التطرق إلى مختلف الجوانب التدبيرية التي تستدعي المناولة الجماعية و الإشراك. كما عقدت لقاءات مع رؤساء المصالح المادية والمالية بالمؤسسات التعليمية ومع أطر التوجيه التربوي.

      وترسيخا لنهج الإشراك والتشارك عقدت اجتماعا مع المكتبين الإقليميين لجمعني مديرات ومديري التعليم الابتدائي و مديرات ومديري التعليم الثانوي، استعرضنا خلاله سبل التعاون للارتقاء بمهام الإدارة التربوية وتيسير إعمال مشروع تحديث الإدارة سواء تعلق الأمر بتفعيل مشروع مسار أو PAGESM، أو أجراة تدابير المجال الثالث من البرنامج المتوسط المدى المتعلق بالمؤسسة التعليمية.

موازاة مع هذه الاجتماعات التواصلية، وتنفيذا لتوجهات الوزارة الرامية إلى تكثيف الزيارات الميدانية ، زرت منذ تعييني في هذه المهمة 69 مؤسسة تعليمية، مما مكنني من التواصل عن قرب مع هيأة التدريس بالإقليم  (مركزية فم الجمعة ومركزية أوزود... )، ومع ممثلي جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وتأكيدا للمكانة الهامة التي يحظى بها المتعلمون كان لهم نصيب في هذه اللقاءات التواصلية حيث عقدت لقائين مع تلاميذ ثانوية المسيرة و ثانوية محمد السادس التقنية.

      كما سمحت لي هذه الزيارات بمعاينة حالة البنية المادية للمؤسسات التعلمية وسير الأشغال بمختلف أوراش البناء وتأهيل المؤسسات، وقد كانت هذه الزيارات فرصة سانحة لرصد االفرص المتاحة والإكراهات التي يحفل بهما الميدان، وكذا الاطلاع على خصوصية الإقليم.

       تميزت الفترة التي قضيتها على رأس هذه المؤسسة بمشاركتي في اللقاءات التواصلية التي عقدتها السلطات الإقليمية مع الساكنة المحلية بكل من جماعتي تاكلفت وتيفرت نايت حمزة، وزركان بايت عبدي التابعة لجماعة زاوية أحنصال.

س ) ماذا عن توسيع العرض التربوي وتأهيل المؤسسات التعليمية ؟

ج ) بداية أسجل المجهودات التي بذلت خلال السنوات الأخيرة سواء لضمان ولوج عادل إلى خدمات التربية والتكوين وتأمين الاحتفاظ بمختلف الأسلاك التعليمية أو تحسين جودة الخدمات التربوية وتأهيل المؤسسات التعليمية . وسيرا على ذات النهج كرس برنامج العمل الإقليمي المتوسط المدى 2013/2016 الاهتمام بترميم الفضاءات المدرسية وتعويض البناء المفكك و تأهيل العرض المدرسي، بإحداث مدارس جماعاتية جديدة، والرفع من عدد الثانويات والداخليات، وأنتهز الفرصة لأخبركم عن إحداث داخلية جديدة خلال الدخول التربوي 2013/2014 بثانوية ابن خلدون الإعدادية، وأخرى بثانوية تبانت التي ستنطلق بها الدراسة خلال الموسم الدراسي المقبل . كما لا يفوتني في هذا الصدد تثمين مبادرة بناء سكنيات المدرسين في إطار الشراكة بين وزارتي التربية الوطنية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الشيء الذي لقي استحسانا من طرف الجميع.

س ) ماذا عن خدمات الدعم الاجتماعي؟

ج ) في إطار محاربة الهدر المدرسي وللتغلب على المعيقات السوسيواقتصادية المرتبطة أساسا بالطابع الجبلي للإقليم، أولت هذه النيابة اهتماما خاصا للدعم الاجتماعي بمختلف أشكاله والذي يمكن تلخيصه في المعطيات التالية:

• عدد المستفيدين من المنح الدراسية 3234مستفيدة ومستفيد؛
• عدد المنح الموفرة في إطار الشراكة مع الجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني 694 منحة؛
• تقديم42000 وجبة إطعام يوميا بالتعليم الابتدائي، و1160بالثانوي الإعدادي.
• يستفيد حوالي 12000 تلميذ ومدرس من عملية الفطور اليومية لتغذية الطفل المقدمة في إطار الشراكة مع مؤسسة مركز الحليب، ويتوقع أن يرتفع عدد المستفيدين من هذه العملية خلال السنة المقبلة؛
• يستفيد من برنامج تيسير 37830 تلميذا ينتمون ل21198أسرة؛
• يستفيد من عملية مليون محفظة 99705 تلميذا منهم 46394 فتاة؛
• توفير5 حافلات للنقل المدرسي.

س ) ماذا عن تدريس الأمازيغية؟

ج ) تعد هذه النيابة من بين المؤسسات السباقة إلى إدماج تدريس اللغة الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية، حيث شرع في تدريسها بالتدرج منذ الموسم 2003/2004 ليتم بلوغ تعميمها بمختلف المؤسسات في الموسم 2008/2009، و في إطار العمل على تسريع وثيرة تدريس هذه اللغة وإعداد خريطة مدرسية خاصة بها شرعت الخلية الإقليمية للارتقاء بتدريس اللغة الأمازيغية في ضبط الحاجيات من المدرسين وتحديد الإمكانيات المتوفرة و التحضير للعمل بصيغة الأستاذ المتخصص.

س ) ماذا عن برامج محاربة الأمية و التربية الغير النظامية؟

 
ج ) تم عقد 29 اتفاقية شراكة مع الجمعيات المهتمة بمجال محاربة الأمية و 9 اتفاقيات شراكة في مجال التربية غير النظامية، وبالمناسبة فالاشتغال في هذين الورشين الهامين، فرصة لجمعيات المجتمع المدني المحلية للانخراط في العمل التنموي، وفي هذا الصدد تقوم النيابة بتنظيم حملات تحسيسية لفائدة الجمعيات لتشجيعها على القيام بدورها في خلق الفرصة الثانية للتمدرس ومحاربة الأمية .

س ) ماذا عن الموارد البشرية؟

 
س ) مكنت حصة الإقليم من التعيينات الجديدة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من تحسين مؤشرات الجودة حيث تقلصت الأقسام المشتركة وتراجعت بشكل جلي ظاهرة الأقسام المتعددة المستويات، ومكنت كذلك من التغلب على إكراهات تدبير رخص الولادة والرخص المرضية. وفي إطار الحركة الانتقالية في صيغتها الجديدة قارب عدد الذين عبروا عن رغبة الانتقال هذه السنة ما يناهز 1800طلبا مما يدل على حركية الموارد البشرية بالإقليم.

س ) ماذا عن الاستعدادات لامتحانات آخر السنة انسجاما مع توجيهات الوزارة الوصية؟

ج ) الاستعدادات جارية و الجميع مجند لإنجاح مختلف العمليات المرتبطة بهذه الاستحقاقات التربوية، وللإشارة تحتضن النيابة هذه السنة 17 مركز امتحان للبكالوريا منها 4 مراكز امتحان مخصصة للأحرار، وسيجتاز هذه الامتحانات التي ستجرى أيام 11 و 12 و 13 يونيو المقبل 3448 من المترشحين الرسميين و 903 من الأحرار. و بالنسبة لامتحانات نيل شهادة التعليم الثانوي الإعدادي خصص لها41 مركز امتحان و ستجرى أيام 21 و 22 يونيو 2013، وسيجتازها 6980 مترشحا. وبخصوص امتحانات نيل الشهادة الابتدائية ستجرى ب 167 مركز امتحان يوم 25 يونيو، وسيشارك فيها 10299 تلميذا. وقد اتخذت جميع التدابير التنظيمية سواء منها المادية أو التربوية لضمان جودة هذه الامتحانات.

كلمة أخيرة

         أنوه بمجهودات وتضحيات الأطر التربوية والإدارية بهذا الإقليم، وأشد بحرارة على أيادي أولئك الذين بادروا إلى تقديم دروس الدعم البيداغوجي مجانا لفائدة تلاميذ السنوات الإشهادية قصد تأهيليهم للامتحان والرفع من نسبة حظوظهم في النجاح. و يدي ممدودة إلى كل غيور على قطاع التربية والتكوين بهذه الربوع الغالية للنهوض بمنظومتنا التربوية، كما أشكر مراسلي هذا المنبر الإعلامي اللذين أتاحا لي الفرصة لأنور الرأي العام المحلي بالقضايا التربوية بالإقليم.

     وفقنا الله جميعا لما فيه خير هذا الوطن تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك نصره الله وأيده.

حاوره: محمد أوحمي هشام أحرار