وحذر الموقعون من خروج بلداننا من تاريخ الإنسانية ومغادرته، حيث يلاحظ اليوم تسارع نمو دول متقدمة ودول نامية، ونسجل بالمقابل ركودا بل تراجع بلداننا، مما يعرضها لخطر الخروج من التاريخ، مؤكدين على ضرورة التوجه بعزم نحو الحداثة بشكل غير قابل للانتكاس، والمساهمة في ترسيخ وبناء الدولة العصرية. وأولى الأولويات تتمثل في كبح هذا التأخر والتوجه نحو الحداثة.
واعتبر الموقعون أن الحل في السير نحو الحداثة مؤكدين على أن "الحداثة تعني ديمقراطية حقيقية، أي تتوافق مع أجود المعايير الكونية، وتعني ديناميكية تفضي تدريجيا لإرساء الديمقراطية البرلمانية كما هو منصوص عليها في الدستور".
واشار الموقعون إلى أن " إيديولوجية حزب العدالة والتنمية كما يؤكدها أمينه العام، الذي صرح هو نفسه مؤخرا ارتباطه وارتباط حزبه بفكر ابن تيمية، الذي هو رجل دين متطرف من القرن الثالث عشر، معروف بتأويله العنيف ورؤيته الدموية للإسلام، تتعارض بشدة مع قيم الديمقراطية، وأخطر من ذلك إنها تهديد لازدهار ورفاهية المواطنين، أي معيق لتقدم المغرب نحو الحداثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
وأوضح الموقعون أن "الغنى الوطني صار مهددا اليوم. إن دور الملك الذي يستمد رمزيته وشرعيته منذ قرون والذي أصبح اليوم مكرسا بقوة الدستور، يجعل من الإسلام منبع وحدة وتضامن بين جميع المغاربة، غير أن وجود حزب سياسي يستعمل الدين ينذر بأن يصبح الدين ذاته عامل تشرذم وتفرقة".
إذ أن الاستعانة بالدين في الحقل السياسي هي عبارة عن تنافس غير شريف في حق باقي المكونات السياسية التي لا تستثمر هذا المجال. في حين أن حزب العدالة والتنمية لا يتردد في الاعتماد على شبكة المدارس القرآنية والجمعيات الإحسانية السابحة في فلكه، يقول نداء المثقفين والفنانين.
ودعا الموقعون على هذا النداء كافة المواطنين للمشاركة بكثافة في الاستحقاقات التشريعية للسابع من أكتوبر القادم بمنح أصواتهم للحزب الذي يختارونه والامتناع عن التصويت على حزب العدالة والتنمية ما دام لم ينسلخ عن إيديولوجيته ولم يصبح حزبا يحترم المبادئ الكونية للديمقراطية، التي لا تنحصر في كونها آلية لاختيار المنتخبين. بل هي قبل كل شيء مبدأ للحكامة، والمواطنة، والمساواة، واحترام الأفراد، بصرف النظر عن الجنس، والمعتقد، والنوع أو الدين.
وكان بنكيران صرح بتاريخ 26 يوليوز 2016 أمام شباب حزبه بأكادير حرفيا: "ثقافتنا يا معشر القوم لا تعرفونها. ما تخوفونا لا بسجن لا بقتل. ابن تيمية رحمه الله علمنا أن نقول "أنا جنتي في صدري أحملها معي أينما ذهبت فسجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة"، افعلوا ما بدا لكم. تايسحاب ليكم بأننا غادي نتنكرو لعلماء الأمة نحن لا نتنكر لابن تيمية رحمه الله").
عزيز الدادسي