|
|
ما سر الاختفاء عن الأنظار للكذاب الأشِر الما دون البغل وفوق الحمار؟
أضيف في 28 مارس 2020 الساعة 46 : 16
ما سر الاختفاء عن الأنظار للكذاب الأشِر الما دون البغل وفوق الحمار؟
قبل التطرق إلى موضوع اختفاء المعني بالأمر، لنوضح، أولا، المقصود بالكذاب الأشر. بالنسبة لكلمة "كذاب"، لا أحتاج إلى الخوض فيها لأنها، من جهة، شائعة ومعروفة لدى الجامع، ومن جهة أخرى، فقد كتبت مقالات سابقة حول الشخص المعني بهذا العنوان، أبرزت من خلالها كذبه الصراح ونفاقه البين. وسوف أذكر بعضا في نهاية هذا المقال البسيط، حتى لا يعتقدنَّ البعض أنني أتحامل على الرجل في هذا الظرف الحرج. والعنوان أعلاه كاف ليدل القارئ على الشخص المقصود، قبل أن يـأتي ذكر اسمه لاحقا. فالأمر لا يتعلق، هنا، بتلميح، بل بتصريح لا غبار عليه.
أما كلمة الأشر، فتعني الشخص الواقع في الكبرياء والتعالي، المدعي لشيء ليس له فضل في وجوده أو لخُلق حسن، هو منه براء؛ وكلمة أشر تحيل على شدة الكذب وكثرته؛ وبجعلها صفة للكذاب، في القرآن الكريم، تصبح عبارة الكذاب الأشر أشد قوة وأكثر بلاغة.
منذ أن اكتُشِفت في بلادنا أول حالة لوباء كورونا، تعبأت الدولة بكل مؤسساتها بقيادة عاهل البلاد، رئيس الدولة، لمواجهة الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الجائحة. وقد تعودنا على خرجات إعلامية من شخصية عامة معروفة، فيها الكثير من الشطحات القائمة على الشعبوية المقيتة والضجيج الصاخب، كلما كانت البلاد بصدد خطوات ترمي إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه، بما في ذلك بعض الآثار الكارثية لتدبيره السيء للشأن العام. نتذكر ما قاله في شأن قانون الإطار الخاص بالتعليم؛ ونتذكر تشكيكه في إيمان بعض أعضاء لجنة النموذج التنموي الجديد...
لكنه لم ينبس ببنت شفة حول الوضعية الحالية في بلادنا؛ لقد أخرصته كورونا وجعلته يبتلع لسانه تماما. وللتأكد من الأمر، فقد قضيت جزئا كبيرا أستعرض، على "اليوتوب"، عناوين شرائط فيدو خاصة ببنكيران لعلني أجد إشارة ما، دينية كانت (موعظة، مثلا) أو عملية (الدعوة إلى أتباعه بلزوم البيت)، فلم أجد شيئا على الإطلاق.
فهل سكوته يرجع إلى خوفه من أن يطابه الناس بأن يحذو حذو الشخصيات العامة (أليس هو شخصية عامة، أيضا؟) التي ساهمت براتب شهر أو أكثر في الصندوق الخاص بجائحة كورونا، الذي تم إحداثه تنفيذا لتعليمات رئيس الدولة؟ إن كان الأمر كذلك، فإنه، من جهة، يكذب نفسه في شأن كل ما قاله عن الحاجة التي ادعى أنه يعاني منها بسبب ما ينفقه على الغير كرما وإحسانا؛ ومن جهة أخرى، فإنه يعطي الدليل على بخله الكبير وحبه الشديد للمال.
فكيف لمن بهذه الصفات أن يفكر في الغير، وهو يرفض أن يلبي نداء الوطن والأخوة والدين...من أجل مساعدة الضعفاء والمحتاجين؟ وكيف لمن بهذه الصفات أن تكون له عزة نفس ونخوة، وهو لا يقدر أن يسخى بشهر من معاشه السمين الذي لم يساهم فيه ولو بدرهم واحد؛ بل ناله بالتباكي وادعاء الحاجة، فرق لحاله ملك البلاد وأمر له بمعاش لا يستحقه؛ فقد نال هذا المعاش بهتانا وزورا، لأن الجميع يعلم ما لبنكيران من مدارس حرة تدر عليه الأموال الطائلة.
وليس مستغربا أن تظهر، في الآونة الأخيرة، صورة بنكيران في الصحافة بعد بلاغ رابطة التعليم الخاص بالمغرب (البلاغ- الفضيحة)، الذي طالبت من خلاله بالاستفادة من الصندوق الخاص بتدبير آثار وباء كورونا.
وحتى أبرز بأنه كذاب أشر، أورد هذه العناوين حول كذب بنكيران: "رئيس حكومة غير جدير بالاحترام"(الحوار المتمدن، 5 ماي 2015)؛ "بنكيران ومحاربة الفساد أو حين يصبح الكذب منظومة سياسية وأخلاقية"، (نفس الموقع بتاريخ 27 يناير 2016)؛ "بنكيران، من- ما دون البغل وفوق الحمار- إلى ما فوق الحصان الرفيع"(نفس الموقع بتاريخ 26 يناير 2019)؛ "بنكيران أكذب من مسيلمة ومن عرقوب" (نفس الموقع بتاريخ 29 يناير 2019)؛ وما هذا إلا غيض من فيض.
وعلى كل، فإن كنت قد أسأت الظن ظلما برئيس الحكومة السابق، فإني مستعد أن أقدم له الاعتذار الواجب ويزيد.
محمد إنفي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|