حداء وربطة عنق للحزب
بينما أنا في طريقي مشدودا إلى مشهد غريب شاهدته هذا الصباح ، أوقفني صديق لي اسمه يوسف النجار وأوقف معي شرودي....
-مابالك ياأخي تائها؟
-كنت عند عباس في المنزل ، فأضحكني هذا الصباح.
-ماأضحكك عند عباس؟
-لقد زرته لأدعوه إلى قهوة رومانسية، فرأيت عنده في غرفته الخاصة ستة وثلاثون حذاءا وستة وثلاثون ربطة عنق.
-مادا تفعل بكل هذه الأحذية؟
-لدينا ستة وثلاثون حزبا،فكل حزب أذهب إليه بالحداء وربطة العنق اللذان يناسبانه
-مادا تفعل لو أن حزبا ولد وحزبا آخر لم يعد موجودا؟
-المسألة بسيطة،إذا ولد حزبا أشتري له ربطته وحداءه ، وإذا مات حزب، أبيع ربطته وحداءه في الجوطية.
-مادا تعني بهذا كله؟
-أحزابنا واحدة ومتشابهة في الضحك على الذقون، يختلفون في الألوان والأكاذيب، مع الوطن وليس مع الوطن.
تركت صديقي عباس في أمره هذا مع مشهده الغريب، وفي نفس الوقت يتسلى، لكن عندما خرجت نسيت أنني استدعيته إلى فنجان قهوة، فقال يوسف
-لا تحزن، أنا سأحل محله ،فلدينا الكثير مانقول.
وهكذا توجهنا إلى مقهى باليما الموجودة أمام قبة البرلمان.
تاج الدين المصطفى