اللغة المغـربية تدخل المدرسة
بلجيكا ما كايدخل فى سياستها اللغوية حـدّ، مستقلة القرار، بطريقة حكيمة، براغماتية، رزينة كاتــّـماشى مع الواقع أو المعايش اليومي، شافت شنو هي اللغة اللي كاتــّـستعمل يوميا فى المغـرب بجانب اللغة الأمازيغية لـْـقات اللغة المغربية، ماشي العربية اللي موجودة غير فى الكتوبة أو فى مـخّ الطبــّـالة أو الغــيـّـاطة اللي ستافدوا أو باقيين كايستافدوا مـنــّـها أو ردّوها عـْـوينة المروق أو الزّبود بحال التيارات المحافظة اللي كاتفضّل الفقر، السـّـعاية أو جيوش من العبيد أو الطـّـيبين اللي كاتخدّر ليهم عقلهم بالخرايف الرّاشية من قبيل "قال فلان بن فلان عن فلان بن فلان، عن، عن، عن"، بحال شي موطور فيه الســّـعـلـة، غير "كايـعــَـنــْـن"، ما بغاش إنوض.
اللغة العربية لغة جميلة أو كانحـبــّـها، ولاكن مع كل الأسف الشديد "مشروع لغوي فاشل"، أو حتى هادوا اللي كايدافعوا عليها، بحال "حزب الفتيلة"، محمد برادة، عبدالله العروي، محمد بنيس، عبد القادر فاسي فهري إلخ من الأقلام المكــْـرية بـبيترودولارات الشرق اللي عرفنا على يدّيه لحد الآن غير تشويه الإسلام أو سمعة المسلمين فى العالم "بأسره"، التطرف الديني، الإرهاب، التخريب أو العنصرية، ما كايدافعوا فى الحقيقة هاد خيــيــّـاتـنا غير على مصالحهم، أو الغريب فى الأمر هو أن حتى بعض المنافحين على اللغة العربية بحال موسى الشامي كانوا شحال هادي من أشد المناصرين للغة الفرانساوية أو المدّ الفرنكوفوني، أو الطامة الكبرى: باقيين لحد الآن كايقرّيوْا أولادهم غير فى البعثات الأجنبية أو كايصيفطوا زرّيعتهم أتــّـابع دراستها الجامعية فى فرانسا ولا ّ فى ميريكان، أو أولاد الشعب باغيين إخنقوه، إقبـّـروه صحة فى اللغة العربية، هادي هي لغة إبـلـيـس، لأن لسانو مقسوم على جوج، فى الصباح إقول ليك "حـْـمر"، غير باش إباغتك فى العشية أو إكـفــّر الكلام اللي تفوّه بيه فى الصباح محمــّـر فيك عينيه: "لا، ما كاتسمعش مزيان؟ قولت ليك خـْـضـر".
اللي ما كانفهمش هو كيفاش هاد الناس المحسوبين على جيل البارح بغاوْا إفرضوا ذوقهم، طقوسهم أو لغتهم على الجيل ديال غـدّا؟ هاد الناس "أكل عليهم الدهر وشرب" أو ما عندهم باش إفيدونا أو خطابهم محكوم عليه بالإنقراض، بغاوْا ولا ّ كرهاوا، أو قوة الواقع بيناتـنا! "طال الزمن أو قصر"، ما عادا إيلا عجنوا شعب جديد على قـدّ هواهم أو يدّيهم.
اللغة العربية غادي ديما تبقى لغة، ذات بلا روح، لأنها ما كاتعرفش التجديد، ما مدّاوْلاش يوميا، موجودة غير فى الكتوبة أو فى الأخبار، أو اللغة اللي ما كاتــّـستعملش يوميّـا، كاتــّـشلـّـل، جميع دول العالم الناجحة، الكبيرة منّها ولا ّ الصغيرة، كادرّس أولادها بلغة حية، مستمدة شرعيتها، وجدانها من حضورها اليومي، القوي، ما يمكن أللـّـغة العربية تحيى أو تفيق من نعاسها "الأبدي" غير إيلا ذابت فى اللغة المغربية أو ماشي العكس، خصّ الكاس إيجي عند الرّوبيني، ماشي الروبيني عند الكاس، الفينلاديين كايقرّيوْا أولادهم بالفينلادية، نشوفوا فاين وصلوا أو فاين وصلوا جميع العرب أو شمال إفريقيا، أو المنظومة التربوية الفنلاندية كاتــّـعتبر من أجود الأنظمة التربوية فى العالم، فاين هو المشكل إيلا قرّينا أولادنا بلغة حية، محبوبة؟
قرار إقصاء، تهميش، رفض اللغة المغربية فى تكوين الأجيال الصاعدة من القسم اللول حتى للدكتورة قرار سياسي بامتياز، مفادو الإنفراد فى اتخاذ القرار، إشباع غرور الآنا المتضخمة، السيطرة المطلقة أو التحكم فى الشعـب "حتى يرث الله الأرض" من طرف القوات المحافظة اللي باغية لينا الهلاك. أو هي المسؤولة اللولة على الفساد، المستقبل المجهول، البطالة المزمنة، العنف، عدم الأمن، التطرف الديني، التوترات الطبقية أو عدم المساواة.
الأحزاب السياسية ما كاتهمنيش، لأنها كاتشوف غير المصالح الآنية ديالها أو ديال عشيرتها، أنا حزبي هـو "الشعـب المغربي"، لغتو أو مستقبلو، أو اللي كايحقر الشعب ولا ّ لغتو ما إكون غير حقير، عندو شخصية مهزوزة، كايعطي القيمة ألـــّـبــرّاني كثر من لولاد البلاد، الله إنـجــّــينا من الخونة أو اللي كايخدموا أجندات أجنبية باسم الجاه، المال ولا ّ الدين.
النهار اللي نعيشو أن نشوف فيه أن المغـرب رجع دولة مصنعة بحال النرويج، فينلاندا، الدانمارك، هولاندا، مريكان، الصين إلخ كايفتاخر بلـغـتو، ثقافتو، حضارتو هاداك النهار هو عيدي: "فاين العيد الصغير غادي يتلاقى بالعيد الكبير".
د. مراد علمي، أستاذ جامعي، كاتب ومترجم