لماذا تأخر الإعلان عن ولادة الحكومة؟
من بين العوامل التي أدت إلى تأخر ميلاد الحكومة هو طبيعة التمثلات التي أصبحت تميز السيد عبد الإله بنكيران، و المتمثلة في الغرور والتعالي والتوهم والتوجس والتبخيس وعقدة العظمة وتضخم الأنا كسمات أصبحت تطبع شخصيته وتؤطر طبيعة رؤيته وتعامله مع جل مكونات الحقل السياسي والنقابي والحقوقي والجمعوي المغربي.
إن هذا ليس من باب الصدفة، بل هو تعبير عن اختيار استراتيجي وموقف سياسي لا محيد عنه مستقى من الاستراتيجيات المؤطرة لحزب العدالة والتنمية كحزب مشروع ولد من رحم المجتمع ومتغلغل في شرايينه ومرافقه، من خلال مبادئ الهوية والتقية والولاء والطاعة والتغلغل والاستسلام والخضوع والخنوع واستغلال بؤس وشقاء وفقر وحاجة فئات وطبقات عديدة من المجتمع للانتشار وللتغلغل...
كل هذا وغيره كثير هو ما جعل السيد بنكيران إبان إعلان النتائج، يمتطي فرسه ويصعد إلى برجه الذهبي المتعالي معتقدا ومن خلال تبويئه المرتبة الأولى في نتائج الانتخابات التشريعية أن الكل سيتهافت عليه مطأطئي الرؤوس بدون شروط مسبقة وفي خضوع تام لأجندة وشروط الحزب الأغلبي للحصول على حصتهم من الغنيمة والوزيعة، بعيدا عن الرؤية العملية والعقلانية في إسناد المناصب الوزارية بمنطق التجربة والخبرة والمهارة والكفاءة في إطار الاحتكام للنتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع.
على جل المكونات السياسية الاحتكام إلى العقل والضمير والمصلحة العليا للبلاد والعمل بجدية للحفاظ على الشرعية السياسية والديمقراطية الاجتماعية التي أفرزتها صناديق الاقتراع، بنوع من المقاربة العقلانية بعيدا عن الزوبعة السياسية والثرثرة الأيديويولوجية لتجاوز هذا البلوكاج السياسي المفتعل.
صالح مرواني