أي أزمة أصابت الأحزاب السياسية ؟.. جهة بني ملال خنيفرة نموذجا
هو الوجود، المهام والرهانات، يظهر أن لا أحد من السياسيين البارزين يريد أن يتحدث بعمق، وبتحليل بنيوي شامل عن المشهد الحزبي بالجهة، وعن مسؤولياته ومهامه الإجتماعية والثقافية والسياسية والإقتصادية، التي يجب أن يضطلع به كمكون وكفاعل أساسي ، ولا أحد يريد كذلك إجراء تشريح تحليلي صريح لاستمرار قبول الأطراف المعنية بهذا الوضع غير السليم، و يهدد المهام المبهمة وغير الواضحة للأحزاب السياسية.
هل هي أحزاب للتربية والتأطير السياسي وإنتاج النخب الفعالة، وذات كفاءات؟، أم هي أحزاب تتمتع بامتياز منح التزكيات والمشاركة في إدارة الحملات الإنتخابية؟، حتى امتياز توقيع التزكيات يتم لصالح أناس هم مواطنون طبعا، ولكن الاغلبية الساحقة منهم لا تتوفر فيهم معايير الإطار المناسب.
ما هو يقيني، أن اختيار ممثلي الأحزاب السياسية ومنحهم التزكيات تخضع لمعايير وحسابات بعيدة تماما عن فلسفة واستراتيجية البرامج الحزبية، بعيدة كذلك عن خطط الحزب في الرفع من مستوى أطره، والدفع بها لغمار المسؤولية المؤطرة، والمراقبة في مراحلها من المناقشة الى منح التزكية الى الحملة الإنتخابية.
إن فعل الإجتهاد في طرح أطروحات تتضمن هواجس ورهانات وقضايا وأفعالا وهموما تتعلق بالمواطن، وبالقناعات وباستراتيجية وخطط التطور، وبالتقييم والمحاسبة والإصلاح وشيء من هذا القبيل، لا يحتل مكانة ضمن فكر جعل المهتمين والمعنيين بالشأن الحزبي والشأن السياسي يرتكنون الى الهامش والزاوية المتأخره منه.
لذلك فالفاعلين في الحقل الحزبي والساحة السياسية معنيين بتحمل مسؤوليتهم اتجاه الشعب والوطن.
وفي ذروة هذه الأزمة الحزبية والخطاب السياسي، على المسؤولين أيا كان موقعهم العمل على قدم وساق بفتح الحوار والنقاش حول الأحزاب السياسية، ومناقشة مسؤولية وأمانة الشأن الحزبي بصدق وكرامة...
أزيلال الحرة