شاخت الأحزاب بالمختصر المفيد.. أزيلال نموذجا
عندما خرجت الإحتجاجات على كثرتها بإقليم أزيلال أوائل القرن الحالي من أكثر من منطقة للمطالبة بالبنيات الأساسية، أو ما اصطلح على تسميته "المسيرات الإجتماعية" بخلاف أكذوبة 'الخريف العربي' التي تقودها فصائل راديكالية وعناصر الجماعة المحظورة.. ، تصدرت الأحزاب بأزيلال الحاصلة على وصل قانوني الفشل بعجزها وبعدها عن المواطنين، لكونها من الأحزاب الأكثر انكسارا في التنظيم والتأطير، وغياب حضورها الشعبي الكبير في غالبية جماعات الإقليم ال 44، مكرسين انتكاسة سياسية، جاعلين شخصيتهم عرضة في جميع أوساط الرأي والمتتبعين للنقد المدوي والإستهزاء والسخرية، و رضوخ لساسة شاخت رؤسهم ليس بالعمل وحسن التدبير، بل بالكسل و المعارضة من أجل المعارضة لقضاء المصالح الشخصية، من بينهم أعضاء يؤججون الإحتجاجات بنهج أسلوب التلفيق والإشاعة والتغليط..
إن نشوة الفوز بالإستحقاقات الإنتخابية وحجز أمكنة المجالس لم تعد هي المبتغى والجدوى، ولا تنطلي الحيل في ظل الوعي السائد اليوم ، لقد تغيرت الظروف والأوضاع، وبرح الساسة أمكنتهم ظنوا أن النمط القديم مستمر في الزمن، ستنطلي عليه أفكارهم وقدراتهم 'البئيسة' وتحقيق ما يصبون إليه، و سرعان ما تحولت نظرتهم إلى "كارثة" سياسية وإفراز تداعيات خطيرة، بالمختصر المفيد جعلت من نفسها حظوة الإسم 'بالدكاكين السياسية'، بل وشاخت وعم الكذب والهوان..
ارتباك سياسيً وتنظيمي لدى الأحزاب السياسية أو 'الدكاكين' بعدما فقدت الثقة بها، و فكر جديد يتشكل لدى الفئة الشبابية العريضة، لا تجارب للأحزاب تستلهما ولا مرجعية تحكمها ولا علاقات مجتمعية تجعلها تحظى بالثقة، فكفى من الاحتفالات والهتافات في التظاهرات، فالمرحلة الراهنة والأيام القادمة جد عصيبة، فللإقناع ضوابط وللممارسة السياسية أخلاق...
تيار شبابي فقد كامل الثقة في الأحزاب على اختلاف مسمياتها، تيار لا ينجرف بطوفان 200 درهم الحملات الإنتخابية، لا تقنعه الوعود أمام انعدام 'الكلمة' كما يقال بالعامية المغربية، بل الأكثر من ذلك لا يرى الشباب في المؤسسة الحزبية إلا اللصوصية والإنتهازية والوصولية، بل جانب منهم يرى بإمكانية إلغائها مادامت لا تقوم بالأدوار المنوطة بها، أو بالتعبير الفعلي عن مواطنتها واهتمامها الجدي، و العبرة دوما بالتنفيذ...
الهدف الرئيسي من هذا المقال هو عدم السماح للأحزاب بأن تصبح رجلا عجوزاً لا قدرة له على الحركة والمبادرة، والعمل على التجديد من الداخل وزرع الحيوية والمبادرة المتقدمة، لا نريدها أن تهدأ وتستكين، نريدها أن تشارك بفاعلية في كل صغيرة وكبيرة، حاضرة بقوة على الساحة السياسية لا ملحقة بهذا الفرد أو المال أو المنفعة والمصلحة، ولا متخاذلة في أداء واجبها وإلا فإنها خائنة..
أين الشباب ودورهم في العمل السياسي والاجتماعي؟
للأسف، يرى 'مشايخة' الأحزاب الشباب مجرد رقم يستخدم عند الضرورة وعندما تنتهي وظيفته يوضع جانبا؟، في حين العبرة بالفعل لا بخطب المهرجانات التعبوية، فالعمود الفقري للخيار الديمقراطي سحب البساط من تحته ولم يعد يغزو عقول الشباب، فهل تجري الأحزاب عمليات جراحية داخلية بعد بلوغها سن اليأس لتضمن استمراريتها، أو تحتاج إلى "فيتامينات" لتقوي مناعتها؟...
أزيلال الحرة/ متابعة