خاصة أنه خلال الثمانينيات"عرض الله عليك(أي بنكيران).. وعلى شباب الإسلام أبا روحيا وقائدا عالما مجددا في الفكر والإيمان والجهاد..." أي فكر؟ وأي إيمان؟وأي جهاد؟ إلى ان يعيب عليه (على بنكيران )"المشاركة في الحياة السياسية"، أي أن بنكيران وإخوانه، وغيرهم من المواطنين، إذا أرادوا أن يكونوا من الذين رضي عنهم"المرشد"، لكانوا من أولياء الله الصالحين، أما أن يعلنوا تمردهم على" المرشد" وخروجهم عن "الجماعة"، ويختاروا العمل في الوضوح والشرعية-عوض الفوضى والظلامية، والمشاركة في خدمة بلدهم، فهم من المغضوب عليهم. هل هناك في هذا شيء من العدل أو الإحسان؟ إنه الكذب والبهتان بعينيه محملقتين.
ولأنهم كذلك، فلا سبيل أمامهم - وسائر المواطنين – في نظر الشيباني (الذي نتمنى له العفو والعافية من اللغط والخرف الذي ابتلي به في أرذل العمر) إلا الرجوع إلى "الجماعة"، والركوع امام سجادة "المرشد"، والتمسح ببركة الشيخ الخالد المتربع على كرسي "الجماعة" منذ عقود وعقود، وليس هناك ما يشير أو يدل على قرب تنحيه أو استعداده للتنازل سوى إذا أذن بذلك سيدنا عزرائيل في الأيام القريبة المقبلة، وأعفانا من وجهه وخلقته.
إذا كان عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه،"ارتقى ورعه إلى رفض الملك الذي أتاه بالوراثة ولم يقبله إلا بشورى الأمة..." ،فليقل لنا الشيباني متى ارتقى ورع مرشدك إلى رفض "إمامة" و"ولاية" اغتصبها في غفلة من الزمن ومن العباد، وكرسها، مع مرور الوقت، من خلال مجالس فتاوى وتفسير أحلام؟ لم لا تطلب، أنت ومن معك، من مرشدكم الرجوع والعمل ب"التوبة العمرية" هو الذي يقطن في أفخم الفيلات التي تضاهي مساحتها 10 الالاف متر مربع مجهزة بكل ما تشتهيه الأنفس، ويمتلك 3 فيلات أخرى بحي السلام بسلا باسمه وليس باسم الجماعة التي كان يجيش فيها المغفلين مثل الشيباني، أضف الى ذلك عشرات الألاف من الهكتارات التي يتصدق على المرشد بها كبار أباطرة المخدرات بالقصر الكبير خصوصا والشمال والريف عموما، ويصطاف في أحسن المصايف والأماكن، يصحبه جيش من المرافقين يسهرون على حراسته وخدمته.. حيث يقضي كل وقته في راحة تامة لا يعكر صفوها أي مريد او غريب، وإفساح المجال لدائرته المقربة للتصرف في شؤون ومآل "الجماعة" بدون عدل ولا إحسان، بينما المريدون والمحيطون ب"المرشد" يأملون وينتظرون الحصول على بركة الشيخ ههه الله يعفو عليهم.
نتساءل فقط :من حاسب أو يحاسب الشيخ "المرشد" على ممتلكات الجماعة وعلى تدبير شؤونها؟ وهل هناك من طالبه، ويطالبه، بضرورة إجراء الانتخاب لكرسي "المرشد" ؟
ألا تخجل حين تعيب على مواطن - كان بنكيران أو غيره – خدمة وطنه وشعبه، ووصل إلى ذلك عن طريق صناديق الاقتراع (المشهود لها بالصدقية والنزاهة)، بينما لا يعيب عليكم أحد خدمتكم العمياء لشخص واحد يتجسد في مرشد غير منتخب نطلب من الله العلي القدير أن يرشده إلى الطريق المستقيم وإلى الهداية؟ كيف تسمح لكم نفوسكم مطالبة الآخرين بأشياء إن تبد لكم تسؤكم، وبالتزام الجماعة والشورى و بينما لا أثر لهما عندكم، بل إن هناك من لا يتصدق بدرهم واحد على مسكين قابع امام باب مسجد أو منزو في ركن شارع؟ هل يتجرأ واحد منكم ان يأخذ مسافة بينه وبين "الجماعة" فبالأحرى أن ينفصل عنها أو يستقيل..
أما أن يتوب، فإنه لا محالة سيجد نفسه أمام مقصلة الإرهاب؟
استفت ياشيباني وغير الشيباني نفسك بين يدي ربك، ولو أفتاك مريدو "المرشد وأفتوك: هل الإرشادية الوراثية الخالدة المستبدة من الإسلام؟
غريب والله هذا الخطاب من أناس يزين لهم الشيطان كراهية وطنهم ومقت من يريدون خدمة بلدهم، لا يريدون المشاركة في تطويره وخدمة شعبه، ويطلبون من الآخرين إعلان التوبة وكأنهم اقترفوا كبيرة من الكبائر.
هل هي دعوة إلى التوبة أم دعوة إلى التمرد والعصيان ؟! أما هم الذين يسجدون ل"المرشد" في الغدو والآصال(أستغفر الله العظيم) فتلك مسالة لا ينبغي مناقشتها أو إثارتها، فبالأحرى انتقادها أو الطعن فيها مخافة غضب"المرشد" وسخطه.
اتق الله ياشيباني، فخدمة الوطن والدولة أغلى وأثمن من خدمة جماعة كانت في أقصى اليمين أو في أقصى اليسار . وبئس تبادل الأدوار.
يالها من جرأة واستماتة و"جبهة صحيحة" في اقتراف شيء اسمه قلة الحياء. ونصيحتنا إليك ياشيباني وغير الشيباني أن تتخلقوا بأخلاق الإسلام وتعلنوها استقالة مدوية من"الجماعة" يسير بذكرها الركبان، أو تقديم النصح إلى "المرشد ومن معه بأن يذهبوا على حال سبيلهم، ويتنازلوا عن ملكيتهم وحيازتهم ل"الجماعة" التي هي في طريقها إلى التوريث والتفويت أو الزوال.
نصيحتي لعبد الله الشيباني، بعدما شبع شربا لبول ندية كل يوم، أن يكف عن شرب بول سيده عبد السلام ياسين فقد يصاب بالتسمم.