|
|
اكديم إزيك..إسبان يلتقون مع النظام الجزائري في عقدة اسمها 'العداء للمغرب'
أضيف في 20 مارس 2017 الساعة 52 : 17
اكديم إزيك..إسبان يلتقون مع النظام الجزائري في عقدة اسمها 'العداء للمغرب'
كشفت محاكمة مجرمي أحداث اكديم ازيك، التي استؤنفت الاثنين المنصرم، ولاتزال أطوارها مستمرة اليوم بغرفة الجنايات الملحقة بمحكمة الاستئناف بسلا، عن انفصام في الشخصية، يعاني منه بعض الاسبانيين الذين يلتقون مع النظام الجزائري في عقدة نفسية اسمها العداء للمغرب وللمغاربة..
فبموازاة إعلان محكمة الاستئناف فى برشلونة الحكم على الرئيس السابق لمقاطعة كتالونيا بإسبانيا أرتور ماس بحرمانه من تولى المناصب العامة والسياسية لمدة عامين ودفع غرامة مالية تفوق الـ 36 ألف يورو، بتهمة عصيان قرار المحكمة الدستورية وتنظيم استفتاء حول استقلال منطقة كتالونيا فى نوفمبر 2014، أقدم مجموعة من المحامين وبعض المتياسرين والشعبويين الاسبان على شد الرحال إلى المغرب لمؤازرة مجرمي اكديم ازيك، والتشويش على المحاكمة من خلال تحوير موضوعها، الذي يدخل في إطار جرائم الحق العام، وتقديم المجرمين على أنهم معتقلين سياسيين..
مرض انفصام الشخصية الذي يعاني منه هؤلاء الإسبان جعلهم يولون ظهورهم للمحاكمة التي وقعت أطوارها ببرشلونة، والتي توبع فيها أرتور ماس بتهم التحريض على الإنفصال، مفضلين المجيء إلى المغرب للدفاع عن انفصاليين ارتكبوا جرائم همجية تعاقب عليها كل القوانين الجنائية المتعارف عليها دوليا..
هذا الانفصام في الشخصية، يجد أسبابه في الحقد الدفين الذي يكنه بعض الاسبان ضد المغاربة، لا لشيء سوى لأنهم يحسون أمامنا بعقدة الأندلس وأيام حكم أجدادنا لبلادهم لعدة قرون، وهي نفس العقدة التي يشتركون فيها مع المسؤولين في النظام الجزائري الذين يحسون بعقدة نقص تجاه المغاربة لأنهم يذكرونهم دائما بأن المغاربة، كانوا يحكمون بلادهم أيام كانت الإمبراطوريات المغربية تمتد من الأندلس إلى السينغال ومن المحيط الأطلسي إلى تخوم ليبيا..
ردود فعل هؤلاء الاسبان، تنم عن جهل بالتاريخ إذ يتناسون أن هذه الأرض التي يحاولون جاهدين الدفاع عن الانفصاليين الذين يريدون نزعها من المغرب، هي نفسها التي أنجبت احد القادة المغاربة الذين استطاعوا انقاد الأندلس من السقوط مبكرا، ويتعلق الأمر بيوسف بن تاشفين، وذلك قرونا قبل اندماج كتالونيا مع المحيط الإيبيري، على يد الملوك الكاثوليك، عبر عقد قران فرناندو (ملك مملكة أراغون وكتالونيا) على إليزابيث (ملكة مملكة قشتالة)، بغرض طرد المسلمين من الجنوب الأندلسي وإنهاء وجودهم لتتأسّس بذلك المملكة الكاثوليكية بشبه الجزير الايبيرية، ويتم فرض "اللغة القشتالية" (اللغة الأم للغة الاسبانية المتداولة اليوم) على باقي اللغات الشعوب التي تعيش في هذه الرقعة الجغرافية من أوروبا..
إن تجاهل هؤلاء لـ"أرتور ماس"، رغم مطالبته باستقلال كاطالونيا بأساليب سلمية، وهو مطلب يجد ما يسنده في الواقع والتاريخ، وإقدامهم على الإنزال المرضي بمحكمة سلا قصد مؤازرة مجرمين قتلة لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالتعبير عن الرأي، يكشف عن أجندات ومخططات هؤلاء الذين يتحركون بأوامر من النظام الجزائري، الذي يلتقون معه في نفس العقد المرضية التي لا يجدون من سبيل للتخفيف منها، سوى بمعاداة المغرب ومصالحه ضدا على الواقع والتاريخ، الذي يشهد أن الصحراء المغربية لم تكن في يوم من الأيام أرضا غير مغربية، وأن ما يربطها بأرض الوطن هو ما يربط باقي الأقاليم والجهات الأخرى بالمملكة وان ما يجمعها من أواصر ثقافية ولغوية وعرقية أكثر بكثير مما يجمع سكان كاطلونيا بباقي المواطنين الاسبان.
وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن هذا الإقليم له لغته الخاصة التي تختلف عن باقي اللغات التي يتحدث بها سكان باقي الأقاليم وله ثقافته الخاصة وتاريخه الخاص، وبالعودة للتاريخ يمكننا أن نجد عدة أسباب تدفع "أرتور ماس" للمطالبة باستقلال كاتالونيا عن اسبانيا، وفي المقابل لن نجد في التاريخ شيئا يمكن أن يدعم مطالب انفصاليي البوليساريو ومجرمي أحداث اكديم ازيك، الذين يدافع عنهم هؤلاء الاسبان الذي شدوا الرحال إلى مدينة سلا للتشويش على محاكمة تدخل في إطار ما هو جنائي، ومحاولة تسييسها، مفضلين بذلك "الدفاع عن الشيطان" كما يقول الفرنسيون، ضدا على الحقيقة والتاريخ..
محمد بوداري
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|