خيبة أمل من إصلاح التعليم
رغم أن المغرب ينفد إصلاحا بعد إصلاح، وينفق الملايير على نظامنا التعليمي، إلا أن النتائج مخيبة للآمال، ولا تساير حجم النفقات.
إن أولى الضربات الموجعة التي تهز أركان نظامنا التعليمي، يتلقاها في المدرسة الإبتدائية تم تأتي الضربات الأخرى تباعا في المستويات الأخرى، فمن بين أهم الأساب التي تضع العصى في عجلة التعليم، هي غياب الضمير المهني عند العديد من المعلمين وإليكم بعض مظاهر ذلك:
إن المعلمين يستغلون جل أوقات عملهم لإنجاز الوثائق التربوية وتزيين الأقسام، والقيام ببعض الأنشطة التافهة التي لن تفيد التلميذ في شيء، وكل ذلك لإخفاء ضعفهم المهني وتضليل الإدارة والمفتشين.
هناك جيش من المعلمين عديمي المسؤولية الذين يتابعون دراساتهم وهم لا يفكرون في شيء إسمه مصلحة التلميذ، فكل همهم هو التغيب باستمرار، وعند حضورهم لا يكلفون أنفسهم عناءا، فكل ما يقدمونه للتلاميذ هو الأجوبة الجاهزة على السبورة لكي يملأ التلاميذ دفاترهم وكراساتهم، وهكذا تمر السنة خالية الوفاض والتلميذ قد ينهيها كما بدأها دون اكتساب الكفايات التي تؤهله للإنتقال الى المستوى الأعلى، ولكن لتفادي كل ما من شأنه تعكير صفو النتائج، يحصل التلاميذ على معدلات خيالية بعيدة كل البعد عن مستواهم الحقيقي.
إنه من اللازم على الدولة أن تتدخل حماية لصلحة جيل من التلاميذ، وتجبر كل معلم أو أستاذ أراد أن يتابع دراسته على التفرغ الكلي للدراسة ( حالة الاستيداع)، كما ينبغي على المفتشين أن يقوموا أداء المعلمين بناء على مستوى تلامذته وليس على كم يملك من وثيقة.
عتيق التوفيق