استنفرت الأجهزة الأمنية مختلف مصالحها في الدار البيضاء، أول أمس، للوصول إلى هويات أشخاص مجهولين يلجؤون ليلا إلى كتابة عبارات مهاجمة لشخصيات سامية وسياسية في الحكومة ، ورموز وجهات عليا في الدولة على جدران الحي الشعبي المعروف بـ«عكاشة» التابع للحي الحسني...

  وذكر مصدر مطلع أن عناصر أمنية بالزي المدني تنتمي إلى مختلف الأجهزة، اخترقت الحي المذكور قصد تحديد الجهة التي تقف وراء هذه الكتابات الجدارية المسيئة إلى شخصيات سامية في الدولة، فيما أصبح محيط إعدادية موجودة في الحي يستقبل عشرات من قوات التدخل السريع والـ«سيمي» والقوات المساعدة لتطويق وقفات احتجاجية يومية ازدادت حدة بعد اعتقال الفنان «الحاقد»، الناشط بحركة 20 فبراير والمقيم في الحي نفسه،وحسب شهود عيان فقد أصبحت سيارات الأمن تطوف بأرجاء الحي في ساعات متأخرة من الليل بشكل يومي، قصد طلاء جدران مدارس يكتب عليها مجهولون هذه العبارات مثل «عكاشة الحرة» التي كتبت بمدخل الحي، كما رأى شهود عيان رجال أمن ينزلون في وقت متأخر من الليل من سيارات للأمن الوطني، حاملين دلاء صباغة لطلاء جدران بغرض إخفاء تلك الشعارات التي كتبت عليها، قبل أن يقوموا بجولة تمشيطية في أرجاء الحي لمعرفة الأشخاص الذين كتبوها.

  وكشفت مصادرنا كيف أن جهاز المخابرات المعروف بالـ«ديستي» عمد إلى وضع أشخاص ينتمون إليه في الحي بشكل دائم من أجل تعقب الأشخاص الذين يكتبون تلك العبارات على جدران المدارس والمنازل..

  إلى ذلك، أخلي سبيل معتقل من أبناء الحي كان قد ألقي عليه القبض خلال الزيارة الملكية الأخيرة لحي «عكاشة» في شهر رمضان الماضي، وقضى عقوبة حبسية مدتها شهر بعد مهاجمته رجلَ أمن، وحسب شهود عيان فإن هذا الشاب ظل يردد كلاما يهاجم فيه رموزا في الدولة أثناء توزيع مساعدات رمضانية، قبل أن يأمره رجل أمن بالسكوت، ليدخل معه في مشادة واشتباك بالأيدي ويتمكن بعدها من الفرار من قبضة عناصر أمن بزي مدني كانت بين الحشود، قبل أن يعمد رجال الأمن إلى إيقاف شقيقه القادم للتو من إيطاليا، والذي ظل رهن الاعتقال إلى حين تقديم المبحوث عنه نفسه إلى الأمن وإيداعه سجن عكاشة..