|
|
دعوة إلى ضميـر العالم : لنستثمر بفاعلية في ثقافة حقوق الإنسان
أضيف في 09 دجنبر 2014 الساعة 54 : 19
دعوة إلى ضميـر العالم : لنستثمر بفاعلية في ثقافة حقوق الإنسان
لقد فتحت ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أفقا رحبا لثقافة الحرية والإنسانية حين أكّدت أنّ التعليم والتربية أداتان لضمان احترام الحقوق والحريات.
واليوم، يرنو العالم بكلّ تفاؤل إلى ما تبذله جهات رسمية وأخرى غير رسمية من مجهودات في مجال تعليم حقوق الإنسان الكونية ونشر ثقافتها بكلّ الوسائل والطرق الخلاّقة والمبدعة. مجهودات أثبتت اعترافا كونيا بدور ثقافة حقوق الإنسان في الوقاية من انتهاكات الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتطوير قدرة الناس على المشاركة في صنع القرار والمحاسبة الاجتماعية. كما أثبتت دور هذه الثقافة في بلورة مقترحات لعالم تحكمه الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتعدّد والاختلاف.
ولكن هذا الاعتراف بدور ثقافة حقوق الإنسان لا يمكن أن يحجب عنّا مخاطر كبرى تمرّ بها الإنسانية اليوم تتمثل في استشراء منطق العنف والحرب والفوضى وانعدام الاستقرار وتفكّك بعض البلدان وتدمير الأرض، مسكن الإنسان، والعجز عن حوكمة الشأن العام وإقامة العدالة الاجتماعية وإذكاء للنّعرات السياسية والطائفيّة والعشائرية والايديولوجية ومحاولة ضرب التعدّد والاختلاف.
إنّ ثقافة حقوق الإنسان والتربية على مبادئها وطرق إعمالها تبدو اليوم منهج حياة لإنقاذ إنسان عالمنا ومساعدته على مجابهة كلّ هذه المخاطر. فلنهبّ جميعا حكومات ومؤسّسات تعليمية ومنظمات غير حكومية ووسائل إعلام ومؤسسات قطاع خاص وأفرادا لإعلاء قيمة ثقافة حقوق الإنسان. ولنبلور الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية والدولية حتّى نستثمر بفاعلية فيها. ولنجعلها أولوية مطلقة عن طريق وضعها في الدساتير والقوانين وإدماجها في السياسات والمخططات التنموية والميزانيات وتوفير الفضاءات والقدرات البشرية والمناهج لدعم استدامتها.
«حقوق الإنسان مسؤولية جماعية... واحترامها والنهوض بها حقّ لكلّ الناس». هذا ما جاء في عهد تونس للحقوق والحريات. وسنعمل في المعهد العربي لحقوق الإنسان مع كلّ شركاءنا من أجل ثقافة حقوق الإنسان للجميع.
عبد الباسط بن حسن
رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان
|
|
|
[email protected]
التعليق يجب أن يناقش موضوع المادة
|
|
|