جمعية انت ماشي بوحدك وشباب حي ايت أكنون يخلِّصون دمنات من نفايات العيد
محمد أوحمي
مع قدوم عيد الأضحى كل عام، تتحول شوارع العديد من مناطق ومدن المغرب إلى جبال من النفايات، وتتسخ الأزقة ببقايا الفحم الخشبي المستعمل في العيد، ومخلفات شواء رؤوس الأضاحي أيضاً.
أوساخ وأزبال بالأطنان لا تخطئها العين تتراكم قبل وأثناء يوم عيد الأضحى في مدن المملكة وأحيائها، ما دفع جهات رسمية ومدنية إلى إطلاق مبادرة جعل العيد يوماً نظيفاً بدون أضرار بيئية وصحية.
قبل "العيد الكبير" كما يسميه المغاربة، للتمييز بين عيدي الأضحى والفطر وهو "العيد الصغير"، تتلطخ الشوارع بما يبقى من مخلفات بيع التبن والأعلاف، وبيع الفحم الذي يُستعمل في "شيّ لحوم الأكباش".
وتزدهر المهنة الموسمية لبيع التبن والأعلاف أياما قليلة قبل يوم عيد الأضحى، ويعرض الباعة حزماً من التبن وأكياساً من الشعير على الأرصفة وأمام الحوانيت، التي يتزوّد منها الناس بما يلزمهم ليوم العيد. وتنتعش تجارة الفحم الخشبي بدورها قبل "العيد الكبير"، ويحوّل كثير من الباعة مهنهم الأصلية إلى تلك المهنة المؤقتة، ما يبقي الشوارع مكتسية بسواد الفحم.
كما تمتلىء الازقة والشوارع بمخلفات عمليات ذبح الاضحيات وتتسخ كل الطرقات وتنتشر الروائح الكريهة المنبعثة من كل المساحات المجاورة للمنازل في صورة كئيبة يشمئز لها الكل..، وفي هذا المجال وفي إطار أنشطتها اليومية وبمبادرة من شباب حي ايت أوگنون بدمنات إقليم أزيلال، قام أعضاء مكتب جمعية انت ماشي بوحدك للبيئة والتنمية المستدامة بدمنات و شباب الحي المذكور بمبادرة طيبة استحسنها الكل وتمثلت في تجند ثلة من الشباب الوطني المبادر الذين قاموا بجولة وسط حي ايت أوكنون وحي احناون والمناطق المجاورة لها بجمع النفايات ومخلفات الاضاحي من امام المنازل وجمعها في سيارة وضعت رهن إشارتهم من طرف مقاولة مواطنة لشابين من أبناء الحي ودراجة نارية ثلاثية العجلات حيث طاف الشباب الغيور على حيه ومدينته على كل منازل الحيين وطرقوا الابواب ووجهوا نداءات للساكنة من أجل اخراج النفايات الموجودة داخل المنازل وتمت تعبئتها في عدد من الحمولات وتوجهوا بها الى حيث تواحد المطرح البلدي بإحدافن لافراغها ،مبادرة صفق لها كل من عاينها كم ارتاح لها كل ساكنة الحيين المستفيذين من العملية وتركت اصداء جميلة وفي هذا الاطار صرح السيد مصطفى الفروقي عضو جمعية انت ماشي بوحدك للبيئة والتنمية المستدامة بدمنات واحد المساهمين في هذه العملية ان هذه المبادرة ليست غريبة على الحي وعلى شبابه وتأتي استمرارا لعدد من المبادرات التي يقوم بها الشباب من اجل النهوض بالحي وتنميته على مختلف الاصعدة وجعله نظيفا وبالتالي تقديم الدعم ومساعدة عمال النظافة الذين يتضاعف عملهم بمناسبة عيد الاضحى ويصبح لزاما علينا كساكنة العمل على تسهيل مهمتهم والعمل كل من جهته على جعل الحي والمدينة ككل نظيفة وفي حلة جميلة عكس ما نراه هذه الايام موجها نداء الى باقي شباب دمنات وجمعياته للانخراط في هذه العملية النبيلة التي نتغيى من ورائها نظافة مدينتنا وجعلها في مستوى تطلعات ساكنتها.
ومن جهته أكد السيد عبد الرزاق ايت ارجدال عضو الجمعية أن شباب الحي برهنوا مرة أخرى انهم شباب وطني ومبادر فبعد عملتي تنقية المقبرة وشراء الاضاحي للأسر المعوزة هاهم شباب حي ايت أوگنون يقومون بجمع النفايات ومخلفات الاضاحي من المنازل وساهموا الى حد ما في نظافة حيهم وساعدوا في تخفيف العبىء على عمال النظافة، موجها في الاخير شكره الجزيل لكل من ساهم في هذه المبادرة النبيلة من بعيد او قريب.
مبادرة إذن تخلق الحدث مرة أخرى بالمنطقة وربما تعتبر فريدة من نوعها بالاقليم ،فبعد الحملة التحسيسية التي قامت وتقوم بها الجمعية للتحسيس بخطورة وباء كورونا وطرق الوقاية منه وعمليات تنقية المقابر والنظافة التي انخرطت فيها رفقة شباب الحي وعملية شراء الاضاحي للاسر الفقيرة، لا يسعنا الا أن نصفق بحرارة لهذا العمل الجمعوي النبيل ،آملين ان يحذو شباب المنطقة حذو شباب ايت أوگنون ويقوموا بحملة نظافة كبيرة وسط كل الاحياء لما فيه مصلحة للعباد والبلاد وللصالح العام.