أزيلال / أيت محمد :
من الجمعية إلى الجماعة .. قصة توظيف مشبوه على وشك الوقوع
بداية القصة كان في بحر سنة 2006 بعد تأسيس جمعية دعم الحاجيات للتنمية لتدبير مشروع التعاضدية الصحية الجماعية، ومن بين المهام التي أنيطت بها تدبير مرفق سيارة الإسعاف، انتخب المكتب المسير الجمعية أو بالأحرى عين من طرف بعض المنتخبين، وكان أول شيء على الجمعية القيام به اختيار سائق لتولي أمر سيارة الإسعاف التي وضعت رهن إشارتها من طرف مندوبية الصحة، طبعا علق إعلان في الموضوع ببعض الأماكن العامة وتقدم بالطلبات عدد من شباب المنطقة ظنا منهم أن العملية سليمة وأنها لا تشوبها شائبة، اجتمع المكتب المسير للبث في الطلبات التي كان من بينها طلب دون الآخرين (ف.ر) لا لأن صاحبه يتوفر على كفاءات تميزه عن زملائه ولكن لأن عائلته وأصحابه مجتمعين في المكتب، وانتصب الجميع للدفاع عن قبول طلبه، فهذا أخ يصرخ (ف.ل) وهذا بن عم (ف.ب) يهتف وهذا منتخب دواره (ز.ج) يصيح، والباقي أخذتهم الدهشة فوافقوا وكان التعيين وبشر المعني بالأمر ليلتحق بالعمل على الفور.
استمر العمل على هذا المنوال، والرجل يتقاضى أجره من الجمعية لمدة تزيد عن سنتين، بعدها شاء القدر أن تنفذ ميزانية المشروع وبدأ القلق يدب إلى النفوس، في خضم ذلك كان والد الفتى قد أنسج علاقاته مع رئيس الجماعة وكان يعد العدة ليطلب منه توظيف ابنه الذي يوشك على الانضمام من جديد لصفوف العاطلين، وجاءته الفرصة كيف لا وهو الذي يزعم أنه يتحكم في عدد من الناخبين يقدرون بالعشرات في دائرة يعد فيها ذوي الحق في التصويت بالمئات بل ويقتربون من الألف، وفعلا توجه بالطلب إلى المعلوم ولم تكن لديه آنذاك أية فرصة لتوظيف الابن المدلل لكنه لم يعدم الحيلة فقرر صرف منحة مهمة للجمعية على أن تخصصها لدفع أجرة السائق، كانت الجماعة قد تسلمت للتو سيارة إسعاف جديدة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكان لابد لها من سائق آخر، عام آخر بالجمعية انتهت مع نهايته المنحة وبدأت الآمال تضيق من جديد لكن الرئيس على وعده باق، لاحت له في الأفق اعتمادات الأعوان العرضيين فوفر لصاحبه منها راتبه الشهري دون عناء على أمل أن يسوي له وضعيته في اقرب فرصة، شاءت الصدف أن تقاعد موظفان من الأعوان وثالث من فئة المحررين فأصبح الرئيس يتوفر على مناصب شاغرة من شانها أن تحل له المشكل دون عناء البحث عن المخرج كل عام.
علم شباب المنطقة بالموضوع فانهالت الطلبات على الجماعة، دبلومات في تخصصات مختلفة مرفقة برخص السياقة وطلب خطي هي مكونات الملفات التي تراكمت فوق مكتب الكاتب العام، ظن الجميع أن الرئيس سيضعهم في نفس الصف وسينتقي من بينهم من يستجيب للشروط كما وعد لكنه وعد واخلف الوعد، وأوحى إليه كبير الأبالسة أن يرجئ الأمر إلى أن تسنح الفرصة لتوظيف من وعده سابقا وينتظر منه مقابلا مهما لمساره الانتخابي.
جاء القانون بما لا تشتهي نفس الرئيس ولا نفس صاحبه، منع التوظيف المباشر ووضع شروط لولوج منصب تقني مساعد لا تتوفر فيمن يهمه أمره، وقف حمار الرئيس في العقبة وأرغم على عدم الاستجابة لمطلب الداخلية القاضي بالإعلان عن المباريات على المستوى الإقليمي لملء جميع المناصب الشاغرة بالجماعات الترابية لامتصاص غضب الشباب المعطل، شرح الأمر بأن الإعلان عن المباراة قد تفقد شباب الجماعة المناصب المتوفرة واقنع الجميع بمن فيهم السلطة المحلية على الإرجاء، وفي قرارات نفسه يبحث عن حل تمويهي ليوظف ابن احد شيوخ الانتخابات بالمنطقة، ظل الشباب ينتظرون إلى أن ضاقت بهم السبل فهم بعضهم على كتابة طلب ليلتمسوا من الرئيس الإعلان عن المباريات المتأخرة، كانت عيون بعض الشيوخ أكثر تفتحا من عيون البقر فتم إخبار قائد القيادة على الفور بالأمر فتحركت الهواتف والاتصالات من الرئيس ومن غيره لوأد المبادرة في مهدها، فما كان منه إلا أن استدعى أحدهم قصد التخويف والترهيب، ولأن الخوف ما يزال جاثما على تلك المنطقة ، فقد نجحت خطتهم في إسكات المطالبين وخمدت النار من جديد.
وتبعا لذلك ومع ما يكتب في المواقع الاجتماعية حول تجاوزات الرئيس ومعاونيه تيقن الجميع أن التوظيف المباشر أصبح في خبر كان وعاد أطراف المصلحة من جديد إلى طاولة المفاوضات ولكن هذه المرة مع تنازل عن الوظيفة كشرط للدعم الانتخابي فتم التوصل في نهاية المشاورات إلى حل الصفقات أو سندات الطلب وهو ما أثلج صدر الرئيس الذي وافق على الشرط وطلب من السائق أن ينشئ مقاولة في أسرع وقت، وهو ما قام به المعني بالأمر على عجل ليحصل على أول سند طلب خارج نطاق القانون ويتعلق الأمر ببعض الإصلاحات بمنطقة "السوق نزدير" في انتظار سندات أخرى لتكون الانطلاقة جيدة لمقاولته والوصول في الوقت المناسب إلى خط نهاية قصة ملؤها التحايل والتكالب واختراق صارخ للقانون.
نتمنى أن تكون آخر حلقات هذا المسلسل الاعلان عن المباريات المتعلقة بالمناصب الشاغرة بالجماعة ليتبارى عليها الجميع في جو من التنافس الشريف.
بريد القراء