الحرية تحت قانون *للحرية حدود*
أصبحت الحرية في زمن العولمة شيء مباح عند بعض الناس حسب مفهومهم النظري والفكري لمعنى الحرية ،خاصة في أيامنا هذه التي أصبحت تهان من خلالها المقدسات،حيث سادَ الإنعدام الأخلاقي واللأدبي أو بمعنى أصح* أسْقِطَ* قناع الإحترام لجميع الديانات السماوية ، مع العلم أن البعض الأخر له *وَعْيُ ُ* ثقافي يطبعها الإخلاص والتفاني لكلمة الحرية ،حيث يرى أن للحرية حرمة تحت قانون *للحرية حدود*، تقف عندما نبدأ بالإساءة المهينة والغيراللائقة اتجاه الطرف الأخر، و بإجتيازنا *لخط الممنوع أو *الخط الأحمر*.
كما نجد أن هناك نوعان لمفهوم الحرية :
الحرية المطلقة..
والحرية المقيّدة..
فبعض الأشخاص يقيّمون مفهوم الحرية المُقيّدة على أنها تقييد لأفكارهم وخنق لرغباتهم،وربط لأرائهم المختلفة اتجاه الناس أو المجتمع ككل ، وعلى أنها رفض لنوع من من أنواع التعبيرالصّريح والخاطئ والمسيئ في نفس الوقت للطرف الأخر.
أما بالنسبة للحرية المُطلقة، فهي التعبير المطلق الخالي من القيود بشكل مُحكَم وعقلاني يسوده الإحترام والتقدير لجميع فئات المجتمع المدني ، ولكل المقدسات..ولكافة الديانات السماوية كيفما كانت، لكي لاتعُمّ الفوضى والهمجية داخل المجتمعات سواءً كانت أوروبية ..أوعربية.. أوأسيوية.
وللأخذ بزمام الأمور لكي لاينفلت خط التواصل التعايشي الطائفي اللاعُنصري، من أجل الإحتواء لتخطي اتساع رقعة انعدام التفاهم والإحترام ،هذا الأخير الذي يجُرّ المجتمعات كلها إلى مُنحدرالجهل اللاإنساني من درجة الوَعي الإنساني إلى التخلف الحيواني اللاأخلاقي.
وبسببه تتشكّل خيوط الإختلاف وإختلاط المفاهيم الفكرية والنظرية، بحيث يسود الفساد والمؤامرات الفاسدة لما لا يحمد عُقباه بين الديانات والمقدسات ، ولكي لانعطي فرصة لكل من سَوَّلت له نفسه أن يفكر في إهانة وإساءة الطرف الأخر ، بغض النظرعن إنتمائه العرقي أوالديني، لابد من تقييم مفهوم الحرية المُطلقة والمُقيدة، على أن الحرية سواءً كانت مقيّدة أو مطلقة كما يراها البعض، فهي من المستحيل اللامنطقي واللاتّقدّمي أن تكون نوع من أنواع الفوضى بحجة أوبفعل الدفاع عن قضية *مـا* أو بالكلمة أو بالقلم أوبالتصرف اللفظي أوالفعلي المسيء لجميع المِهَن الشريفة .
ورغم كل المفاهيم والمحاولات لفَهم المعاني الكثيرة والمتشعّبة للحرية..سنجد أن لها قانون يسمى * للحرية حدود* سيجعلنا دوما وأبدا تحت لواء تفاذي الإستغلالات الفكرية والمهنية للحد من المشاكل والعراقيل التي تسبب الفوضى الهمجية في جميع أنحاء العالم من خلال كلمة الحرية.
بقلم:الكاتبة الإعلامية
عائشة رشدي أويس
إسبانيا