المجلس البلدي بالرشيدية في الميزان : هل من الممكن وضع رؤية تصحيحية في أفق تحديد الخاسر من الرابح ؟
تفاقمت أزمة التحالف لتدبير الشأن المحلي ببلدية الرشيدية، بين أخد ورد بين مختلف الاتجاهات والتيارات السياسية المتحالفة ، والمتنافرة حينا إلى حد تغييب رؤية واضحة للشأن المحلي وإقبار طموحات الساكنة المحلية المتطلعة إلى خدمة أفضل من طرف منتخبيهم، واستجابتهم للأصوات التي علت مطالبة بتفعيل قرارات سياسية محلية ظلت حبيسة جدران البلدية وجامدة في دواليب الوعود التي لا تترجم إلى مبادرات فعلية. مما دفع الساكنة إلى الإحساس بامتعاض شديد إزاء تنافر مختلف الأطياف السياسية الممثلة لها بذات المجلس، والتي لا تبدو إلا خرساء صماء عمياء عاجزة حد الإعاقة.
والحق يقال انه لولا التحالفات التي تمت حتى الأمس القريب بين الأطراف السياسية التي لا تهتم لاختلاف ألوانها أو انتماءاتها بقدر ما تعي جسامة المسؤولية السياسية الملقاة على عاتقها، والتي تتجلى في الإصغاء لحاجات الساكنة وترتيب الأوليات، والاشتغال وفق مخطط مدروس على أساس استراتيجي دقيق، يأخذ بعين الاعتبار الحاجات الملحة مقارنة بالإمكانات المتاحة المرصودة لهذا المشروع أو ذاك.
لقد أمكن بالفعل، بفضل هذه الرؤية البراغماتية الواقعية للتحالفات أن تحقق الشيء الكبير وتنجز عدة مشاريع ذات صبغة اجتماعية واقتصادية أدخلت الطمأنينة لأفئدة الساكنة وأراحت قلوبهم الطامحة إلى تمثيلية مثالية.
بين الأمس القريب واليوم لم يمر وقت طويل، لكن جهودا كثيرة ذهبت سدى. مردها إلى غياب أو تغييب فئة قليلة لرجاحة العقل فبادرت إلى الانسياق وراء طيف سياسي ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب وعدم إتباع المؤشرات الواقعية لرئاسة كانت تبين عن حسن نيتها ورغبتها الأكيدة في العمل المباشر الطموح والبحث عن موارد إضافية لسد العجز ومباشرة المشاريع التنموية وفق مخطط التنمية المحلي الموضوع لذات العرض، فكانت النتيجة أنها خرجت خاوية الوفاض فلاهي استفادت من انسياقها وراء هذا الاتجاه الذي بزغ ضوءه وقتا وجيزا ثم انطفأ إلى أبد الآبدين مقبرا معه أطماعهم ومقبرا معها طموحات السكان ولاهي تركت المجال لاشتغال التحالفات بطريقة واقعية واضحة تبحث بشتى السبل الممكنة، الذاتية، عن الحلول الحقيقة الممكنة لحل المشاكل وعن الموارد لمباشرة المشاريع.
ولولا التحالف وتنازلاته ما وصل المجلس الحالي إلى ما وصل إليه من تطبيل و تهليل في المشاريع : فتهيئة الأحياء و المركب الديني الخ لدليلان كافيان على التحالف و عمله الحقيقي الميداني الهادف إلى تحقيق التنمية المحلية الشاملة .
لا تلوموا واقعكم ولا تتعجلوا نتائجكم ، لأنه بين روح المبادرة الفاعلة لمن يشتغل في صمت، غير أنه بانتمائه السياسي و همه الأوحد خدمة السكان و الإصغاء لحاجاتهم الأنية، وبين ثلة المطبلين و المهللين ، لكم كامل الحق في اختيار من تشاؤون.
لا أحد ينكر أو سيتنكر أن المجلس الحالي رغم الداء و الأعداء والأخطاء و التجاوزات و التماسيح و العفاريت أحسن بكثير و يعد أفضل و أحسن مجلس عرفته المدينة مند الاستقلال على جميع المستويات و تحية لكل الغيورين على أول عمالة بالمملكة المغربية مدينة الرشيدية عاصمة تافيلالت ...
ذ. مولاي عبد الله اسليماني