نجاح القضاء من نجاح الدولة وانهيار الأمن والدول من نجاح الصحفي
نجاح الصحفي بمعيار المرتزقة هو في تصوير وقائع غير موجودة إلا في خيال كاتبها، وان يشين الأحداث وأن يكتب بنية التحريض وليس بنية الأخبار، وان يقع في حب وغرام الضحايا ويكون بدوره ضحية متلازمة ستوكهولم syndrome de Stockholm وتعود القصة إلى سبعينيات القرن الماضي حين احتجز أحد اللصوص الكبار مجموعة من الرهائن، وكان من بين الرهائن امرأة استطاعت الشرطة أن تتواصل معها لفك أسرها وإخلاء سراح جميع الرهائن، هنا أعجبت المرأة باللص واعتقدت بعدالة موقفه ووقعت في غرامه لتصبح حاجزا أمام تدخل الشرطة بالجسد وبالمعلومات المغلوطة التي ظلت تزود بها رجال الشرطة.
القائمقام "الصوحافي" عندما يقع في هذا الهوس لايرى مصلحة الوطن ولا يعتبرها ولا يرى تداعيات الأحداث ولا يحسبها، ليقع في المحظور ويصبح مكابدا للي ذراع الدولة من أجل الحصول على حقوق هي في الأصل متاحة ومشاعة.
الصحافة يراقبها ويرقبها الداخل والخارج، وهذه مناسبة لكي يجري القائمقام حسابا دقيقا عما يربحه هو إذا كان مستقلا ونزيها، ينظر في الملفات ولا ينظر إلى الدولة، وينظر للقانون وليس لسياسة سيده، وينظر للمساطر وليس في رغبات الانتقام ممن أزاحوه عن كرسي الزعامة.
وفي المقابل ما يخسره هو كصحفي هو أن تضيع هذه البلاد وتصبح خرابا، يموت من يموت ويشرد من يشرد، وقد يحكم من يحكم ويلعب بنا الداخل والخارج، آنذاك سنتساءل لمن ستكتب هذه المقالات.
رفيق أكيز