آمل مخلصا، أن يكون حكام قطر قد استوعبوا الدرس جيدا، وأمعنوا النظر في سياستهم، واستخلصوا العبرة التي ينبغي استخلاصها بعد قيام مصر وثلاث دول خليجية قطع علاقاتها مع الدوحة.
وأتمنى بصدق، أن يكون هؤلاء الحكام قد أدركوا أن "القاعدة" و"داعش" ليستا جمعيتين خيريتين، والإرهابيين ليسوا دعاة محبة وسلام، وأن التحالف معهم وتبني أفكارهم ونشرها عبر "الجزيرة" ليس سوى اللعب بالنار التي يحترقون اليوم بشررها.
أرجو أن يكونوا قد توصلوا لمغزى الارتياح الذي قوبل به قرار قطع العلاقات، ولماذا شمت البعض وتشفى آخرون، وكيف تناول الإعلام والصحافة هذا الحدث الذي وصف بـ "الزلزال" وما انطوى عليه من دعوة ضمنية لحكام قطر كي يعودوا إلى حجمهم الطبيعي، والتحلي بقدر من التواضع، الحلية التي أسقطوها من تيجانهم.
إن أسوأ شيء يمكن أن يحدث لدولة أو حكومة أن تدعي قوة ليست حقيقية، مثلما هو حال قطر التي توهمت أنها بقناة تلفزيونية وبئر غاز أصبحت قوة يحسب لها الحساب، فراحت تنهش في الجيران وتستعدي المغرب على المشرق، وتثير الفتن والمشاكل في هذه الدولة العربية أو تلك، عدا حملات التشويه المنظمة ضد أنظمة بعينها والتحريض عليها باستمرار.
وقد تساءلنا ونتساءل من جديد: لماذا ظلت قطر وحدها بمنأى عن ناب "الجزيرة" السام، فلم يطالها ولو مرة واحدة مثلما طال السعودية والإمارات والكويت والبحرين؟
ولماذا ظل سقف الحرية عاليا لا يحده حد كلما تعلق الأمر بالعراق أو مصر والمغرب مثلا، ويسقط هذا السقف على الرؤوس عندما يحين موعد الاستحقاق القطري؟
طوال مدة إنشائها لم تتحفنا (سي أن أن العرب) بتقرير واحد يلقي الضوء على انقلاب 1995 حين أزاح الإبن والده، ولم تكشف لنا معلومة صغيرة عن مصير مليارات الدولارات التي تتدفق من خزائنها، وظلت محافظة على صمتها المريب كلما جوبهت بالوثائق الدامغة عن تبعيتها لجهاز الموساد الإسرائيلي، في حين لم تتورع أبدا عن نبش ملفات الآخرين والبحث في الزوايا المعتمة عن فضائح وإثارة الغبار حول الجميع.
فما هي الأسباب يا ترى؟
ندرك جيدا أن كل الفضائيات لسان حال مموليها، و"الجزيرة" التي ظل المال القطري بمثابة حليب الأم بالنسبة لها ليست خارج هذا التصنيف، فهي حين تكون حاضنة للنفاق والأكاذيب إنما تطبق سياسة من يرضعها مالا، وبالتالي لا يجوز لنا أن نجلد العاملين فيها أو نحاسبهم على خطيئة، لأنهم سيقولون انهم ينفذون ما يطلب منهم مقابل حفنة من الدولارات، وإلا هل يمكن لنا أن نتصور مذيعا كفيصل القاسم يصرخ ويزعق ويتصبب عرقا حتى ينشف ريقه ويبح صوته يقوم بذلك متبرعا أو على سبيل التطوع!!
وإذا كانت قطر تمارس سياسة اللص الشريف، فلا غرابة أن تؤدي "الجزيرة" دور المومس الفاضلة، فهذه الدولة التي تفرش سجادها الأحمر تحت أقدام (الإخوان المسلمين) وتفتح لـ (طالبان) مكاتب على أراضيها هي من تتولى قناتها الفضائية دعم قتلة العراقيين، وتذيع، فرحة مغتبطة، وصلات الخطف وكليبات جز رقاب الأبرياء كالخرفان، مثلما تتولى دور الثوري الرافض للحلول السلمية بينما تجوب الوفود الإسرائيلية العاصمة التي تبث منها، ويقف مسؤولوها مبتسمين أمام الكاميرات وهم يصافحون قادة اسرائيل
لا شك أن قطر في أزمة، و"الجزيرة" في حيرة، ذلك أن إدعاء اختراق وكالة الانباء القطرية، تلك المسرحية السخيفة السمجة، أسقط الورقة التي ظل حكام قطر يمسكون بها طويلا، أعني بها ورقة الإرهابيين أطفال فضائيتهم المدللين، فهل سيظل التحالف معهم قائما؟ وكيف يمكن الركون إلى تعهداتهم إذا ما تعهدوا من جديد؟
تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
1- مقال بدون معنى
سعيد اوزود
السيد رضى كتبت مقالك دون قناعة وهذا امر ايسر ان تكون كتبته خوفا و تملقا لانك و على ما يبذو لي انك لست مضطلع على الاسباب الحقيقية للمقاطعة لهذا لا يمكن ان اعلق عليك لانك تكتب تفاهات وشتائم في اخوانك العرب او بالاحرى اسيادك العرب الاحرار الذين يتشبتون بعروبتهم وليس مثلكم يا...................يا قوم تبع.