أطنان من الإسمنت ومواد أخرى تبخرت أموالها في الهواء ولا حاجة لبلدية أزيلال بها
أحيانا تقع مصائب كثيرة بالأموال العمومية ويقل الجهر أو على الأقل الهمس بها في مصادر إعلامية، ويسأل المرء وهو يخاطب نفسه : هل يصح الجهر بها أو التغاضي عنها..؟ كما يفعل فلان لتأكيد محبته بسكوته عن فلان أو علان، أم هو سكوت عن مصلحة، عادة، فجورا وانحلال...، امتنانا واعترافا..
لا، لن نسكت، وهذه قناعتنا وخيارنا، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس..، ولسنا من هواة ومحترفي الكذب والتضليل من أجل المال، أو مراكمة الثروات من حقوق المواطنين...
حتى لا أذهب بعيدا، نعود لموضوع مقالتنا المتواضعة هذه، فكما سلف أن نشرنا ضمن مواد سابقة عن الخروقات والتجاوزات التي ارتكبها المجلس البلدي السابق، والتي روج ضدها بعض موالاته بداعي عدم حصولنا على دعم المهرجان الصيفي الذي حصلوا عليه..، يأتي موضوع مادتنا ليؤكد صدق كل ما سلف أن ذكرناه، وهو ما أكده أيضا المجلس الأعلى للحسابات...
معذرة قراءنا الكرام، مرة أخرى ذهبت بعيدا..، فكثرة الملفات الشائكة تحيد بقلمي..
المادة تتناول ما استنزفته بلدية أزيلال في عهد المجلس السابق من ملايين الدراهم، في مشاريع سبق أن كررنا فشلها، المادة تذكر بما تصرف فيه أيضا من ميزانيات ضخمة لم يتصرف فيها من سبقهم من المجالس الماضية، من بين هذه المشاريع ما يتعلق بالتبليط، أي ترصيص الإسمنت والحديد والرمل..الخ، ولن يمتد موضوع مادتنا إلى مجال الطرق المعبدة، و الذي سنأجله إلى وقت لاحق إنشاء الــله..
إن تبليط الأحياء بمدينة أزيلال في رأينا وفي رأي العديد من المتتبعين مشروع فاشل سيعاد بناءه آجلا أم عاجلا، فعلا لم تمض إلا سنوات قليلة حتى تآكلت وانشقت وانكسرت أجزاءها بزقاق مختلفة..، ومن هي لازالت حديثة البناء نعدكم بمصير غالبيتها في غضون الأيام المقبلة..
باعتبار أزيلال مدينة جبلية تتسم بمناخ بارد، وأهم حاضرة وتجمع سكاني بإقليم أزيلال السياحي المغري، والطامح ليكون قطب السياحية الجبلية بامتياز، يجب الإشارة أن جاذبية السياح تكون أكثر تعلقا بالتراث المحلي والثقافي والمعماري، مما يعني أن بناء أي مشروع يهدف لخدمة السياحة وجني ثمارها اقتصاديا واجتماعيا، لا بد أن يراعي الخصوصيات المحلية، هذا إن كان للقائمين على الشأن البلدي رغبة وصدق ودون مصلحة ذاتية، من أجل تحقيق الرؤى النفعية، بمفهوم المصلحة العامة...
من الصورتان المرفقتان، يبدوا حسب الوصف المجرد، أن المكان عبارة عن طبقة من الإسمنت المسلح، على ارتفاع معين من الأرض، للوقوف عليها وتجنب جريان المياه في فصل الشتاء، لكن الأمر ليس كذلك، فالصورتان اللتان إلتقطتهما عدسة أزيلال الحرة، هما لملعب واحد يقع بحي جنوب شرق المدينة، أنجزه المجلس البلدي السابق دون معايير كملعب كرة قدم( مسلح )، سرعان ما استغني عنه، وهجره الشباب للعب بمنبسط من التراب مجاور له. في نظركم: كم يقدر حجم تكلفة هذا الملعب الإسمنتي..؟.
وأنا أكتب هذه السطور المتواضعة، نبهني زميلي في هيئة تحرير الموقع ألا أنسى أطنان الإسمنت والحديد والرمال..، التي تم استنزافها فيما يحلو للبعض تسميته بالمركب "الخرافي" أي الحرفي، طبعا لم أنساه فهو الذي أخذ نصيبه من الحبر، مدونا بعناوين عريضة لعقلية استهلكت الإسمنت المسلح ومواد أخرى بشكل عشوائي، و هو ما يعني كذلك إرث مكلف و طويل وجب التخلص منه، و أن تستوعب الدرس رئيستنا الجديدة...
أزيلال الحرة