فقر أزيلال وبكاء العدالة والتنمية
يخرج أعضاء محسوبون على حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة بتدوينات متوالية على الفيسبوك أو عبر خبر أو كتابة بمواقع محسوبة على هذا الحزب ، للبكاء والعويل عن مناطق إقليم أزيلال التي تعاني من الفقر ومختلف مستويات الهشاشة ، في وقت كان من الأجدر أن يتجرأ أعضاء هذا الحزب من خلال كتاباتهم بفضح هذا الحزب وفشله وفشل برلمانييه الذين زاروا مداشر الإقليم مرارا وتكرار دون أن يقدموا شيئا ، ولم لا يقدم حصيلته بهذه المناطق وهم يعلمون أنهم مسؤولون الى جانب سابقيهم من الأحزاب إن لم يقدموا شيئا ، ومع اقتراب موعد الحسم يتباكون أكثر ويوزعون التهم مجانا ، في محاولة لإيهام الناخبين أو قياس درجة سذاجة الناخبين .
كثر البكائون والنواحون عن التنمية والفقر بمناطق إقليم أزيلال ، ولم يتكاثروا ليقولوا الحقيقة أن حزب العدالة والتنمية لم يستطع أن يدرك أن عليه يقع عبء تجاوز المعضلة ، لكن الأمر لا يقتصر عند هذا الحد حين يكثر عويل و بكاء بعض أتباعه وتكثر الكتابات والشكوى ، حتى يشاع عن ظلمهم حالة عدم فوزهم أن الانتخابات شابتها خروقات وهذا سبب رسوبهم، ويستمرون في العويل لأن إيجاد الحل للمعضلة بعيد المنال عنهم، إنه حقا لغباء لا مثيل له في العالم إن لم يكن لأي حزب الإمكانيات للحكم ، ويقهر الناس بالزيادات ويحرمهم من المساعدات.
ليس من المنطق الحديث عن الفقر ومؤشرات الهشاشة بإقليم أزيلال من قبل أعضاء محسوبين على حزب السيد بن كيران، وليس من العدل تسمية الأمور بغير مسمياتها دون التذكير بحصيلتكم الحزبية وانتقاد سياساتكم والتسليم بروح رياضية بهزيمتكم التدبيرية، وليست حكامة أن تكونوا في الحكم وتصطفون الى جانب المواطنين الذين يشعرون بالفقر والعزلة، وتمنعون الغير...
سنطرح سؤال عريض لعلكم تهتدون : لماذا لا تقولوا لسكان مناطق أزيلال الفقيرة أن جمعيات حزب العدالة والتنمية تستفيد من الدعم العمومي كما استفاد إبن أمينكم العام الخبر اليقين الذي تداولته العديد من المواقع من منح دراسية لمتابعة دراسته خارج المغرب، و في وقت هذه المناطق هي في أمس الحاجة إليها ؟ ، بل ولما تخالج أصلا أمينكم العام السابق السيد سعد الدين العثماني عبر تدوينته بحائطه الفيسبوكي فكرة مغادرة الحزب يوما ما.. ؟؟ ،سؤالين ليس سوى مثالين في بحر من العناوين...
قد يتهمنا أتباع هذا الحزب أننا مدفوعون من جهة ما كما سبق أن اتهمنا بذلك البعض الذي ينتمي الى أحزاب المعارضة ، بينما في الحقيقة لا نسعى الى تبييض الوجوه بقدر ما نوصل الحقيقة لصالح الناس أو لصالح المعارضة أو لصالح الحكومة ، لأننا نحترم الخيار الديمقراطي ولا نبتغي أن نكون قنطرة هشة سرعان ما يفتضح أمرها .
في هذا الصدد نتساءل : هل وصلت رسالة العقاب الإنتخابي لحزب العدالة والتنمية الذي احتل المرتبة السادسة في الإنتخابات المهنية لاقتراع 07 غشت من الشهر الجاري خلف حشد من اللامنتمين؟، بينما كل الاتهامات التي يطلقها البعض من العدالة واتنمية حول الخروقات غير مؤثرة في العملية الانتخابية في زمن يتناسون أنهم يقودون الحكومة ويشرفون على العملية الانتخابية.
لم تصل الرسالة بعد من يتفرج ويبكي مع فقر أزيلال و ينظر إلى المشهد السياسي والاجتماعي برؤيته القديمة ، بينما الحزب الذي يقود الحكم يُصبح مسؤولا عن سياساته و سيؤدي ثمنها بالربح أو الخسارة، وعند الحكم واتخاذ سياسات لا يصح أن يجهش أحدهم بالبكاء ويتقمص دورالمعارضة، وكفى من اتهام السابقين بما آلت إليه الأمور " نعلم ذلك وشكرا على التذكير بالمعلومة "، ومن لم يستطع يدع من له الشجاعة والمقدرة على العطاء ، أو الإعتراف بفشله.
إن سكان إقليم أزيلال لم يعودوا بحاجة الى التفاعل الوجداني بقدر ما هم في حاجة الى التنمية والتفاعل النفعي، إذ الحكم دوره التنمية ومناهضة الفساد والإستبداد ،والسهر على تطبيق القانون و ليس بعفا الله عما سلف والبكاء مع الفقراء، فالتركيز إعلاميا على حالات متكررة دون اتخاذ قرارات جريئة وتجسيد الحكم في التعاطي مع المواقف السياسية ، أو بإشاعة الخروقات فيما يتعلق بالإنتخابات ودون إثبات وموضوعية، فهو سلوك يستغبي المغاربة ويحتقر ذكائهم السياسي.
حزب العدالة والتنمية، ليس مسؤولا عن الأزمة التي تعود جذورها لعقود من التدبير ، هذا صحيح، حفظه سكان الإقليم عن ظهر قلب ، لكن ما لا يرغبون فيه وسئموه هو استمرار الحزب الحاكم في البكاء على تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية طيلة فترات حكمه ،ولا يبحث السكان عن من يشاركهم البكاء ، بل يطمحون فيمن له الإمكانيات والقدرة لإخراجهم من محنة البكاء وقهر المعيشة، ومن لم يستطع فليرحم العباد لعل يوم غد يكون مشرق.
أزيلال الحرة