|
|
انتبهوا الصحافة الورقية تحتضر...
أضيف في 19 دجنبر 2014 الساعة 38 : 16
انتبهوا الصحافة الورقية تحتضر...
في طل التراجع الكبير ،في مبيعات الصحافة الورقية على الصعيد العالمي بشكل عام تحت طروف طبيعية ،وبدرجات متفاوتة بين الاقطار والامم ، نجدها بوطننا العزيز "المغرب " تتذيل الترتيب من حيث تداولها ومبيعاتها عربيا وحتى افريقيا ،احيانا "وعلى سبيل المثال لا الحصر فما يتم سحبه بمعظم اليوميات المغربية تسجله يومية مصرية من حيث مبيعاتها وليس سحبها وقد يقول قائل ان تعداد الساكنة المصرية له سر في هدا المعطى ،لكن بمجرد ان نعرج على "يومية حزبية عسكرية بالجارة الشرقية "الشروق الجزائرية فمبيعاتها اليوميات تقارب مبيعات اربع يوميات مغربية مستقلة - وان كانت طريقة التوزيع بالجار الشرقي لها دور مهم في هده الحصيلة – لكن يومية الصباح بتونس بلد لا تتعدى نسمته 12 مليون نسمة تعرف انتشار وتداولا واقبال على بعض اليوميات المغربية... ومن اجل مقاربة هده الوضعية الغير السليمة لصحافتنا الورقية فنضن انه لن يختلف اثنان بأن الاسباب والعومل تتداخل بين الناشر والموزع والبائع والقارئ والوزارة الوصية والظرفية العالمية وانتشار الصحافة الالكترونية... وكل طرف وجهة لها هفواتها ومسؤوليتها في هدا التدني بدءا بالناشر ومستوى المواد التي يقدمها وعلاقته بالجهات الممولة والاشهار ومدى احترام اخلاقيات المهنة لنذهب اكثر من هدا ونسال بعض الاقلام الصحفية هل تعرف القارئ الدي تكتب له او حتى من اجله؟...،شركة التوزيع وجودة ومهنية التغطية والمسح الميداني اليومي والتتبع والمواكبة والاجرئة وطبيعة عنصرها البشري وكفاءته...،البائع او الجرائدي ان صح التعبير الدي يحتاج الى تأطير وتكوين وإعتراف و إنصاف من اجل ان يساير المتغيرات العصرية ويتجاوز طريقة العرض والبيع الكلاسيكية ويقطع مع طواهر الكراء والقراءة المجانية والتصفح ويساهم في محاربة السوق السوداء كونه حلقة مهمة من حلقات استمرار الصحافة الورقية وهده مسؤولية المتدخلين الرئيسين في المهنة "وزارة ناشر وموزع" لاحتضان البائع النموذجي بشكل جديد يجعله مشترك في اعادة قاطرة الصحافة الورقية لسكتها الصحيحة... ثم القارئ واعتماد غالبيته على طواهر لاأخلاقية "الكراء..."مستغلا ،نفوده او علاقته او مصلحة البائع معه...أوالانزواء بمقهى معروفة بتوفيرها لكل المنشورات البارزة لزبنائها رفقة المشروبات ،في المقابل تجده يطالب بالجودة وهويحارب المقاولات الصحفية بالقراءة المجانية ...الوزارة الوصية لاتعتبر اليوم شريك للمقاولات الاعلامية الورقية الا من خلال البطائق المهنية ،والدعم الدي من المفروض انه مرتبط بمعطيات وارقام ،لكنه يمكن في حالات كثيرة –مع انعدام مساطر تتبع مضبوطة - ان يدفع بالبعض للخروج من صدقية المهنة واخلاقياتها،من اجل كسب الاعلانات ومنابع الاشهار ومغالطة الهيأة الدولية لتتبع المبيعات مما يتيح الفرصة لبعض المتطفلين والدخلاء على المهنة الشريفة باللجوء لأساليب لاأخلاقية للنفخ في الارقام وان اقتضى الحال اقتناء وشراء من تطاول على لقب - ناشر وصحفي - لنسخ منشوره من الاكشاك بطرق ملتوية ، كماأن علاقة الوزارة الوصية بالباعة بشكل عام لاتقوم على اي اساس او سند علما ان البائع هو من يروج هده المنشورات ،فمع انعدام محددات قانونية او ضوابط يمكن لبائع امتهن عرض الجرائد بمدار او ملتقى شوارع لحقب من الزمن وبين عشية و ضحاها يتعرض للمنع من مزاولة مهنته بنقطة بيعه المعهودة حسب تغير اي مسؤول من السلط المحلية وحلقات المهنة كلها ستتضرر بهذا القرار وليس البائع لوحده ...بالنسبة لعامل الطرفية العالمية وازمتها المالية وتداعيتها وتدويلها فعلا سيكون لها تأثير طبيعي لان القدرة الشرائية للقارئ ستتراجع لكن ليس بدرجة كبيرة خاصة ان الورق لم يعرف ارتفاعا في ثمنه ...ويبقى لعامل انتشار الجرائد الالكترونية دورها العادي في تدني كل ماهو ورقي ومطبوع وان لازالت الآراء تتضارب بين من يعتبر ان الصحافة الرقمية "مكمل وامتداد طبيعي للصحافة المكتوبة وبين من يقول انها ستكتسحها مع جيل يهتم بكل ماهو سريع ومتجدد ومتكامل "صورة وصوة " ويضمن الحرية والمشاركة بدون قيود أو إكراهات أو شروط ...لكن يجب ان نتفق على الاقل بوطننا العربي عامة وبلدنا العزيز خاصة انه مادامت الصحافة الالكترونية تنعدم شروطها وضوابطها القانونية والمؤسساتية ،وتقل مصداقية بعضها ،وتنعدم ثقة اصحاب الاعلانات والاشهار بها وندرة الصحفي الرقمي المتفرغ ،والتمويل الواضح...وكدلك نسجل ان هناك قارئ قار وملتزم مند سنوات بإقتناء يوميات ورقية مستقلة واسبوعيات ربما انها حافظت على خطها التحريري ،هدا الكلام تؤكده نتائج هيئة التحقق من مبيعات الصحافة الورقية بالمغرب كل سنة ولعل هدا ما يجعلنا نتفاءل بخصوص مستقبل هده المهنة لكن ضروري من تضافر الجهود وتحرك كل هيئة ومؤسسة من المتدخلين فالناشر وجب عليه ان يكون واضح مع القارئ وقريب من متطلباته ،دون اللجوء الى العناوين الرنانة ونشر غسيل البلد من اجل الاثارة "فنعم للإنارة ولا للإثارة" «ونعم للتقييم من اجل التقويم" وشركات التوزيع وجب عليها ان تقطع مع الاساليب الكلاسيكية في التوزيع ،فبدل ان تجعل من موزعيها كساعي بريد وناقلي مطبوعات وتحصيل محاصيل مالية بشكل ألي وروتيني فالأجدر بها ان تدخل اساليب وتقنيات حديثة في طريقة التوزيع وعلى ثقافة الموزع العادي ليصبح تفكيره بعقلية تجارية ومشاركة ومتفاعلة،والبائع يجب ان يؤطر وينظم ليقطع مع كل الطرق الحالية تسيرا وتقافتا وتدبيرا ...انداك سيقدم المنشورات للقارئ بشكل مهني ومشجع ومسؤول...والوزارة الوصية يجب ان تواكب الركب الحضاري المتطور وتجعل فعلا من المهنة بكل مكوناتها سلطة رابعة – بعد ان يكون الناشر والصحفي استرجع مقوماته الضرورية وحارب المتطفلين الدين استغلوا الفجوات - بتنزيل قانونها الخاص والواضح . فبدون تدخل هؤلاء الشركاء حتما ستعرف السنوات القادمة تسلل الموت السريري لصحافتنا الورقية.
العيرجي مبروك
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|