حلفاء البي جيدي يسيطرون على الإعلام العمومي
يتصدر حلفاء حزب العدالة والتنمية المغربي قائمة المتدخلين والمستضافين في وسائل الاتصال السمعية والسمعية البصرية العمومية، بالنظر الى قائمة الاسماء و طبيعة كلام المتحدثين في الإعلام السمعي، أو من الوجوه المستضافة على مستوى الإعلام السمعي البصري ، والمقصود بالحلفاء في مقالتنا المتواضعة هذه، حليفه فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ أي مَنْ يَلْزَمُهُ وَلاَ يُفَارِقُهُ فِي كُلِّ الحَالاَت..
وقد سبق للهيئة العليا للإتصال السمعي البصري أن نبهت منذ سنتين الى ذلك، معتبرة أن المدة الزمنية الإجمالية لمداخلات الشخصيات العمومية فاقت 73 ساعة (73 س و58ث)، وأن نتائج تتبع الحصص الأربع (أي الحكومة والأغلبية البرلمانية والمعارضة البرلمانية والأحزاب غير الممثلة في البرلمان)، تبين وجود "تفاوت بين وسائل الاتصال السمعي البصري من حيث احترام مبدأ الإنصاف".
وتضيف الهيئة أن حصة الحكومة وأحزاب الأغلبية البرلمانية، في القنوات التلفزيونية، بلغت نسبة 83,26 في المائة من مجمل مداخلات الحصص الأربع، ممثلة مدة زمنية بلغت 19 ساعة و6 دقائق و24 ثانية، مقابل 3 ساعات و21 دقيقة و5 ثوان لأحزاب المعارضة البرلمانية، وأقل من نصف ساعة للأحزاب غير الممثلة في البرلمان، وهي حصة تجاوزت ضعف مداخلات المعارضة البرلمانية في هذا الصنف من الإعلام.
من جانب آخر، يستفيد أتباع البي جيدي من إستدعاءات متوالية لبرامج حوارية على مستوى الإعلام السمعي بحصة تتجاوز أتباع باقي الفرقاء السياسيين مما يفرض سيطرة الفكر الوحيد، ويبتعد بالمغرب عن التعدد، و مما يخلق حيفا كبيرا لا يسمح بفتح المجال لباقي المؤسسات للتعبير عن رأيها.
وفي سياق النهوض بوسائل الإتصال ، تبقى مسألة الدعم المادي للإعلام الورقي و الإلكتروني مقتصرة على البعض فقط و مسألة عالقة في الوحل بين قوسين، ومعنويا في الترويج لبعض وسائل الإعلام دون أخرى بمعيار التبعية والمرجعية الحزبية، سياق ألقى بظلاله في نسبة مشاركة الإعلاميين والمنابر الممثلة في إعداد الأسس والنظم القانونية، مما يوحي بفشل تجربة وزير الإتصال التي لا تساير التطور الحاصل في مجال الإعلام خاصة في شقه الرقمي، الذي يسر الإتصال والإعلام كذلك بالمنابر الدولية ولو بأسماء مستعارة، لا يمكن منعها بمقتضى العهود الدولية مادامت لا تخالف النظام العام وثوابت الأمة...
أزيلال الحرة