زركان بأيت عبدي.. أو المنطقة التي لا يعرف سكانها ما يريدون؟؟
نظم سكان دوار زركان بأيت عبدي صباح اليوم الإثنين 18 أبريل 2016 مسيرة إحتجاجية مشيا على الإقدام، صوب ولاية الجهة للشكوى من التهميش؟؟؟، و ليست صوب عمالة أزيلال لشكر مسؤوليها على ما قدموه من مشاريع ضخمة بالملايير ومساعدات..
منطقة أيت عبدي التي دوار زركان أحد دواويرها الواقعة بتراب جماعة زاوية أحنصال إقليم أزيلال، على الحدود مع إملشيل إقليم ميدلت، كانت قبل سنوات قليلة أبرز عناوين الصحف الورقية والإلكترونية..، حقيقة تعاطفنا معها وأسلنا الكثير من المداد، كما وفرة مداد زملائنا بمنابر عدة، غير أنها في الوقت الراهن لم تعد تحظى بذاك الإهتمام بعد تحقق مطالبها التي ألحت عليها، ورصدت لها ملايين الدراهم، لم تحظى بها جملة واحدة منطقة أخرى بتراب الإقليم أو بالتراب الوطني.
موازاة مع دعم سكان أيت عبدي بالمشاريع المدرة للدخل..، استفادت دواويرها بعدما كانت في السابق تعيش في عزلة تامة من مشروع الطريق المعبدة، التي كانت أحد أهم مطالبها، أنجزت رغم صعوبة التضاريس على مسافة تتجاوز بقليل 40 كلم، بتكلفة تدنو 12 مليار سنتيم. كما استفادت من بناء مدرسة جماعاتية بمواصفاة جيدة، ومستشفى مجهز، والتزود بالماء والكهرباء ...
لقد حظيت دواوير أيت عبدي باهتمام كبير لم تحظى به من قبل منطقة أخرى بالإقليم، فعلاوة على الزيارات العاملية المتكررة للمنطقة للوقوف على حاجيات السكان عن كثب وبلورتها في مشاريع واقعية، ألفت المنطقة أيضا المساعدات الإنسانية من الأغطية والملابس والمواد الغذائية، تنقل إليهم برا وجوا في فصل الشتاء بتكلفة باهضة. أطنان من المساعدات و خدمات طبية وحملات و مستشفى عسكري، استعملت فبها المروحيات لنقلهم من مناطقهم للتداوي جراء محاصرتهم بالثلوج.
ومما يصعب أحيانا من مأمورية إيصال الخدمات والمساعدات في فترة البرودة والحصار بالثلوج هو مشكل تشتت الساكنة، المنتشرة والمتباعدة بين سفوح الجبال والهضاب، والمتفرقة في شكل فسيفساء تطرح إشكالا اخر في مرحلة إعداد الدراسات.
في نشاطهم الفلاحي، يعتمد سكان دواوير أيت عبدي الذي دوار زركان أحدها -يقدر عددهم بحوالي 4000 نسمة- على تربية الماشية وخصوصا الماعز، بين الجبال والغابات الرعاة يتنقلون بحثا عن الأراضي الخصبة التي توفر العشب والماء للقطعان، التي يتجاوز عدد رؤوسها في الأدنى 400 أو 500 رأس ماعز للفرد أو الراعي الواحد، وهو النشاط الفلاحي الوحيد بالمنطقة.
وللتذكير وعلى سبل المثال..، ففي إطار برنامج تنمية المناطق النائية والمعزولة، تم بناء الطريق الرابطة بين الطريق الجهوية رقم 302 ودواوير ايت عبدي بجماعة زاوية أحنصال ، بتمويل من جهة تادلة أزيلال والمديرية العامة للجماعات المحلية والمجلس الإقليمي لأزيلال، والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل بازيلال مسؤولة على تتبع ومراقبة الأشغال. طريق يبلغ طولها 42,5 كلم ،و عرض ب6 أمتار والقارعة ب4 أمتار، مارة عبر ماسكو ، تغنبوت ،أوجا ،ايمدر ،تافراوت ، تنتامين.
كما تم تخصيص مليار سنتيم لبناء المدرسة الجماعاتية التي تتكون من مدرسة وداخلية وسكن للمدير والأساتذة، ووحدة للتخزين والتزود بالماء الصالح للشرب، علاوة على بناء مركب إداري وتهيئة مدرج لهبوط المروحيات مزود بأدوات الاتصال.
ومن أجل الرفع من المستوى المعيشي للعنصر البشري بالمنطقة ، استفاد السكان من مشاريع أخرى مدرة للدخل، كتربية الماعز والنحل ، وتسلم الدعم بالأشجار المثمرة..، مشاريع كبرى أتت في إطار سياسة الحكومة لفك العزلة عن الساكنة المتواجدة بالقرى الجبلية بإقليم أزيلال، ومجهودات جبارة للسلطات الإقليمية لتسهيل عملية الولوج وإيصال الخدمات الصحية والاجتماعية ومد يد العون للحالات المستعجلة...
إذن عن أي تهميش يسري سكان زركان الى الولاية مشيا على الأقدام..؟؟ أم هم سكان لا يعرفون ما يريدون..؟؟.
متابعة/ أزيلال الحرة