ظهر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في صورة مع المصحف الشريف وسبحة، وذلك على مقربة من الانتخابات التشريعية، في حركة اعتبرها الكثيرون استغلالا بشعا للدين الحنيف في المنافسة السياسية، التي ينبغي أن تنصب على البرامج القادرة على إخراج الوضع الاقتصادي من الأزمة، بدل التستر وراء الشعارات الدينية المشتركة بين جميع المغاربة.
ويعتبر عبد الإله بنكيران الزعيم السياسي الوحيد الذي يستغل المصحف الشريف في حملاته الانتخابية بطرق كثيرة، خطيرة وملتوية، فتارة يخرج من الخطاب السياسي إلى الوعظ الذي يحيل الناس على أن أعضاء الحزب الإسلامي هم المؤمنون والباقي من الخارجين عن طاعة الله، ويختلط لدى المغربي الالتزام الديني بالصدق رغم أنه من الأخطاء الفادحة، فكم من أصحاب اللحي هم لصوص من أكبر اللصوص.
وسارت أغلب التعليقات على الصورة في منحى إدانة هذا السلوك، وقال بعضهم إن "على رئيس الحكومة أن يستر نفسه كيف يجتمع كتاب الله بالفساد الأخلاقي الذي يمارسه أتباعه وما خفي أعظم"، وجاء تعليق آخر :"كيف يجمع رئيس الحكومة بين كتاب الله الذي يدعو إلى العدل، وبنكيران سحق الشعب ومنح الامتيازات لأعضاء حزبه؟".
وجاء في تعليق على الصورة قوله تعالى على لسان موسى: " هي عصاي أَتوكأُ عليها وأَهش بها على غنمي ولي فيها مآَرب أُخرى"، وهي إشارة إلى استخدام بنكيران للدين لقضاء اشياء أخرى غير الارتباط بالاله عز وجل..
وذهب كثيرون إلى نقاش عميق حيث شبهه البعض بعمرو بن العاص، الذي أوحى لمعاوية بن أبي سفيان برفع المصاحف فوق أسنة الرماح في معركة صفين، وهي المعركة التي أسست للانحراف في التاريخ الإسلامي بعد أن انطلت الحيلة على كثير من الناس، بل هي الأساس في ظهور الخوارج أسلاف الوهابية وداعش.
رفع المصحف هو الحجاب الذي يرفعه السياسيون المحتالون في وجه الشعب حتى يخفوا عنهم الحقيقة نظرا للقداسة التي يحتلها المصحف في نفوس المسلمين، لكن من خلاله يمكن ممارسة أبشع أنواع المكر والخديعة.