همســــات الليـــــــــل
المذكرة السابعة عشر : اللهم إني صائم .. راني صايم مافيا ما يادوي
عبارتين من بين العبارات الكثيرة التي يلجأ إليها الكثيرون في هذا الشهر المبارك الذي انزل فيه القرآن وفرض فيه أحد أركان الإسلام الخمسة . ولكن بعض أصحاب العقول النيرة جعلوه مطية للتملص من أداء واجبهم المهني تجاه المواطنين , فتدخل عليهم في اكشاكهم او مكاتبهم فيستقبلونك بوجه عبوس وكأن أحد أفراد عائلته متوفى وينتظر منك ابسط زلة لسان لينهال عليك ويفرغ كل غضبه في وجهك وكأنه صائم لك وليس لخالقه . وآخرون يغادرون مكاتبهم بمجرد تسجيل الحضور إلى وجهة غير معروفة وآخرون يسمعونك عبارة " راه أحنا صايمين او ماتبرزتوناش " ويمكن أن يلفق لك احدهم تهمة اهانة موظف أثناء مزاولته للعمل لأنه ربما مقطوع كما يدعي البعض .
واخرون من عموم المواطنين وبمجرد آذان صلاة العصر يخرجون من مخابئهم وهم مكضومين وعبوسين بدعوى أنهم" مقطوعين " "واقيلا من الشجرة "أما التدخين فلا يمكن أن يسبب في كل ذلك رغم انه مضر بالصحة وتسمع عبارات نابية وشجارات هنا وهناك وصياح كجواب على ذلك " أشعال " ناسين أن الصوم هو صيام اللسان والعين وكل الجوارح وليس عدم الأكل والشرب كما يصور البعض الذين ينتظرون ابسط فرصة للانقضاض عليك لانك ليس في مزاجه .
أما الطامة الكبرى ما أصبحت العين تشاهده جهارا نهارا من الانحلال الخلقي والضرب في المعتقدات الدينية وما يقع في هوامش المدينة كأغرويز وطريق تمنايت وتامدة نومرصيد وطريق ايت امحمد عندما تجد" وكالين رمضان " لعنة الله عليهم في أوضاع مخلة بالحياء مستغلين رمضان حيث يمكن للجنس اللطيف مغادرة المنزل والغياب لساعات طوال دون أن تشك الأسرة لقضاء سويعات من المتعة والناس صيام أو الذين يطبخون الكاميل وعند سؤالهم يكون جوابهم أنهم أحرار في حياتهم ناسين أن الحرية تنتهي عند المس بحرية الآخر " الله اهدي ماخلق او انجينا من هذه الحثالات " .
وبعد الإفطار تجد الأماكن المظلمة المكان المفضل لافراغ المكبوتات التي جمدت لنهار كامل من حميميات وتعاطي للمخدرات فتجد هناك من في لحظة حميمية دون حشمة او استحياء وهناك مذمني المخدرات" شاد شي قنت " الذي ظل ينتظر الاذان بفارغ الصبر "باش ابرم جوان اوايدير به الدماغ " كما يقولون ... والله اعفوا على كل واحد .
أما الآخرون فيملئون الشوارع بلواطهم لان الكل يخرج للمشي قصد الهضم والترويح عن النفس فيصطدم الأب والام وابنته بمكبوثين لايحترمون أحد وإذا تكلم احد سيندم حتى لماذا خرج من بيته لأنه سيسمعه ما لم يسمع في حياته ويافعون يزعجون المارة من السيارات والراجلين بلعب كرة القدم في وسط الطريق دون الإحساس بمدى خطورة ذلك على حياتهم إلى جانب الألفاظ النابية والقبيحة التي يتم النطق بها وأمام منازل المواطنين .
هنا يجب على الامن ان يلعب دوره في القضاء على مثل هذه الممارسات الشاذة التي يقول البعض انها من اجواء الاحتفالية برمضان الكريم .
ورمضان مبارك لجميع المغاربة الذين يقدسونه ويقومون بشعائره على احسن وجه و" الله إقبل صيامنا".
ذ/ محمد الذهبي