في الكلام عن الإنتخابات بأزيلال.. أو مما يدفع الى النفور والعزوف السياسي
لا يملك المتفرج على الوقائع التي تصاحب العملية الانتخابية إلا أن يقف مستغربا و متعجبا من مجموعة من الأمور التي تدور في فلك حمى الانتخابات، ففي الجماعات القروية لازال منطق القبيلة و التعصب لها و المرشح الوحيد و الأوحد يسيطران على الساحة، حيث لازالت الأحزاب لا تزورنا إلا حين اقتراب الموعد الانتخابي...
و ما زاد الأمور حماسا و دهشة هو جديد الانتخابات، حيث اعتمد لوائح نسائية، و بالتالي فالمجالس أصبحت تحتوي نساء قرويات بالضرورة، وبالنظر إلى المرشحات اللواتي أذعن ملفات ترشحهن، فأغلبهن لا يفقهن شيئا في التدبير الجماعي و معظمهن من عائلات ومقربات، و بالتالي فلن نتوقع الكثير...ليس هذا فقط ما يجعلنا نستغرب، و لكن مجموعة من الوقائع الأخرى، أذكر منها تشبث أعضاء المجالس القديمة و دفاعهم المستميت عن عضويتهم و وقوفهم ضد كل محاولة للتغيير، رغم أنهم بلغوا من الكبر عتيا، ورغم أنهم لم يقدموا لنا و لو الشيء القليل...فالأمر طبيعي ما دامت المحاسبة غائبة عن المجالس بمفهومه الدقيق والشامل...
أيضا نندهش للطريقة التي يتم الحصول بها على التزكية، فالأحزاب لا يهمها سوى تغطية أكبر عدد ممكن من المكاتب ولو لم يكن المرشح مناضلا داخل الحزب، و لو كان المرشح لا يعلم شيئا عن برنامج الحزب و توجهاته العامة بل لا يعرف عنها شيئا...فما يهمه هو التزكية لأنها مطلوبة لإيداع ملف الترشح، كما أن أغلب التزكيات مستوردة، فالأحزاب الموجودة في الساحة ببعض المناطق أربعة أو خمسة على أبعد تقدير، و أغلبها لا يتوفر على مقر، وواحد منها لم يكون فرعه إلا استعدادا للانتخابات، و حتى الموجودة على الساحة و المتوفرة على فروع تمثلها، لا تنم عن حياة و حركية إلا حين اقتراب موعد الاقتراع...
نتعجب كثيرا حين نسمع أن شريحة كبيرة من المرشحين يسعون إلى النجاح قبل فرز الأصوات، وذلك باتصالهم بمنافسيهم و سعيهم نحو تنازلهم لكي تبقى الساحة فارغة أمامهم، و بالتالي يضمنون عضوية المجلس، كما نندهش هذه المرة للحضور القوي للشباب، الذين نتمنى منهم أن يبرهنوا على كفائتهم وألا ينساقوا وراءه نفعيتهم.
إن المصلحة العامة مصلحة المواطنين، يجب أن تكون فوق كل اعتبار، ومن أراد الكسب الكثير و قلة العناء فليختر غير عضوية المجلس الجماعي مهنة و عملا... ، و ما أثار دهشتنا كذلك هو ظهور أشخاص جدد لا نراهم كل يوم ، لم يساعدونا قط في محننا و لا نعرف عنهم النضال، لم يكن لهم أي دور في حياة مجتمعنا، فجأة ظهروا و قالوا لنا أنهم يريدون خدمة مصالحنا، لهؤلاء نقول، هل تريدون فعلا خدمة الصالح العام ؟ّ، و ما زاد في استغرابنا هو تشبث بعض الناخبين بأعضاء سابقين سيروا مجالس لفترات دون أن يحققوا شيئا و دون أن يتمكنوا حتى من إنجاز الحد الأدنى من البنيات التحتية والمجردة من التلاعب والغش، أي دون أدنى مستوى لعيش كريم، فما بالك بانخراطهم في تنمية شاملة...
نقول لناخبين أن الانتخابات لم تكن فرصة لهم للتصويت على أشخاص معروفين بمصداقيتهم و شفافيتهم و حبهم للعطاء و العمل بعيدا عن الانتهازية و المحسوبية و تبذير المال العام، و كل انتخابات و أموال الشأن العام و مصالحنا بألف خير...
أزيلال الحرة