القائمقام والنبي موسى
نبي الله موسى عليه السلام أخرج من بيت بقبيلة آل عمران يتقاذفه موج النيل، صراخ طفل يبحث عن ثدي آمن يروي جوعه عطشه، ليعيده الله تعالى إلى أمه ويملأ قلبها ويقر به عينها، كبر بين العبيد وبين القهر والظلم، ليكون بين من بنوا مجد أهرامات رمسيس، تطيب لهم أرض مصر ببقلها وفومها وعدسها وبصلها وما تشتهيه الأنفس، لتصير لهم بين القبائل والأمم مواقع، وعند حدوث الحادث العمم قالوا له اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.
لما قعدوا أصبحوا من الخوالف، ونعوذ لهم بالله أن يكون كذلك، غير أن الذي يرى أنه يذهب مع موسى وهم هناك قاعدون، فكالذي يحسب كل صيحة عليه أو كالذي إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث، ومن عجب قيل والله أعلم أن القافلة تسير واللذين يلهثون ينبحون، وقد قال حكيم للقائم مقام المعظم لماذا لا نقف لنطلع على نباح "هؤلاء" الذي قد يكون تسبيحا لا نفقهه أو قد يكون مريضا يتلوى من آلامه فنداويه، أو قد يكون جائعا وهو يموء فنطعمه، أو لعله يسمع أو أحس أو شم سوءا أريد لهذه القافلة فعوى لينبهها أن تسير بسير ضعفائها كما قال عليه السلام.
بقلم: رفيق أكيز