إلياس العماري يلقي كلمة في افتتاح المؤتمر السابع لحركة فتح باسم الوفود المغربية المشاركة
أضيف في 30 نونبر 2016 الساعة 09 : 17
إلياس العماري يلقي كلمة في افتتاح المؤتمر السابع لحركة فتح باسم الوفود المغربية المشاركة
ألقى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السيد إلياس العماري، يوم الثلاثاء 29 نونبر الجاري، بقاعة أحمد الشقيري بمقر رئاسة دولة فلسطين بمدينة رام الله، كلمة خلال الجلسة المسائية لافتتاح المؤتمر السابع لحركة فتح باسم الوفود المغربية المشاركة، جاء فيها:
بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على رسولنا المصطفى الأمين، وكل الأنبياء والمرسلين والقديسين والشهداء والصالحين.
فخامة السيد محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الوطنية لدولة فلسطين المستقلة
الأخوات والإخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح
الأخوات والإخوة الأعزاء في قيادة المجلس الثوري لحركة فتح
الأخوات والإخوة الأعزاء قيادات فصائل منظمة التحرير الفلسطينية
الأخوات والإخوة الأعزاء ضيوف المؤتمر، ممثلي الدول والحكومات وقادة الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والأهلية الشقيقة والصديقة لفلسطين
السيدات والسادة الأفاضل المؤتمرات والمؤتمرين
تغمرني مشاعر الفخر والاعتزاز نيابة عن الوفد المغربي المتكون من حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الحركة الشعبية ممثلا بأمينه العام ذ.محند العنصر، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ممثلا بكاتبه الأول ذ.إدريس لشكر، وحزب الاستقلال ممثلا بعضو لجنة التنفيذية ذ.عادل بنحمزة، حزب التجمع الوطني للأحرار ممثلا بعضو مكتب السياسي ذ.يونس أبشير، وأيضا معنا جمعية لجمعية مساندة الكفاح الفلسطيني أول جمعية أسست من أجل مساندة ثورة الشعب الفلسطيني سنة 1968 ممثلة في ذ.محمد بن جلون الأندلسي. بأن أتشرف في هذه اللحظة التاريخية لحضور معكم افتتاح المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح المجيدة، في أحضان عاصمة السلطة الوطنية الفلسطينية المؤقتة "رام الله" الصامدة، بتلاوة هاته الكلمة التي تخاطب وجدان أرض فلسطين المباركة وقدسها الشريف، وشعبها الصامد ببطولات قوافل شهداء الأرض والقضية، التي ترصعها الروح الزكية والطيبة لقائد الثورة الفلسطينية المعاصرة ومؤسس حركة فتح الشهيد البطل الخالد أبو عمار، الذي ننحني إجلالا وإكبارا لذاكرة نضاله البطولي الشاق بمعية كل رفيقاته ورفاقه الأبرار، وفي مقدمتهم الرئيس المناضل أبو مازن.
فخامة الرئيس المناضل،
السيدات والسادة الأفاضل،
دعوني، ولو باقتضاب، أستعرض بعض محطات ارتباطنا الوجداني والوجودي كمغاربة بقضية فلسطين، فعمق وشائج المحبة و الوفاء والالتزام التي تجمعنا عبر التاريخ، لا تشهد عليه رمزية حي المغاربة بالتاريخي بالقدس الشريف، فمنذ احتضان المغرب لأول قمة إسلامية سنة 1969 بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني، عقب حادث إحراق المسجد الأقصى المبارك، مافتئ المغرب ملكا وحكومة وشعبا، يعتبر القضية الفلسطينية كإحدى أهم مقومات ودعامات الوطنية المغربية، وقد توجت باعتراف القمة العربية المنعقد بالرباط سنة 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني تحت قيادة الرئيس البطل أبو عمار.
ومنذ ذاك الحين وأواصر المحبة والاحتضان متبادلة بين المغاربة والفلسطينيين؛ ونحن نفتخر كمغاربة ومسلمين، بترؤس صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للجنة القدس، التي تعتبر إحدى أهم المؤسسات المدافعة عن فلسطينية القدس الشريف ضد مخططات الاستيطان والتهويد الصهيوني الغاشم.
فخامة الرئيس المناضل،
السيدات والسادة الأفاضل المؤتمرات والمؤتمرين،
لا أخفيكم سرا أنه ومنذ أن وطأت أقدامنا هاته الأرض الطاهرة ومشاعر التأثر الكبير التي تسكننا نحن تجعلنا نشعر صادقين كمغاربة أننا كمناضلين فلسطينيين نحس بالانتماء لتراب هاته الأرض بنفس الشعور الذي نشعر به ونحن نعانق تراب بلدنا. وبهذه القناعة الراسخة، لم نبخل يوما، من مختلف مواقعنا، وخاصة عبر حزب بالالتزام بالقضية الفلسطينية كقضية وطنية مصيرية، ولم نتردد في دعم وإسناد واحتضان كل الجهود والمبادرات الرامية لتوحيد الصف الفلسطيني ومؤازرة شعبه في السراء والضراء.
وما أحوجنا اليوم إلى التضامن والمساندة في هاته الظرفية الدولية والجهوية البالغة الشراسة والتعقيد التي تستلزم أكثر من أي وقت مضى، نبذ كل أشكال التفرقة والخلاف، مع الالتفاف الواعي والمسؤول حول القيم الجامعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات السلطة الوطنية، وفي مقدمتها حركة فتح التي شكلت العمود الفقري للثورة الفلسطينية ومؤسساتها، بقدرتها الخلاقة على احتضان المشترك وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحكمة في تدبير الاختلاف.
ونحن كلنا ثقة بأن يشكل هذا المؤتمر إجابة ناجعة على تحديات المرحلة دوليا وجهويا وداخليا، بنفس توحيدي يستحضر تراث القادة الأبطال في احتضان الاختلاف، ويحتكم لوحدة الشعب والوطن ولشرف القضية الفلسطينية، لينشد المصلحة الجماعية العليا في تجسير كل المصالحات الضرورية لتحصين استقلالية وقوة ومناعة القرار الوطني الفلسطيني، وهذا هو الأساس.
فخامة الرئيس المناضل
السيدات والسادة الأفاضل المؤتمرات والمؤتمرين
لا يسعني في ختام هذه الكلمة، إلا أن أجدد لفخامة الرئيس محمود عباس تهانينا مناسبة انتخابه من طرف قيادات وقواعد حركة فتح والشعب الفلسطيني، ونجدد أيضا لكل المؤتمرات والمؤتمرين التعبير عن مشاعر الاعتزاز والتقدير بالعلاقات الاستراتيجية الرفيعة التي تجمع القوى الحية بالمملكة المغربية بحركة فتح المناضلة، مؤكدين دعمنا المبدئي الكامل واللامشروط لكل مواقفكم وقراراتكم الحكيمة والشجاعة، كما نغتنم هاته الفرصة لنعبر لكم مرة أخرى عن أصدق متمنياتي القلبية بالنجاح والتوفيق لأشغال هذا المؤتمر المبارك، الذي ترفرف عليه أرواح شهداء القضية الفلسطينية الأبرار، التي تحرس حلمنا الإنساني العظيم بالحرية والانتصار لفلسطين، يوم تصدح بها قريبا مآذن وأجراس القدس الشريف، بهامات وبطولات ونضالية الشعب الفلسطيني الموحد، بتعددية تنظيماته وقواه وحركاته المناضلة تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية العتيدة، وبمركزية أدوار ونضالية حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح المجيدة.