راسلونا عبر البريد الالكتروني: [email protected]         لمحات من تاريخنا المعاصر.. التعريب الإيديولوجي في المغرب             بني ملال.. احتجاج الممرضين المتعاقدين للمطالبة بالإدماج في قطاع الصحة             الجزائر.. حالة ترقب وردود فعل محتشمة عقب تقديم موعد الانتخابات الرئاسية             أمطار وثلوج متوقعة ابتداء من يوم الجمعة بعدد من مناطق المغرب             أزيلال: اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية تصادق على عدة مشاريع تنموية             مباراة باهتة لأسود الأطلس أمام منتخب موريتانيا             المسطرة المدنية.. نقاش داخل البرلمان ومطالب بتحديث الترسانة القانونية             عودة الثلوج الى مرتفعات إقليم أزيلال وعملية إزاحتها من الطرقات مستمرة             التحديات التي تواجه الشباب المغربي في سوق العمل             نظام امتحان السياقة الجديد يتسبب في رسوب 90 % من المترشحين بعدد من المدن             إختلاق جريــمة وهمية للرفع من نسبة المشاهدة تقود المُنشط             الاتجار بالبشر.. توقيف ثلاثة أشخاص تورطوا في الاختطاف والاحتجاز             التساقطات المطرية.. سد تانسيفت يسجل أعلى نسبة ملء على الصعيد الوطني             الزيادة في الأجور.. صرف الشطر الأول لرجال ونساء التعليم             انـتحار عون سلطة في ظروف غامضة             روسيا: بدء محاكمة متورطين في العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل137 شخصا بموسكو             المغرب: بوابة الثقافات والتنوع الطبيعي             تفاهة التلفزة المغربية في رمضان والتربية على "التكليخة"             نشرة إنذارية..هبات رياح قوية مع تطاير للغبار اليوم السبت وغدا الأحد             بعد اتهامها بالسرقة.. علامة تجارية فرنسية تسحب “البلغة” من متاجرها             اليوم العالمي لمكافحة السل..أرقام وتفاصيل حول الوباء المدمر             امتحانات الباكلوريا..على المترشحين تدقيق معطياتهم عبر الخدمة الإلكترونية             المملكة المغربية تدين “بشدة” العملية الإرهابية التي تم تنفيذها قرب موسكو             أزيلال: عامل الإقليم يؤدي صلاة الجمعة بالمسجد الجديد بجماعة تاونزة ويقدم واجب العزاء لأسرة أحد ضحايا الحادث الأليم             المنتخب المغربي ضد أنغولا.. فوز صغير وأداء مقنع             ما هذا المستوى؟                                                                                                                                                                                                                                                           
 
كاريكاتير

 
مواقـــــــــــــــف

لمحات من تاريخنا المعاصر.. التعريب الإيديولوجي في المغرب


تفاهة التلفزة المغربية في رمضان والتربية على "التكليخة"


التنمية البشرية.. الخروج من المأزق


الفن الساقط


اكتمال بدر استهداف وتشويه رجال التعليم

 
أدسنس
 
حـــــــــــــــوادث

ارتفاع عدد قتلى حادثة السير المميتة بإقليم أزيلال إلى11

 
سياحـــــــــــــــة

عدد السياح الوافدين على المغرب بلغ 6,5 مليون سائح عند متم يونيو 2023

 
دوليـــــــــــــــــة

روسيا: بدء محاكمة متورطين في العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل137 شخصا بموسكو

 
خدمات الجريدة
 

»   مواقع صديقة

 
 

»   سجل الزوار

 
 

»  راسلونا عبر البريد الالكتروني : [email protected]

 
 
ملفــــــــــــــــات

نيويورك.. التنديد بانتهاكات حقوق النساء في مخيمات تندوف

 
وطنيـــــــــــــــــة

العقار في المغرب..ارتفاع في الأسعار خلال سنة 2023 مقارنة مع السنوات الماضية

 
جــهـــــــــــــــات

بني ملال.. احتجاج الممرضين المتعاقدين للمطالبة بالإدماج في قطاع الصحة

 
 

لقاء تربوي بمدرسة الصومعة ببني ملال


أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 01 يناير 2016 الساعة 41 : 19


 

لقاء تربوي بمدرسة الصومعة ببني ملال

 

في إطار تنفيذ وتنزيل برنامجه السنوي للموسم الدراسي 2015/2016 م، أشرف السيد محمد صالح حسينة المفتش الممتاز بنيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بنيابة بني ملال على تنشيط فقرات ندوة الصومعة المؤجلة عن 31 أكتوبر 2015 م.


جرت أطوار هذه الندوة بقاعة جميلة اتخذت جميع الاحتياطات ليكون التنظيم جيدا، ولتمر عمليات التنشيط في أجواء تواصلية مفيدة.


وكعادته تطرق الأستاذ محمد صالح لمختلف القضايا التربوية التي تشغل الرأي العام المغربي، و تهم الأستاذات والأساتذة على وجه الخصوص.


وهكذا ذكر السيد المفتش بالمعيقات التي حالت دون تنزيل البرنامج الاستعجالي تنزيلا تاما، كما توقف عند الإكراهات التي حالت دون تنفيذ الميثاق الوطني للتربية والتكوين ــ روحا ومضمونا ــ في الآجال التي كانت مقررة لذلك.


واستعرض بالتفصيل أسباب مقاومة التغيير في العالم العربي، وأشار بالخصوص إلى:

  1. 1. في المغرب هناك دائما صراع بين القديم والجديد، والغلبة تكون في النهاية لمصلحة القديم الذي يتشبث به الناس نظرا لعدم وضوح الجديد أمامهم وضبابية آفاق ما بعد التغيير.

  2. 2.  في المغرب هناك تنزيل للخطاب ولا شيء سوى الخطاب... خطاب يتداوله العامة قبل الخاصة، ويزاد فيه وينتقص منه... ويخضع لتفسيرات ذاتية عشوائية هنا وهناك... وعندما تأتي لحظة التفعيل الحقيقية وتدق ساعة الصفر، نجد أن ذلك الخطاب طاله التشويش وغشيته الضبابية... ويعزى ذلك ــ حسب السيد المفتش ــ إلى غياب ثقافة التشاور والتتبع.

  3. 3.  سيطرة بعض الشخصيات المرضية المتواجدة في مركز القرارات – مع العلم أنها مضطربة على مستوى اللاشعور... فهي إما شخصيات سلبية عدوانية أو أنانية أو هيستيرية... كما أن الغلبة في الميدان تؤول لمصلحة "هواة الرفض" الذين يتخذون من "نظرية المؤامرة" ذريعة لطرد أي تطور ومحاربة أي جديد.

  4. 4. الإنسان بطبعه يسعى إلى محاربة أي مشروع، ولو كان إيجابيا، ما لم يشرك في إعداده. وهذا ما أسماه الأستاذ المفتش "تغييب المنهجية الديمقراطية" عندما أنحى باللائمة على المجلس الأعلى للتعليم الذي يعقد لقاءاته التشاورية بالولايات والعمالات بعيدا عن قاعات الأكاديميات والنيابات... وعندما يحين وقت المحاسبة والتنفيذ ينفض الكل من حوله، ولن يجد إلا الأبواب المفتوحة للمؤسسات التربوية غير موصدة في وجهه... وسيتهرب كل من خطب ودهم بالولايات والعمالات وسيفر إلى أطر التعليم من أساتذة ورؤساء مؤسسات ومصالح ومفتشين ونواب... لإنقاذ ما يمكن إنقاده.

  5. 5.انتقاد السيد المفتش التربوي للوبي الفرنكفوني المهيمن على بلادنا اقتصاديا وفكريا فهو يوجهنا حيثما كانت مصلحته... فالفرنسية كلغة تراجعت أسهمها في "بورصة اللغات"، وتجاوزتها لغات عريقة مثل العربية التي تحتل المرتبة الرابعة بمجلس الأمن الدولي، في حين نجد أن اللغة الفرنسية تقهقرت إلى الرتبة التاسعة... وتبقى السيادة للغة الإنجليزية كلغة للتعليم والتعلم... ويمكن للفرنسية أن تقاوم هذا "المد العولمي اللغوي" ولكن ليس على حساب السواد الأعظم من شعوبنا وأمتنا... فالمشكل هنا ليس في تعدد اللغات، فهذا مطلب تربوي صرف لأن من مبادئ التعلم: تعلم المتعلم كيفية الانسجام... والانسجام أي التناغم والتواصل لا يكون مع أبناء بني ملال فقط، وإنما مع أطفال وشبان وكبار البيئة القريبة ومع أمثال هؤلاء بالجهة، ومع الإنسان المغربي والعربي والعالمي... لأن العالم أصبح في قاموس العولمة "قرية كبيرة"... ولكن المشكلة تكمن في نوعية اللغة المختارة.

  6. 6.في المغرب، كما في العالم، يخاف الإنسان التغيير لأنه سيفضح سلوكاته السلبية، وسيضعه في قفص الاتهام... خاصة إذا كانت ملامح التغيير غير مفهومة، ومعايير التجديد متداخلة ومبهمة.

  7. 7. في المغرب، كما في العالم، هناك أشخاص يعرفون من أين تؤكل الكتف، يبحثون عن الجاهز، يؤمنون بالحظ إلى حد التقديس، لذلك فهم يعادون كل جهة تدعوهم إلى تغيير ما بأنفسهم، ويعارضون كل تجديد ضدا في الجهة القائمة عليه.

  8. 8.  في المغرب، كما في العالم، الإنسان عدو ما يجهل، وكل تغيير يعد صعب التقبل، ومؤلما لو قبلناه، ومناقشته إنما تعني توقيف أو إبطال مفعوله الإيجابي والاكتفاء بالترميم عوض الإصلاح المتطور، والحفاظ على النسق دون زعزعته أو إزاحته.

أشار السيد المفتش إلى بعض الظواهر السلبية في النظام التربوي المغربي:

  1. 1. عدم إيلاء التعبير الشفهي ما يستحقه من عناية، فهو القنطرة المؤدية إلى نماء الكفاية الشفوية، وهو الرافد الذي يزودها بالموارد، ويمنحها الرصيد الملائم لغويا... فوعاء الكفاية الشفوية يبقى فارغا ما لم نعمل على صب التعبير الشفوي بمحاوره ونصوصه ومفاهيمه في الإناء الكبير للكفاية.

  2. 2.التركيز على الكفاية الكتابية دون الالتفات إلى الكفاية الشفهية، وهو تحصيل حاصل ما دام الأمر مرتبطا بالتقصير في الشفوي.

  3. 3.اعتبار القراءة مكونا مخصصا للقراءة أي فك رموز معينة دون التوقف عند معناها أي فهم المقصود منها باستغلال الصورة التي تعد فرصة تمكن المتعلمين من إخراج تمثلاتهم إلى حيز الوجود، كما تتيح لهم إمكانية طرح فرضياتهم، فلكي نقرأ لابد أن نفهم ... فالفهم شرط ضروري للتعلم.

  4. 4.العض بالنواجذ على المعارف، واعتبار الكتاب المدرسي "وثيقة مقدسة"، بحيث يغدو الأستاذ تابعا لها، منقادا إلى قيمها دون نقد منهجي... والأصلح أن الأستاذ يتعامل مع منهاج وليس مع كتاب... لذلك فتحويل المعارف ونقلها ديداكتيكيا من برجها العلمي العاجي إلى واقع الفصل الدراسي أمر مرغوب فيه ومشجع عليه.

  5. 5. الحنين إلى التجزيء والتشبث به، والواقع يؤكد أن المشكل لا يكمن في بلوغ الأهداف لدى المتعلمين بل في كيفية الارتقاء بهم نحو الكفاية أي معرفة التصرف. ولهذا يبقى انتقاء وضعيات- مشاكل للتوليف والربط والتركيب ضروريا للتحكم تدريجيا في الكفاية مع احترام معاييرها واستحضار مؤشرات هذه المعايير.

6.  التنمية لا تنتظر توفير الشروط كما يطرح دائما في اجتماعاتنا، فعندما يريد الإنسان تحقيق أهدافه ويصر عليها فإنه حتما سيحققها، فليس من الضرورة أن يكون الريش جيدا ليكون الطائر جيدا – حسب تعبير ونستون تشرشل - ... والنجاح لا يقاس بالموقع الذي تبوأه الإنسان في حياته، ولكن يقاس بالصعاب التي تغلب عليها... ونجاح المدرسة ليس في نجاح المتفوقين - فهؤلاء سينجحون حتما – و لكن بمدى قدرة المدرسة التعليمية على تجاوز صعوبات المتعثرين... وإلقاء اللوم على الأساتذة السابقين أو على الوزارة أو على المحيط لا يعفي الأستاذ من أن يكون مسؤولا ومصاحبا وإنسانا لا يقلق ولا ينهزم أمام تقصير أو ضعف الآخرين.


وبعد استراحة فطور نظمتها المؤسسة المستقبلة على شرف الأساتذة والأستاذات القادمين من: م/م آيت بوجو - م/م آيت عمير - م/م لقراقب - م/م الظهرة - م/م امغيلة - م أولاد يعيش - م القاضي عياض – م.الهدى أطلس - م أورير – م/م القرية النموذجية - م الصومعة - م الأطلس ومدرسة الأمل.


وهم يمثلون المستويات 3 و 4 و 5 و 6 بالمؤسسات السالفة الذكر، وقد تجاوز عددهم 70 (سبعين) أستاذا وأستاذة.


وقد وقع اختيار السيد المفتش على هذه المؤسسة أولا للتعريف بها، فجل الحاضرين كانوا يجهلون موقعها مع العلم أنهم يسمعون بها.


وثانيا لأن الأستاذ محمد صالح حسينة هو أحد خريجي هذه المؤسسة ذات الماضي التليد... إذ نال بها شهادة الدروس الابتدائية.


وثالثا لأن هذه المؤسسة تمتاز بموقعها المتميز، وجمالية موقعها زادته أغراسها وأشجارها جمالا.

 

وقد شاهدنا تعبئة ملموسة لكل أطر المؤسسة بقيادة مديرها، بغية إنجاح هذه التظاهرة التربوية.

بعد هذه الاستراحة عاد الأساتذة إلى قاعة التكوين، حيث قدم لهم السيد المفتش الأستاذ المصطفى العافي ابن الصومعة وأحد العناصر التربوية التي أبلت البلاء الحسن في قطاع التربية والتكوين... حيث قدم عرضا جامعا مانعا حول "منهجية التدريس بالابتدائي" خاصة إذا علمنا أن المنهجية تعد رافضا مهما من روافد المردودية، فلكي تنجح في عملك لا يكفي أن تعرف فقط، بل أن تكون ذا مهارات وصاحب منهجية ونظرة علمية ثاقبة.


تحدث الأستاذ المصطفى ادريس العافي عن  منهجية التدريس كما يلي:


  1. 1. موجهات عامة لتدريس اللغة العربية
  2. 2. منهجية التدريس بالمستوى الرابع ابتدائي
  3. 3.  علاقة المنهجية بالديداكتيك والبيداغوجيا
  4. 4.  تفاصيل منهجية التدريس في:

4.1.  القراءة

4.2. التراكيب

  1. 5. صعوبات التدريس
  2. 6. اقتراحات وخلاصات


وقد أشاد الأساتذة بزميلهم السيد المصطفى مولاي ادريس وثمنوا جاهزيته وحسن تدبيره لعرضه...

 

وبعد ذلك تدخل السيد المفتش ليدلي ببعض المستملحات التي تضفي على أجواء اللقاء مسحة تنشيطية مريحة.. قبل أن يعطي الكلمة للأستاذ المقتدر السيد نورالدين الفرخ، أستاذ التعليم الابتدائي، والمختص في الإعلاميات بجهة خنيفرة - بني ملال حيث يقوم بتكوين وتأهيل الأساتذة والأستاذات لاجتياز امتحانات Microsoft Office Specialist (MOS). وقد وصفه السيد المفتش بالشاب القادر على اختراق المستقبل بتفاؤل نظرا للمخزون النفسي والعلمي الذي يختزنه، وهو قابل للتطور الإيجابي في حالة ما إذا فجّر ولو قدرا يسيرا من طاقته الكامنة، وقد قدم عرضا علميا حول "الذكاءات المتعددة".

 

وقد برمج الأستاذ محمد صالح حسينة هذا الموضوع في هذه الأوقات بالضبط لأننا على أبواب نهاية الأسدوس الأول وبعض الأساتذة - من طبعهم – دائما ما يشيرون بأصابع الاتهام إلى الأطفال الأبرياء... ولا يريد الأستاذ محمد حسينة أن يكون التلميذ كبش فداء، خاصة وأن المبدأ العام هو: "إن المتعلم قادر على التعلم وقابل له إذا توفرت له شروط التعلم".

 

وقد جاء عرض الأستاذ السيد نورالدين محمد الفرخ على الشكل الآتي:


I. مدخل

إن هذا الاهتمام الكبير بالعقل البشري وإمكاناته وأساليب نموّه وتطويره، يبرز لنا بدون شك، ملامح المنظومة التربوية المميزة لمستهل الألفية الثالثة؛ فهي منظومة تراهن على تفتيح عقول المتعلمين ورعايتها، لتكون في مستوى تطلعات مجتمعاتها، وتلعب دوراً فعّالاً في مجتمع ما بعد الصناعة، وذلك يتطلّب من الفرد أسلوباً عالياً من التكيّف المعرفي. وسعياً لتحقيق ذلك، اتّجهت الجهود نحو التخطيط، لتطوير المناهج الدراسية وبنائها على أسس نتائج المعطيات العلمية للدراسات السيكولوجية المعاصرة، وبخاصة في ميدان علم النفس المعرفي.


وقد واكب البحث في تطوير المناهج الدراسية، تحليل ودراسة آليات التعلم، حيث اشتهرت نظرية الذكاءات المتعددة.Multiple intelligences theory""


  1. II.  نشأة نظرية الذكاءات المتعددة

في عام 1979 طلبت مؤسسة "فان لير" Bernard Van Leer(1) من جامعة "هارفارد" Harvard القيام بإنجاز بحث علمي يستهدف تقييم وضعية المعارف العلمية المهتمة بالإمكانات الذهنية للإنسان وإبراز مدى تحقيق هذه الإمكانات واستغلالها، وفي هذا الإطار بدأ فريق من العاملين المختصين بالجامعة أبحاثهم التي استغرقت عدة سنوات، قصد استطلاع وكشف مدى تحقيق هذه الإمكانات على أرض الواقع. وهكذا تمّ البحث في مجال التاريخ الإنساني والفلسفي وعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية.


III. الباحثون الذين ساهموا في هذه الدراسة

"جيرالد ليسر" Gerald.S.Lesser، وهو مربٍ وعالم نفس (رئيس فريق مشروع البحث)؛

"هاورد جاردنر". Gardner H، وهو أستاذ لعلم النفس التربوي مهتم بدراسة مواهب الأطفال وأسباب غيابها لدى الراشدين الذين حدثت لهم بعض الحوادث التي تسببت في إحداث تلف بالدماغ؛

"إسرائيل شيفلر" Israel Scheffler، فيلسوف اشتغل في مجال فلسفة التربية وفلسفة العلوم؛

"روبير لافين" Robert La Vine المختص في علم الانثروبولوجيا الاجتماعية والمعروف بأبحاثه في الصحراء الأفريقية والمكسيك حول الأسرة وطبيعية المساعدة المقدمة للأطفال فيها؛

"ميري وايت" Merry White العالمة الاجتماعية المختصة في التربية بالمجتمع الياباني ودراسة الأدوار التربوية للأفراد في العالم الثالث.

إن نظرة سريعة إلى الاختصاصات العلمية لأفراد هذا الفريق الذي تصدى لدراسة إمكانات الذهن البشري، تبين بوضوح اختلاف تخصصاتهم وتوسعها وعمقها، الشيء الذي يعكس طموح المشروع، وكذلك دور كل واحد منهم في إنجاح مشروع البحث والوصول إلى اكتشاف نظرية الذكاءات المتعددة.


  1. IV. مفهوم نظرية الذكاءات المتعددة

يقترح جاردنير Gardner (1983) مقاربة جديدة للذكاء، مختلفة عن المقاربة التقليدية - المعامل العقلي - Q.I))، وهي مقاربة مبنية على تصور جذري للذهن البشري، وتقود إلى مفهوم تطبيقي جديد ومختلف للممارسة التربوية والتعليمية في المدرسة.


إن الأمر يتعلق بتصور تعددي للذكاء، تصور يأخذ بعين الاعتبار مختلف أشكال نشاط الإنسان، وهو تصور يعترف باختلافاتنا الذهنية وبالأساليب المتناقضة الموجودة في سلوك الذهن البشري.

 

إن هذا النموذج الجديد للذكاء يستند على الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال علوم الذهن وعلم الأعصاب، وقد أطلقت على هذه المقاربة اسم "نظرية الذكاءات المتعددة" Intelligences multiples.


  1. V. الأسس العلمية لنظرية الذكاءات المتعددة

يرى جاردنر صاحب هذه النظرية أن ما يذهب إليه من وجود عدة ذكاءات يجد أسسه في ثقافة الشخص، وفي فيزيولوجيته العصبية. فالذكاءات الثمانية التي تقول بها نظريته لها سند علمي في الأسس البيو-ثقافية للفرد، والتي هي بمثابة معايير للاستدلال على وجودها. فليس يكفي انتشار ممارسات ثقافية لدى شخص ما، للتعبير عن وجود ذكاء معين لديه، وإنما لا بد من تحديدٍ موضعي للخلايا العصبية التي تشغلها تلك الممارسات في الدماغ، وهذا ما يميز نظريته عن الأفكار والآراء السابقة في الموضوع، والتي قالت بوجود ملكات أو قدرات متعددة، دون سند أو حجج علمية تجريبية.


  1. VI. الذكاءات المتعددة الثمانية

1. الذكاء اللغوي: وهو القدرة على إنتاج وتأويل مجموعة من العلامات المساعدة على نقل معلومات لها دلالة. إن صاحب هذا الذكاء يبدي السهولة في إنتاج اللغة، والإحساس بالفرق بين الكلمات وترتيبها وإيقاعها.


إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء، يحبون القراءة والكتابة ورواية القصص، كما أن لهم قدرة كبيرة على تذكر الأسماء والأماكن والتواريخ والأشياء القليلة الأهمية.


2.الذكاء المنطقي ـ الرياضي: يغطي هذا الذكاء مجمل القدرات الذهنية، التي تتيح للشخص ملاحظة واستنباط ووضع العديد من الفروض الضرورية للسيرورة المتبعة لإيجاد الحلول للمشكلات، وكذا القدرة على التعرف على الرسوم البيانية والعلاقات التجريدية والتصرف فيها.


إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء، يتمتعون بموهبة حل المشاكل، ولهم قدرة عالية على التفكير، فهم يطرحون أسئلة بشكل منطقي ويمكنهم أن يتفوقوا في المنطق المرتبط بالعلوم وبحل المشاكل.

 

3. الذكاء التفاعلي: يفيد هذا الذكاء صاحبه على فهم الآخرين، وتحديد رغباتهم ومشاريعهم وحوافزهم ونواياهم والعمل معهم، كما أن لصاحبه القدرة على العمل بفاعلية مع الآخرين.


إن المتعلّمين الذين لهم هذا الذكاء يجدون ضالتهم في العمل الجماعي، ولهم القدرة على لعب دور الزعامة والتنظيم والتواصل والوساطة والمفاوضات.


4. الذكاء الذاتي: يتمحور حول تأمل الشخص لذاته، وفهمه لها، وحب العمل بمفرده، والقدرة على فهمه لانفعالاته وأهدافه ونواياه، إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء يتمتعون بإحساس قوي بالأنا، ولهم ثقة كبيرة بالنفس، ويحبذون العمل منفردين، ولهم إحساسات قوية بقدراتهم الذاتية ومهارتهم الشخصية.


5.  الذكاء الجسمي ـ الحركي: يسمح هذا الذكاء لصاحبه باستعمال الجسم لحل المشكلات، والقيام ببعض الأعمال، والتعبير عن الأفكار والأحاسيس. إن التلاميذ الذين يتمتعون بهذه القدرة يتفوقون في الأنشطة البدنية، وفي التنسيق بين المرئي والحركي، وعندهم ميولٌ للحركة ولمس الأشياء.


6.  الذكاء الموسيقي: تسمح هذه القدرة الذهنية لصاحبها بالقيام بتشخيص دقيق للنغمات الموسيقية، وإدراك إيقاعها الزمني، والإحساس بالمقامات الموسيقية وجرس الأصوات وإيقاعها، وكذا الانفعال بالآثار العاطفية لهذه العناصر الموسيقية. نجد هذا الذكاء عند المتعلمين الذين يستطيعون تذكر الألحان والتعرف على المقامات والإيقاعات، وهذا النوع من المتعلمين يحبون الاستماع إلى الموسيقى، وعندهم إحساس كبير للأصوات المحيطة بهم.


7.  الذكاء البصري ـ الفضائي: إنه القدرة على خلق تمثلات مرئية للعالم في الفضاء وتكييفها ذهنياً وبطريقة ملموسة، كما يمكّن صاحبه من إدراك الاتجاه، والتعرف على الوجود أو الأماكن، وإبراز التفاصيل، وإدراك المجال وتكوين تمثل عنه.


إن المتعلمين الذين يتجلى لديهم هذا الذكاء محتاجون لصورة ذهنية أو صورة ملموسة لفهم المعلومات الجديدة، كما يحتاجون إلى معالجة الخرائط الجغرافية واللوحات والجداول وتعجبهم ألعاب المتاهات والمركبات. إن هؤلاء المتعلمين متفوقون في الرسم والتفكير فيه وابتكاره.


8.  الذكاء الطبيعي: يتجلى في القدرة على تحديد وتصنيف الأشياء الطبيعية من نباتات وحيوانات.إن الأطفال المتميزين بهذا الصنف من الذكاء تغريهم الكائنات الحية، ويحبون معرفة الشيء الكثير عنها، كما يحبون التواجد في الطبيعة وملاحظة مختلف كائناتها الحية.


  1. VII. خلاصة

وهكذا، ومن خلال ما تقدم، نرى أن نظرية الذكاءات المتعدِّدة عملت على إدخال هواءٍ جديد ومنعش على الصفوف الدراسية، وعلى الممارسة التعليمية بوجه خاص، وأمدّتها بنفس جديد في مطلع الألفية الثالثة، حيث أولت الاهتمام للمتعلم قبل الاهتمام بالمواد الدراسية، وأعطته الفاعلية المطلوبة والأساسية للتعلم، وقامت برعاية قدراته لتتبلور وتتفتح بشكل يحقق ذاته، كما أنها وطدت علاقة التواصل بين المعلم والمتعلم، وألغت الأحكام المسبقة على المتعلمين، ووصفهم بنعوت سلبية كلما لم يستجيبوا لإيقاعات تعليمية تعلمية معينة، كما أنها عملت على مراجعة مفاهيم الذكاء الكلاسيكية، ووضعت عوضه مفهوماً إجرائياً جديداً، يخدم المتعلم ويخدم ثقافته الاجتماعية.

 


الأستاذة  وردية  قصباوي







[email protected]

 

 التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



القضايا المغربية قضايا اجتماعية

جلالة الملك يضع بالناضور الحجر الأساس لبناء مركز لطب الإدمان بكلفة إجمالية تبلغ خمسة ملايين درهم

التوقيع بالرباط على اتفاقية للوقاية من الرشوة

كلمة الشعب المغربي دقت أخر مسمار في نعش الرافضين

حميد برادة للشرق الاوسط : نحن الاتحاديين ظلمْنا الحسن الثاني..

صحف مخابراتية جزائرية تستأجر ناشطي حركة 20 فبراير للتحريض على اقتحام القصر ومحاكمة الملك !

زيارة مرتقبة للمفتش العام للتعاون الوطني لعدد من مؤسسات الرعاية الإجتماعية بأزيلال

لطيفة العابدة تستعرض تفعيل نتائج الحوار الاجتماعي بقطاع التعليم المدرسي

قصة ادريس ونوح عليهما السلام

قناة الجزيرة القطرية أسسها أخوان فرنسيان يحملان الجنسية الإسرائيلية

لقاء تربوي بمدرسة الصومعة ببني ملال

ارتفاع عدد المستفيدين من برامج التربية غير النظامية بمديرية الفقيه بن صالح إلى 281 مستفيدا ومستفيدة

ندوة وطنية بمراكش حول البناء النسقي لدرس التربية الإسلامية





 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  كاريكاتير

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  مجتمــــــــــــــــع

 
 

»  سياســــــــــــــة

 
 

»  تكافـــــــــــــــــل

 
 

»  اقتصـــــــــــــــاد

 
 

»  سياحـــــــــــــــة

 
 

»  وقائــــــــــــــــــع

 
 

»  وطنيـــــــــــــــــة

 
 

»  رياضــــــــــــــــة

 
 

»  حـــــــــــــــوادث

 
 

»  بيئــــــــــــــــــــة

 
 

»  جمعيــــــــــــات

 
 

»  جـــــــــــــــــــوار

 
 

»  تربويـــــــــــــــــة

 
 

»  ثقافــــــــــــــــــة

 
 

»  قضايـــــــــــــــــا

 
 

»  ملفــــــــــــــــات

 
 

»  من الأحبــــــــــار

 
 

»  جــهـــــــــــــــات

 
 

»  مواقـــــــــــــــف

 
 

»  دوليـــــــــــــــــة

 
 

»  متابعــــــــــــــات

 
 

»  متفرقــــــــــــات

 
 
أدسنس
 
سياســــــــــــــة

انتفاضة المهمشين في برلمان الاستقلال

 
تربويـــــــــــــــــة

أزيلال: المدرسة العتيقة سيدي إبراهيم البصير تحتفي بأبنائها المتفوقين دراسيا في حفل التميز

 
صوت وصورة

ما هذا المستوى؟


الندوة الصحافية لوليد الركراكي قبل لقاء منتخب أنغولا


استمرار بكاء الصحافة الإسبانية على إبراهيم دياز


مدرعات سريعة وفتاكة تعزز صفوف القوات البرية المغربية


تصنيف الفيفا الجديد للمنتخبات

 
وقائــــــــــــــــــع

انـتحار عون سلطة في ظروف غامضة

 
مجتمــــــــــــــــع

الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بأزيلال فرصة لإبراز الأدوار الطلائعية للأم المغربية

 
متابعــــــــــــــات

إختلاق جريــمة وهمية للرفع من نسبة المشاهدة تقود المُنشط

 
البحث بالموقع
 
 شركة وصلة