أزيلال/واويزغت احتجاج ساكنة واويزغت عن الانفلات الأمني ؟

 
      عاشت بلدة واويزغت بإقليم أزيلال عشية يوم الأحد 19 ماي من العام الجاري,عام 2013, على إيقاع هتافات مسيرة جماهيرية، تجاوز عدد المشاركين فيها حوالي 2000 شخص من مختلف الأعمار والفئات,وشكلت حدثا متميزا ليس بحجمها فقط,, إنما أيضا بموضوعها، الذي ولأول مرة سيتم فيه الإجماع بين كافة الأطياف السياسية والجمعوية على أن مسالة الانفلات الأمني لم يعد ظاهرية لحظية, إنما تحول إلى مكون أساسي في البنية الهرمية لمجتمع واويزغت.

     تظاهرة 19 ماي التي وصفت بالتعبير القوي عن صوت الأغلبية وعمّا آلت إليه الأوضاع،,حملت شعارات ثقيلة، ووجهت أصبع الاتهام بصيغ غير مشفرة إلى رجال بن سليمان واعتبرت الإدارة الأمنية متورطة بالجملة في الموضوع بل ووصفتها بالحامي الأمين لأوكار الفساد والجريمة.

      يقول احد أعضاء التنسيقية المحلية التي أشرفت على تنظيم التظاهرة، أن ما تعرفه واويزغت اليوم هو وليد مرحلة محددة كانت فيها عناصر الدرك الملكي تغض النظر عن فرق الإجرام والمجرمين إذ لا يعقل، يقول المتحدث، أن تمضي أكثر من سنتين ولم يتم فيها القبض على مجرم واحد.. والآن وبعدما تم قتل رئيس إحدى العصابتين القويتين بالمنطقة، تحركت الأجهزة الأمنية بكل ثقلها وتمكنت في ظرف وجيز من القبض على العديد من المتورطين. وبالتالي ،ألا يطرح هذا، تساؤلا غريبا عن سر هذه الطفرة في التعامل مع عناصر الجريمة؟

     وعلى أية حال ومهما كانت الجهة المسئولة عن هذا الوضع، فالذي يجب أن يعرفه الرأي العام وكافة الأجهزة المعنية هو أن واويزغت تحتضر وان شبابها ونساءها اليوم يعيشون تحث سلطة الهلع والخوف وليس سابقة إذا ما اشرنا إلى ان نساء المنطقة أكدن لنا أن فلذات أكبادهن أصبحن عرضة للاغتصاب تحث التهديد وان حالات كثر منهن, يتم الآن الصمت عن وضيعتهن تجنبا للعار والفضيحة وخوفا من بطش هذه الفرق الإجرامية، تقول جليلة، المرأة التي تختزن الكثير عن ذاكرة المدينة وعرّفت نفسها للجريدة فقط بالمرأة المواطنة، أن حالات الاغتصاب تعددت وان السبب واحد هو التهميش والفقر والجهل والخوف الانسيابي الذي لا حدود له من أشباح تستعصي عن القبض و لم يعد بمقدور احد الوقوف في وجهها ..وعن عناصر الدرك تشك المتحدثة في مصداقيتها وترى انها من الممكن ان تكون متورطة في علاقات مشبوهة مع عناصر هذه العصابات.

     وعن الوضع ذاته يقول احد التلاميذ في تسجيل صوتي تحتفظ الجريدة بنسخة منه أننا لم نعد نعرف ماذا نفعل .. فظروفنا أحيانا ،هي التي تقودنا عند هذه العصابات لأنهم بصراحة/ تا يدورو معانا/ ولأننا لا نجد ما نفعل.. فبلدتنا لا تتوفر على ملاعب رياضية أو أماكن الترفيه..فقط هناك دار الشباب ميئوس من وظيفتها مادام المسؤول عنها في غيبوبة تامة عن الشأن الثقافي ..

      تصريحات أخرى لتلاميذ كثر يخجل القلم من وصفها، لأنها توحي فعلا أن المال الحرام بسط سلطته على هذه العقول البريئة ,وان الذي يحكم في الأخير هو الأقوى ولا أقوى ببلدة واويزغت من جبروت سلطة المخدرات بكل أصنافها.تضيف جليلة صادق، أحيانا نحس اننا لا نجانب الصواب حينما نؤشر على أن الأمن وحده يتحمل مسؤولية ما يجري هنا, بما أن هناك جانب من المسؤولية يقع على عاتق الإباء والأمهات ممن يعرفن وضعية أبنائهن ويتحاشين طرح الموضوع على مستويات أعلى ,لكننا وبعدما عانقن معاناة الساكنة تبين لنا أن بعض الجهات ممن كان يفترض فيها الدفاع عن كرامتنا كانت جد متورطة مع صوت الفساد، بحيث اكتشفنا أن العديد من الشكايات لدى رجال الدرك كانت تجد طريقها بسرعة فائقة لدى رؤساء هذه العصابة لتتحول بعدها من أمل في الأمن والاستقرار إلى معاناة حقيقية و تهديد مباشر غالبا ما يصل إلى درجة زهق الأرواح أو التلويح بالاغتصاب والخطف.

     صيحة جليلة من وسط هذه البلدة التي تقبع بمغربنا العميق تبقى واحدة من بين عشرات النساء ممن تحترق قلوبهم بالأسئلة المشاكسة لكن سلطة الواقع المتشظي والخوف من أن تتحول الكلمات إلى نار يجعلهن يخترن الصمت والركون عوض البوح القاتل؟ فهل ستكفي كلمةوامعتصماه التي ترددت في أكثر من شكل وصيغة على لسان جليلة من أن تفي بالغرض وان تجعل صوت العدالة يتخذ مجراه ويكون سندا قويا لمن لا سند له، أم أن إخطبوط الفساد سيُعجل بنهاية صوت استفزازي أبى إلا أن يعبر بكل طلاقة ورجولية عن مواقف ظلت في سلة طابوهات محكوم على من ينبش فيها مسبقا؟

حميد رزقي