أزيلال : وزيرة الأسرة والتضامن تفك حصار حملة انتخابية سابقة لأوانها
اتهمت وزيرة الأسرة والمرأة والتضامن والتنمية الاجتماعية السيدة بسيمة الحقاوي في متن كلمتها يوم أمس الثلاثاء بدار الثقافة بأزيلال الجمعيات التي تتلقى الدعم من المساعدات العينية والمالية ولا توصلها إلى الفئات المستهدفة ، فمن هي هذه الجمعيات ؟ ، أم كل الجمعيات كما جاء بلسان معمم للسيدة الوزيرة ..
أمام أنظار ومسامع عدد من رؤساء الجمعيات خاصة رؤساء تلك التي تعني بمؤسسات الرعاية الاجتماعية اتهمت الوزيرة الجمعيات بمراكمة الفساد وتكون قد أعلنت للتو حملتها لتعرية االمفسدين ، وشريحة عريضة من المجتمع تشاطرك هذا الرأي القديم وتناشد محاسبتها ومحاسبة غيرها ، والتي سبق للصحافة المحلية أن أثارتها في عهد الحكومات السابقة ، حينها أقلام حزب العدالة والتنمية المعارض أكثر شراسة بإثارتها وفضح الفساد و الصدقات المدسوسة في قماش الاجتماعية والإنسانية ، لكن للأسف نفذ مداد أقلامها عنها وعن جمعيات شبيباتها التي عمدت لأشهر بتوزيع نفس الملابس المستعملة الموزعة يوم أمس ، ومضافة إلى عدد من المواد الغذائية ، وهما معا من حجوزات الجمارك المغربية ووزارة الحقاوي وصية عليها ..، وليكتفي مداد أقلامها بالنيابة عن ساكنة لم تنتدبها للجهر بمحاصرتها من ولوج مساعدات محجوزات الوزيرة ..
السيدة الحقاوي المحترمة حقا أحترم رأيك هذا عن الفساد وأشاطرك هذا التصور القديم ، لكن ما قولك عن جمعيتان تقتصر على تراب الدائرة الانتخابية أزيلال دمنات المقررة إجراء انتخابات جزئية بها في 22 من الشهر الجاري ، لتوزع نفس مساعداتك اليوم تجلبها عبر وسائل نقل متوفرة من خارج تراب الإقليم ، ومنذ أشهر سابقة عن الزيارات المتوالية ...
يأتي على لسان مسؤولين بحزب العدالة والتنمية كما أتى على لسان الحقاوي أن الألبسة وغيرها هو واجب يجب إسدائه وليست صدقات مقدمة ، أقول للسيدة الوزيرة هذه عين الصدقات والحملات الانتخابية السابقة لأوانها في قماش اجتماعي ، إذ كيف يعقل أن يتم إفساد عمل باقي الجمعيات في المقابل يقدم الدعم وتوفر تحت الطاولة الوسائل اللوجيستيكية من خارج الإقليم لجمعيات شبيبة العدالة والتنمية ويتم إقصاء الغير ، ولماذا لم توضح السيدة الوزيرة بكلمتها ذلك ، وتقدم الفيصل بين الجمعيات التنموية والأخرى السياسية ، لكن بالمقابل تكتفي للأسف بتعميم فساد الجمعيات وتدافع عن جمعياتها ذات الدعم تحت الطاولة مما سمته أقلامها بفك الحصار ، ويا له من حصار قامت بفكه على ظهر مؤسسة لها تاريخ محترم ،و ناهيك بكثرة التضخيم باعتبارها الحملة الأولى من نوعها ، في حين الساكنة غير جحودة و الرأي العام لم يغفل مجهودات التعاون الوطني منذ سنين وتضحياته إلى جانب مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي لو كانت تحت وصاية السيدة الوزيرة لاستغلت هي الأخرى ومعداتها في هذه الحفلة التضامنية لنزلاء دور الطلبة وأوليائهم، و التي لم تعتبرها أقلام حزب بسيمة كذلك بل وصفتها بمواقعها هي من أجل محاربة الهدر المدرسي بخلاف شعارها بأزيلال ويا له من تناقض ..
ما أصفه ببساطة مع احترامي السيدة الوزيرة " ارتباك في حملة انتخابية تفك حصارها وزيرة الأسرة والتضامن ..، إذ وكيف نتحدث عن المساواة في الفرص والوسائل بين الحزب الحاكم الذي يسير المعدات وحجوزات الجمارك ، وباقي الفرقاء ومكونات المجتمع المدني ..
القماش الاجتماعي رث أقول السيدة الوزيرة ، فهناك جوانب عديدة لم تأتي بمعرض الكلمة ، بل تلاشت أم أسقطت أم ثم إغفالها ، أقمشة عديدة سأذكر بعضها ، والباقي منها يعيها القراء ..
القماش الأول :
منذ اعتلاء العدالة والتنمية عرش المعارضة وبرامج الحزب الانتخابية لا تتواني فيما تبني خطاب فضح الفساد والمفسدين والوقوف ضده ، وبرئاسة الحكومة التي أفرزتها الانتخابات التشريعية السالفة التي أتت بعد الربيع العربي ، وكان حينها موقف الحزب سلبي ، لم يشارك إلى جانب حركات الأقلية البلطجية المقاطعة لها وللدستور بل وتشاطره إسقاط الفساد ، ولم تشارك إلى جانب حملات الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي في الدفاع عن الدستور والوقوف ضد التوجهات التخريبية ، لتفوز بالانتخابات وتترأس حكومة تنزيل الدستور، و الذي صار مقاطعيه بعد نجاحه يستندون عليه حقوقيا – بيوت العدل والإحسان المشمعة نموذجا ..، لتنال أصوات الناخبين المقاطعين بين قوسين ...، وليتبادل أعضاء رئاسة الحكومة التهاني والمواساة وتبادل الزيارات مع أعضاء جماعة تكن العداء للملكية ، وتشرع بتلطيخ سمعة باقي الجمعيات بأسلوب التعميم ، بعضها كان يوم أمس في مقدمة حماة النظام والمؤيدين له..، بل و لرسم الفيصل بين الجمعيات الملتحية من عدمها ، بمعنى وكما يقول المثل الشعبي " هما تيصليوا على هيدورت السبع .." .
القماش الثاني :
مباشرة بعد ظفر العدالة والتنمية بكرسي رئاسة الحكومة التي منحته إياه أقلية صناديق الاقتراع ، عجلت وزارات بن كيران بالجهر بالفساد الذي يعلم به الشعب المغربي ، ونشر لوائح بأسماء مستفيدين من الإكراميات والمأدونيات والرخص وما عن الريع التربوي، لكن سرعان ما عفى وسلف السيد رئيس الحكومة ، بل ولم تحرك المساطر القضائية من وزارة زميله في حق عدد كبير من ملفات تدبير الشأن المحلي التي أهدرت فيه كثير من الأموال ، في حين ومن تحت طاولة وزير النقل والتجهيز تمنح رخص لأناس لنقل الأشخاص والبضائع إلى جميع الاتجاهات ، يفسرها السيد الوزير محاولة من وزارته خلق تكافؤ الفرص بين أرباب القطاع ..، أي نعم خلق التوازن الاقتصادي والسياسي بين الأرباب ، وأرباب وموالاة الحزب..
القماش الثالث
هذا القماش سرعان ما تمزق يقول بعض العارفين.. ، السيد بن كيران وباقي أعضاء حزبه و إن جهروا بالفساد وتعليله لن يخرجوا البسطاء من حنين القماش الاجتماعي ، بل وليس البوح بإفلاس صناديق التقاعد مدخرات المتقاعدين النتيجة المرجوة ، بل السؤال ماذا عن تشميركم عن أذرعكم لمعالجة الإشكالية ، وليس المتقاعد السبب في إفلاسها ، ولا توقيف صرف معاش العديد منهم بداعي عدم ملئ استمارات التأكد من الباقي على قيد الحياة ومن توفى حتى يستريحوا منه المعجزة المنتظرة ، عوض بذل المجهودات لإسعاده في استمرار عيشه الكريم ومساءلة الله عز وجل لهم بطول العمر وموفور الصحة والهناء امتنانا لهم ، وبالكف عن ربط الإفلاس ومناقشة ارتفاع عدد الوفيات من عدمها الفيصل في الموضوع ، والتعجيل بصرف معاشات متقاعدين مازالوا على قيد الحياة بداعي تأخر التوصل بالاستمارات التي تعمدت بعض مصالح البريد تأخيرها بما يزيد عن الشهر حتى يفوت الأجل المحدد ، وهي استمارات كانت ستعد دون توقف صرف المعاش إلى حين التأكد من الحياة عن طريق السلطات المحلية، فالمقدمين والشيوخ لا يغفلون مقبرة حمل لها ميت لقدر الله.. ، وليرفع السيد الوزير الحصار عن مجموعة من الأدوية التي يشتريها المتقاعد المريض المنهك من سنوات المسؤولية ، لم تتوصل بها الصيدليات خلال هذه الأيام القليلة المنصرمة ...، سؤال بسيطة السيد الوزير : لماذا لم يتوقف صرف زياداتكم و أجوركم المرتفعة لشهر واحد ...؟ .
القماش الرابع
أمام عجز حكومة بن كيران استقطاب وجلب الرساميل الوطنية والأجنبية للاستثمارات الكبرى التي من شأنها أن تخلق مشاريع مدرة للفئات المحتاجة ، وعوض الانكماش في قماش اجتماعي رث شق منه تضطلع به مؤسسة محمد الخامس للتضامن المستقلة ، والشق الثاني بأغطية وملابس حجوزات الجمارك مستعملة رخيصة الأثمان ، وجوطية أزيلال كفيلة به ، ومواطن أزيلال البسيط يحتاج إلى ثمن الشراء ..في حين يبقى السؤال العالق لماذا استمرت وزارة الحقاوي في هذا التوزيع على ظهر مؤسسة التعاون الوطني البريئة ، فقط لأنها تقع تحت وصايتها ؟.
المرأة الوحيدة بحكومة بنة كيران لن تصنع الفارق بقدومها ، لتفك الحصار عن جمعيات شبيباتها التي ستكون في مقدمة الحملات الانتخابية اللاحقة ، فرث الملابس وباليتها زائلة غدا لا محالة ، وما يمضغ ويفكك بالمعدة خارج لامحالة ، لكن المعالجة واستمرارالمعادلة للأسف ، باقي الأقمشة رثة ...
أزيلال الحرة / عبد الله أتفركال