العدل والإحسان تستفز الأمن وتلعب دور الضحية
لم يفهم كثير من المهتمين طبيعة الخطوة التي نفذتها جماعة العدل والإحسان عبر تنظيم قافلة تضامنية مع "البيوت المشمعة" حيث استنفرت الجماعة مجموعة من الحقوقيين وفعاليات محلية ودولية، وهي التي تعودت على العمل خارج القانون، وفرض وجودها بالقوة، وعبر استغلال الشارع كنوع من المواجهة.
المسيرة التي انطلقت من مدينة الرباط إلى مدينة وجدة كانت تهدف من وراءها الجماعة إلى إثارة الانتباه، عبر استفزاز المصالح الأمنية التي تعاملت مع هذه الخطوة بكثير من التعقل والرزانة، وذلك لمنع وقوع أي تجاوزات، وهو الأمر الذي ربما استفز الجماعة التي كانت ترغب في أن تسيل الدماء، كعادتها، كما أن الجماعة التي تقول إنها فقط تدافع عن نفسها بما تعتبره وسائل سلمية مشروعة، خاضت حربا إعلامية استباقية، في محاولة لجر الدولة إلى العنف، وهو ما فشلت فيه الجماعة التي يمكن القول إن خروجها إلى الشارع لا يعدو محاولة إثارة وجودها بعد موت زعيمها الروحي الذي ما زال مرشدا حتى وهو بين يدي ربه.
الغريب في الأمر أن التوقيت الذي اختارته الجماعة غير مفهوم خاصة أن البيوت المعنية كانت مشمعة مند سنوات ولم تحرك الجماعة ساكنا حتى في عهد عبد السلام ياسين، فهل هي محاولة لإبراز زعيمها الجديد، أم أن الأمر لا يعدو فرقعة إعلامية خصوصا أنها استعانت بمن تعتبرهم خبراء دوليون، وهي من خلال تحركاتها تريد بعث رسالة إلى الدولة مفادها أنها ستواصل عملها خارج القانون الذي تغلفه بوقفات صورية ليس إلا. خاصة أنها تريد تسويق صورة الضحية، والسعي إلى كسر العزلة التي وضعت نفسها فيها من خلال مواجهة كافة الأطراف.
كثيرون اعتبروا أن الخطوة محاولة من الجماعة لتلميع صورة المسؤول الأول للجماعة بعد انتخابه أمينا عاما للجماعة وترميزه إعلاميا، خاصة أنه شخصية من شخصيات الظل التي لم تحضر بقوة في وسائل الإعلام من قبل، وأن هذه الخطوة إعلان عن ميلاد فعلي للقيادة الجديدة في تدبير ملفات التضييق التي تعانيها الجماعة، حتى لو استغلت ظرفية غير مناسبة بالمرة، وتحاول من خلالها اتهام جهات بتعنيفها، لكن الحقيقة البارزة للعيان، أن الجماعة تحاول خلق أجواء متوترة مادامت تعودت على العيش في ظل العنف، عبر استفزاز الدولة، واللعب على ورقة الشارع، وهو الأمر الذي تكرر مرات عديدة، لكنها اليوم تحاول تغليفه بمبادرات حقوقية، مع أن الحقيقة الماثلة للعيان أن الجماعة لن تعمل تحت إمرة القانون، وستضل حالة نشاز في الشارع المغربي، تستغل قوتها العددية لاستنفار الأجهزة الأمنية ومن بعدها تلعب دور الضحية الذي يعاني القهر والظلم، وهي حقيقة زائفة تقتات من وراءها الجماعة .
موحى الأطلسي