|
|
بعد مقاطعة جميع الأحزاب: ما الذي يجمع بين 'جمهورية' الحريف و'خلافة' عبد السلام ياسين؟
أضيف في 16 دجنبر 2017 الساعة 25 : 20
بعد مقاطعة جميع الأحزاب: ما الذي يجمع بين 'جمهورية' الحريف و'خلافة' عبد السلام ياسين؟
بعد أن قاطعت الأحزاب والمثقفين ندوة جماعة العدل والإحسان، التي تنظمها بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل مرشدها ومؤسسها تحت عنوان "التحول السياسي"، ارتمى عبد الله الحريف، الكاتب الوطني السابق للنهج الديمقراطي، بدون سروال كما يقال في حضن الجماعة علها تسعفه للخروج من المأزق الذي يوجد فيه حزبه اليساري، الذي لم يتمكن من تكوين قاعدة جماهيرية، وبقي متعلقا ببعض الجمعيات مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ونقابة الاتحاد المغربي للشغل، لكن لم ينتج أطروحة تتجاوب مع المتغيرات على مستوى المشهد السياسي بالمغرب.
وأمام أبناء الجماعة وبعض ضيوفها حاضر الحريف حول الاستبداد. السؤال المطروح هنا: ما الذي يجمع بين عبد الله الحريف اليساري والقيادي السابق في منظمة إلى الأمام والذي انعطف نحو النهج الديمقراطي في بداية التسعينات، وبين عبد السلام ياسين، مؤسس جماعة العدل والإحسان؟ ما الذي يجمع بين مناضل يساري يؤمن بما يسميه القيم "الجمهورية" وبين الداعية الذي يؤمن بعودة الخلافة على منهاج النبوة؟
الزواج بين الطرفين هو زواج سفاح أو لقاء بين عاهر وعاهرة، لا يجمع بينهما سقف واحد. ولو تمكنوا من استمطار بركات الربيع العربي لقتلوا بعضهم البعض ولهم تجربة في القتل. لا نعرف هل نسي الحريف أن طلبة العدل والإحسان هم الذين اغتالوا الطالب اليساري المعطي بوملي بوجدة سنة 1991 واغتالوا بالشراكة مع إخوانهم في الجماعات الأخرى الطالب اليساري أيت الجيد بنعيسى سنة 1993؟
إذن لا يجمع بين الطرفين سوى التنطع وعدم القدرة على إيجاد موقع في المشهد السياسي نظرا لتهافت أطروحتهما. فالأول ما زال يشكك في الوحدة الوطنية للمغرب ويسمح بقراءة رسالة للمقبور محمد عبد العزيز، الرئيس السابق لجبهة البوليساريو، في مؤتمر النهج الديمقراطي، والثاني يكفر الأحزاب السياسية ويقول إن دولة الخلافة لا أحزاب فيها وحتى إن تم السماح لها فمن أجل انتظار موتها وجماعته تساند الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، ويعتبرها ثورة سنية.
لا يجمع بين الطرفين شيء. لكنهما يلتقيان في شيء واحد ألا وهو استعداء الأجنبي ضد الوطن، ونعرف كيف مدت الجماعة يدها لأمريكا بداية الربيع العربي، ونعرف أن الجمعية الحقوقية التي يسيطر عليها النهج الديمقراطي تترافع في الخارج من أجل استعداء الدول الأجنبية ضد المغرب.
بوحدو التودغي
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|