الفن رسالة سامية و نبيلة
إذا صنّفنا ثقافة الفن بجميع أنواعها شكلا ومضمونا هي رسالة سامية ونبيلة يؤديها الفنان بصفة خاصة، سواء كانت هذه الرسالة تتمحور في الميادين التالية كالتمثيل .الغناء..الكتابة ..السيناريو،أوبمعنى أصح الإخراج. هذا الأخير الذي يمثل مبدئه،قيمه، وأخلاقه بالمحافظة والإحترام للهوية الوطنية كمواطن حاملا على عاتقيه أمانة هذه الرسالة السامية والنبيلة بكل تفاني وتضحية بالغالي والنفيس ، وللرقيْ بهويته الوطنية والحضارية أمام الشعوب الأخرى, وأن يكون في الصورة المشرفة لبلده .وأن يكون للمرآة النظيفة مكانة يراها الجمهور من خلال أعماله وعروضه الفنية سواء داخل الوطن أوخارجه.
فالفن النبيل ثقافة الشعوب الراقية والواعية،هذه الأخيرة التي تحكم على تقييم إنجازات كل فنان من حيث مستوى العطاء والأداء المميزالذي وصلت إليه كل دولة.لأن يعتبر سفير الفن المشرف لوطنه في الإنجازات الفنية التي يقوم بها .أما إذا كان عكس ذلك، تصبح هذه الرسالة بمثابة مهزلة وإنحطاط ودعارة تسيئ لكل فنان شريف وتنقص من قيمته لدى الجمهور،وخاصة إذا أخِذت من طرف شخص يحمل صفة *مخرج* حينها نرى السفاهة وقد تعالتْ بكل وقاحة وعدم الإحترام ، مُنسلخة تماما عن المبادئ والأخلاق والهوية الوطنية والإنسانية، حينذاك يُصنف في خانة عدم الإحترام وعدم مراعاة أحاسيس الجمهور ,أو المشاهد بصفة عامة أينما وُجد وكيفما كان مستواه الثقافي والإجتماعي .
وزيادة على هذا, لا ينحصر في إهانة الجمهور فقط ، بل تعتبر مساس بشرف جميع النساء داخل المجتمع بأكمله, بل يهين أولا وقبل كل شيء نفسه كمخرج لا كمواطن عادي, و مرورا بكل العائلات بما فيهم..الأم..الأخت ..الزوجة ..العمة..الخالة. حتى تلك الطفلة البريئة *المواطنة الصالحة *, وهيهات من بصمة العار إذا طُبعت على إنسان أهان الأمهات اللواتي تركن بصماتهن في المقاومة، وترعرعت بين أحضانهن وتربت على أكتافهن أجيال ورجال حملوا مشعل الحرية والإستقلال بقهرهم الإستعمار لكي تبقى راية الوطن الغالي *المغرب* مرفوعة ويبقى دوما أرض الشرفاء والأدارسة والعلويين .
فإذا كان مخرج الفيلم الذي أثيرت حوله هذه الضجة الكبيرة, والذي سماه ب *الزين*..... إلى أخرالجملة, كان عليه و من المستحسن أن يسميه ب* قلة العفة والبشاعة اللي فيك * فلا مبرر هنا لكلمة *حرية التعبير* لأن هذه الحرية في الرأي والتعبير مقيدة بقيود القانون المسطر بالخط الأحمر يجب ألا يتخطاه أي شخص تحت أي ظرف من الظروف كيفما كان, و صدق رسول الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال " إذا لم تستحي فافعل ما شئت".
بقلم: عائشة رشدي أويس
إسبانيا