احذروا العدل والإحسان إنها تعد العدة لمخططات غير بريئة (+فيديو)
أضيف في 22 فبراير 2017 الساعة 41 : 22
احذروا العدل والإحسان إنها تعد العدة لمخططات غير بريئة (+فيديو)
الشعار ليس مقطعا يتغنى به المتظاهرون، حتى لا يصيبهم الملل أثناء المسير، ولكنه يختزل موقفا. ماذا يختزل الشعار الذي رفعته جماعة العدل والإحسان في مسيرة كانت مخصصة للتضامن مع الراسبين في امتحان ولوج أسلاك التعليم؟ ماذا تريد من وراء عبارة "الرمانة غادية تتفرقع"؟
ففي الوقت الذي كان بضعة أشخاص ممن خدعتهم الجماعة سابقا يحيون الذكرى السادسة لـ20 فبراير، دعت جماعة عبد السلام ياسين إلى مسيرة حاشدة، كان العنوان، الذي تم تحته تنظيم حركة المشي في شوارع الرباط، هو التضامن مع الأساتذة المتدربين الذين رسبوا في التوظيف في سلك الوظيفة العمومية، وهو عنوان يبقى مقبولا إذا تم تحييده عن الاستغلال السياسي والإيديولوجي والركوب عليه لتحقيق مآرب أخرى لا علاقة بالنضال الاجتماعي.
وما إن انطلقت المسيرة حتى اختفت الشعارات ذات المطالب الاجتماعية ليتم رفع شعارات ليست ذات طابع سياسي ولكن ذات طابع تهديدي، يرفع أفق تفجير الأوضاع وضرب الاستقرار الذي ينعم به المغاربة نتيجة خيارات ديمقراطية تواضع عليها الكل مؤسسات ومجتمعا. المسيرة تم تحريفها نهائيا وتحويلها إلى حركة تهديد للجميع بل تم تخويف المجتمع نفسه، الذي ترعبه الحركات غير المنضبطة للتيارات لأنه يرى ما جرى ويجري في بلدان الربيع العربي، الذي تحولت إلى خراب ودمار.
ورفعت الجماعة شعارات تدعو إلى العنف بشكل واضح وجلي وتحرض على الكراهية بين فئات المجتمع المغربي، في محاولة لضرب السلم المدني المبني على أسس القانون وتركيز دعائم الديمقراطية الحقة. لكن الجماعة التي لم تتمكن من تحقيق أحلام شيخها وأوهامه فضلت توظيف كل الظروف للدعوة للحقد والكراهية باعتبارهما وسيلتي الربيع العربي البائس.
وفي حركة خطيرة تم استعمال الشارع لتمرير خطاب ديني متطرف لا يختلف عن الخطاب الديني الذي ركبت عليه الجماعات الدينية في العالم العربي للوصول إلى السلطة عبر تخريب الأوطان وبيعها للأجنبي. وهو خطاب يضرب في العمق قيم التسامح والعدل التي تربى عليها المغاربة والتي على أساسها تلقوا مبادئ دينهم. والشعارات التي رفعت بهذا الخصوص أدخلت الرعب في نفوس المغاربة.
ولقد تمكنت الجماعة من تحشيد الناس بكثرة نتيجة التحريض الذي مارسته عبر فضاء الأنترنيت، والذي استعملت فيه خطابا مفخخا ومزورا، حتى تكسب تعاطف المواطنين، الذين انطلى على كثير منهم سحر الجماعة. والتي اشتغلت عليها الجماعة بشكل كبير ووظفت كل الوسائل التقنية لتحقيق الغرض.
يطرح المتتبعون عددا كبيرا من الأسئلة حول هذه المسيرة: فهل هي مسيرة استعراضية تظهر من خلالها قوتها أم تريد جس نبض الشارع أم هي تقديم عربونا لرعاة ربيع الفوضى عبارة عن أمواج بشرية هي وقود "القومة"؟ لا بد للفاعل السياسي الذي تم استغباؤه من قبل الجماعة أن يعيد النظر في أهدافها ومراميها حتى لا يجد نفسه أوراقا تستعملها تم ترميها وتعلق من تبقى من مناضليها على أعواد المشانق تنفيذا لشريعة عبد السلام ياسين، الذي دعا في المنهاج النبوي إلى حملة التطهير بعد انتصار الجماعة.